حكاية للتسلية يد من خشب

حكاية للتسلية يد من خشب

18 ديسمبر 2017
+ الخط -
في ذات نهار ربيعي بعيد، وكنا في قرية قريبة من بلدتنا "معرتمصرين"، خرجنا للصيد.. وفجأة، لمح ابنُ خالتي أبو أحمد، وهو الصياد الماهر، البارع، المحنك، حيواناً سميناً، بليداً، ذا جلد سميك، يسمى (الغرير). عاين عليه، سدد، (سَكْمَن)، أطلق.. دي دي بم.. أصابه في مقتل!..

الغرير، من حلاوة الروح، والتمسك بأهداب الحياة، انجرد مثل السهم، هرب، نط فوق الصخور، ونحن نتابعه بأبصارنا، حتى دخل في وكره..
قال أبو أحمد لصديقنا الهزلي عبد الله فريكة:
- هيا عبد الله، مد يدك إلى الوكر، اسحب الغرير، خلنا نجهزه ونتغداه، وليكن في علمك أن لحمه لذيذ..

قال عبد الله، متوجساً: وإذا عضني؟
ضحك أبو أحمد، حتى غارت عيناه، وقال:
- كيف يعضك وهو ميت وشبعان موت؟ أنت ما شفتني لما أصبته، وقتلته، بالجفت؟!
فكر عبد الله قليلاً، ثم قال لواحد من أبناء أبو أحمد الذي كان برفقتنا، واسمه عمر:
- تعال عمو عمر.. مد يدك واسحب الغرير!..

فجأة انتفض أبو أحمد وقال لابنه: لا عمر، لا. دير بالك ابني! أوعى تمد يدك. والله إذا تَمَكَّن منها الغرير، وأطبق عليها بأسنانه على هيئة (قفل ومفتاح)، فإنه يقطعها!
دهشنا، ودهش عبد الله وقال له:
- يخرب ديارك يا أبو أحمد.. لكان أنا يدي مصنوعة من خشب؟!!

دلالات

خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...