تلقيح النساء بالوكالة

تلقيح النساء بالوكالة

11 ديسمبر 2016
+ الخط -


بدأت الأزمة السياسية في سورية
يومَ السادس من آذار/مارس 2011، حينما اعْتَقَلَ فرعُ الأمن السياسي بدرعا الذي يرأسه العميد عاطف نجيب "ابن خالة بشار الأسد" خمسة عشر طفلاً، بتهمة كتابة عبارات على الجدران، يبدو أنها تسللتْ إلى وجدانهم من خلال متابعتهم القنوات التلفزيونية التي كانت تعرض وقائع الثورات التي اشتعلت في تونس ومصر وليبيا.

عبارات من قبيل: "الشعب يريد إسقاط النظام"... "الله- سورية- حرية وبس"... ‏"أتاك الدور يا دكتور"‏ إلخ
.. وقيل إن الأطفال عُذبوا بقسوة وصلت إلى حدّ قلع الأظافر.


بعد أيام على اعتقالهم ذهب أهلوهم إلى عاطف نجيب، وطالبوه بالإفراج عن أبنائهم، لكنه سخر منهم، وقال لهم:

- انسوا هؤلاء الأبناء، واذهبوا إلى نسائكم وخلفوا أبناءً غيرهم.. وإذا كنتم غير قادرين على ذلك، فنحن ننوب عنكم في هذا الأمر! 


هذا الجواب اللئيم أغضب أهالي درعا "الذين كانوا قد ذاقوا الأمرين، في السابق، من استبداد عاطف نجيب والمحافظ فيصل كلثوم ورموز النظام الآخرين الموجودين في مختلف مفاصل الحياة".. فكانوا السبّاقين إلى تأجيج نار الثورة، إذ وزعوا منشورات في مركز المدينة، والقرى التابعة لها، دعوا فيها للقيام بثورة سلمية، بعد صلاة الجمعة، تنطلق من المسجد العمري في المدينة.


لكن العميد عاطف نجيب كان قد استدعى، للمؤازرة، قوات أمنية كبيرة، أُرْسِلَتْ بالطائرات الحوامة من
دمشق إلى درعا، وباشروا بقمع المتظاهرين بالرصاص الحي، واقتحموا الجامع العمري، مما أدى إلى سقوط ضحايا زاد عددهم عن المائة.


الرواية الرسمية كانت "صورة طبق الأصل" عن الرواية الرسمية لأي حادثة جرت في سورية عبر الأربعين سنة الماضية، وهي أن "مندسين"، و"مخربين"، و"عملاء مرتبطين بالأجندات الاستعمارية" استغلوا الاعتصام السلمي، وحاولوا زرع الفوضى، والاعتداء على الممتلكات العامة، مما "اضطر" قوات الأمن للتصدي لهم.. بقصد الحفاظ على أمن الموطنين وسلامتهم!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من كتاب ‏"قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سورية 2013"‏

 

خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...