لا تموتوا بالكيماوي... موتوا بالبراميل!

لا تموتوا بالكيماوي... موتوا بالبراميل!

08 ابريل 2017
+ الخط -
بدون تهديدات، وبدون خطوط حمر، وبدون جلسات في مجلس الأمن، وبدون تشكيل أحلاف عالمية، وبدون مراجعات مطولة في القانون الدولي. هكذا ببساطة، انطلقت الصواريخ الأميركية لتدك مطار الشعيرات "عندما شاءت" فقط!

عندما غضب السيد الأشقر، لمشهد الأطفال السوريين الشقر، وهم يختلجون قبل أن يسلموا أرواحهم تحت وطأة كيماوي الأسد، أو هكذا كنا نظن حتى الآن!

ولكن مهلاً، لماذا توقف غضبك فجأة بعد 60 صاروخاً فقط؟ نحن الذين تسحقنا طائرات الأسد منذ سنوات، كنا ننتظر منك غضبة مضرية تهتك حجاب الشمس وتقطره دماً! لماذا برد غضبك وأنت القائل إنك مصدوم من مشاهد أطفالنا "الجميلون" وهم يموتون بكيماوي الأسد؟ أم تراها نظرتك التي تغيرت في الأسد لم تتغير بشكل كلي بعد؟

ماذا سأقول لجارنا بائع الفلافل المسكين الذي سمى محله اليوم "مطعم ترامب"؟ كيف سأشرح له أنك لست الجدير بالشكر بعد ما حصل، وأن من كان شاكراً فليشكر إسرائيل؟

لا أعلم، صراحة، كيف غابت هذه اللعينة عن معظم كتابات من تحدّثوا عن الضربة الصاروخية!

أصدقائي، ببساطة، لا جديد حدث البارحة، فالوضع هو هو، كل من يريد شيئاً من سورية المستباحة يأتي ليأخذه، ويبقى الشعب السوري المسحوق آخر الأولويات!

فالمكان الذي قصف هو المطار الذي خرجت منه الطائرة التي نفذت الغارة الكيماوية، بالإضافة لمخازن تحتوي أسلحة كيماوية. المكان عينه، الذي قالت الرواية السورية الرسمية إن أربع طائرات حربية إسرائيلية خرقت الأجواء السورية صباح 17/3/2017 قادمة من جهة لبنان، وقصفت موقعاً لجيش النظام في تلال تدمر بريف حمص وسط البلاد!

هل كانت إسرائيل تعرف منذ ذاك الوقت أن الأسد ما زال يمتلك في مكان ما أسلحة كيماوية؟ لا أعلم صراحة، ولكنني أعلم أن إسرائيل تعرف مقاس ملابس الأسد الداخلية، وملابسي وملابسكم أيضاً!

إسرائيل التي غضبت جداً وانتفض سياسيوها لاستعمال الكيماوي كانت غاضبة لانتهاك خطوطها الحمر، الخطوط الوحيدة المحترمة في هذه المنطقة. ولذلك، كان لا بد من معاقبة الكاذب الذي لم يحترم تعهده بتسليم الكيماوي. هذا العقاب هو موضعي فقط، فعلى قدر الخطيئة يكون العقاب! لأن الأسد ما زال مفيداً ومازال سوراً ممانعاً ومقاوماً لأية قوة تفكر بالاقتراب من إسرائيل.

هنا علينا أن نكون على ثقة من أن من استخدم الكيماوي هو الأسد، إذ لو كان من استخدمه هو الجماعات الإسلامية "المتطرفة" لما كانت العقوبة موضعية قط، فالإطاحة حينها ستكون شاملة، لأن الكركوز سيكون قد فشل في مهمته.

لا بديل للأسد حتى الآن، ولا بديل للتضرع لله وحده عند السوريين. الأمر الوحيد الجديد، هو أن "العالم المتحضر" لن يسمح بموت أطفالنا "الجملاء" بالكيماوي، ولكن لا بأس باستمرار موتهم بالبراميل المتفجرة، والصواريخ الارتجاجية، أو الفوسفور الحارق!