الإخوة الأعداء... هل تدعم القاهرة رحيل بن سلمان؟!

الإخوة الأعداء... هل تدعم القاهرة رحيل بن سلمان؟!

30 أكتوبر 2018
+ الخط -
بحسب مراقبين، فإن الدائرة المقربة من الرئيس السيسي أصدرت تعليمات لوسائل الإعلام المؤيدة للنظام "بعدم نشر مواضيع محلية أو غربية عن مصير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واحتمال إقالته من منصبه، على خلفية قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول".

جاء ذلك خصوصًا مع ظهور نقاشات حول احتمال رحيل بن سلمان، نتيجة "تسوية ستعقدها أو عقدتها السعودية مع الولايات المتحدة تتضمّن رحيله عن منصبه"، وأخرى حول اتصالات جرت بين القاهرة وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، تناولت النقاشات إمكانية استمرار بن سلمان في منصبه، وأن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد توجه إلى الرياض في وقت سابق، حاملا رسالة من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تتضمن "نصائح مصرية" للتعامل مع الضغوط الغربية بشأن قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول مطلع أكتوبر 2018.. وأن "السيسي بات يرى بن سلمان عبئاً على التحالف الرباعي الذي يضم السعودية والإمارات ومصر والبحرين".

أجواء تعزّز الادعاء بأن القاهرة باتت تدعم اتجاه إبعاد محمد بن سلمان عن الحكم، وأن ولي العهد السعودي أصبح عبئا على مملكته وحلفائه. ومن ثم إن بقاءه في الحكم سيكشفه ويكشف معه حلفاءه ويضعف من قوتهم الإقليمية، خاصة أن القاهرة تخشى من أن يستغل أردوغان الأزمة في الوصول إلى تسوية تشمل أبعادا إقليمية كـ (حصار قطر، وعلاقة الرياض بالإخوان المسلمين في دول الإقليم)، وبالتالي فمن الأفضل إقصاء بن سلمان من المشهد حتى لا يستغله الأتراك في كسب نقاط إقليمية تأتي على حساب الحلف المصري - السعودي - الإماراتي، خاصة أن حدوث تسوية سيعني على الأقل عودة العلاقات السعودية - التركية إلى سابق عهدها حتى مع بقاء محمد بن سلمان وهو ما لا يريده السيسي؛ مما يهدد مصالح التحالف (المصري - الإماراتي - السعودي)، والقائم بالأساس على العداء لحمى الثورات/ الانتفاضات ورياح التغيير في المنطقة، واستهداف القوى الإسلامية ونظم الحكم الداعمة للثورات والتغيير وعلى رأسها تركيا وقطر.

لكن مع المنطقية الشديدة التي تتمتع بها وجهة النظر تلك عن الموقف المصري، وما يدعمها من من معلومات، إلا أنها تتجاهل تساؤلا مركزيا للغاية، وهو: هل تملك أنقرة إدانة محمد بن سلمان بشكل رسمي ومباشر، ومن ثم دفعه للانصياع للإملاءات التركية. من الصعب الإقرار بذلك، خاصة أن الرياض قادرة على تقديم كبش فداء لـ بن سلمان، ويكون ذا منصب رفيع..

مع ذلك، تبقى احتمالات إبعاد بن سلمان قائمة، لكن لدوافع أخرى غير مرتبطة باغتيال خاشقجي، إنما تتعلق بأسلوب إدارته وخوف حلفائه من حالة الخفة التي تتسم بها قراراته، ومن ثم تكون أزمة خاشقجي (كعب أخيل) ومجرد تكأة استغلت لاتخاذ قرار إبعاده المعد سلفاً.