عن عالم اليوم

عن عالم اليوم

28 أكتوبر 2018
+ الخط -
(بشار جزءٌ من اللوحة العامّة)

أجواءُ العالم مرعبة، صحافي سعودي يتمّ استدعاؤه لسفارة بلاده ليُقتَل في جريمة ركيكة تفتقر إلى أبسط مقومات ذكاء الاغتيال ومخيّلة التخطيط، يندّد أردوغان بالجريمة، عاشق حريّة الصحافة والصحافيين والرأي الآخر.

النظام السوري أعطى رأيه بالموضوع أيضاً وله روايته بالجريمة، وقال مذيع إحدى قنواته "الزميل جمال خاشقجي"، زميل؟ والممانعة البوتينيَّة مستمرة في أبحاثها عن الخاشقجي. الكلُّ يخفي جرائمه بالتنديد بالجريمة، دموعٌ تشطفُ تصبُّغ الدماء على الأيادي، ترامب يطلبُ الفلوس ممّن يحميهم.

كانت الولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة، على الأقل، صاحبة مشروع ديمقراطي ليبرالي على أساس تواجه به الشيوعيَّة السوفييتية، تحوَّلت أميركا في عهد ترامب إلى شركة أمنية خاصّة وقحة تقدم خدمات عسكريَّة مدفوعة.

في عالم الآن، لن تشعر بأي فرق أخلاقي إذا دخلت البيت الأبيض أو دخلت الكرملن، اليمين الشعبوي يكسح البرازيل، واستطلاعات الرأي تظهر أنَّ حزب البديل العنصري AFD في ألمانيا، يقفز من 13% إلى 18%، أوروبا تسوّر نفسها ضد اللاجئين خوفاً من الانهيار. ضاع بشار الأسد في العجقة، صار جزءاً من الكل، وتفصيلاً في اللوحة العامة، بل صار بشار هو اللوحة العامة.

(السفارات السورية)

الجميل في السفارات السورية، هو أنك تستطيع أن تنقذ نفسك من الوفد القادم لقتلك بـ500 ليرة.

(معقول؟)

في قضيَّة جمال خاشقجي، سمعنا أصواتاً تقول: "معقول يكون محمد بن سلمان غبياً لهذه الدرجة، ويقتل مواطناً في قنصلية بلاده، وهو الساعي إلى تلميع صورته في الغرب، أكيد في شي غلط".

يشبه هذا تماماً، السؤال في لحظة الكيماوي السوري: "الأسد منتصر، لم سيستخدم السلاح الكيماوي، ويهيجّ العالم ضدّه؟ أكيد في شي غلط".

لا يوجد أي شي غلط، الغلط الكبير هو توقع "آلية منطقية" من هذه الأنظمة العربيّة المجرمة.
دارا عبدالله
دارا عبدالله
كاتب سوري يقيم في العاصمة الألمانيّة برلين، من مواليد مدينة القامشلي عام 1990. له كتابان: "الوحدة تدلل ضحاياها" (صادر عام 2013) و"إكثار القليل" (صادر عام 2015). يدرس في كليّة الفلسفة والدراسات الثقافيّة في جامعة "هومبولدت" في برلين. من أسرة "العربي الجديد" ومحرّر في قسمي المدوّنات والمنوّعات. يمكن التواصل مع الكاتب عبر الحسابات التالية:

مدونات أخرى