إن تضحيتك لتعني مواجهة مد كامل من البلهاء الوظيفيين، الذين لن يشعروا بالإهانة والغضب، بل إنهم سيرغبون في إيذائنا أكثر، لأننا لم نشاركهم فكرة العيش خارج الكرامة.
سنكتب، وسنقول إن كفّ الفلسطيني، المشتقّ من مادّة الفينيق، قادرة اليوم وغداً، على مُواجهة مخرز الذكاء الاصطناعي، ولو أتاح هذا للعدوِّ الجَبان تحديد مائة موقع.
كتب أبو إبراهيم شهادته المسكونة بألمنا وأملنا الجماعيَّين داخل السجن. والحقّ أنّها شهادة جيل كامل من الفلسطينيّين، ممّن وُلدوا في مخيّمات اللاجئين بقطاع غزّة.
أيّهما تختار أيّها المثقف العربي: من يُلقون لك بالفتات من علٍ، بعنجهية الصحراء، كي تقيم الأود، وتستر نفسك، فقط لا غير، أم تقف مع شعبك المظلوم، وهو يناوش المستحيل، جاعلاً منه ممكناً، بنسغ الحياة الأعمق فيه، على امتداد كل الجغرافيا من محيط لخليج؟
قال إن الصاروخ وقع في الرابعة فجراً، وهذه آخر المعلومات، وبعد ساعات نعرف أسماء الشهداء والمصابين جميعاً. قال: كلنا نزحنا لمدرسة الأونروا. اتصلت وكلّمت البنات، بصعوبة بالغة، ثم نزلت لأكمل المقال، موطنّاً العقل على أن الجميع مشاريع شهادة.
مشهد بلد مقصوف ينكشف عن تعذّر الدفن، وعن تحلّل ألوف من الأبرياء تحت الأنقاض. غزة تعيش أعلى مراتب المجزرة. مقاومتها، بالمقابل، تعيش أعلى مراتب النضال منذ النكبة. والعدو اختار أن يهدم القطاع على ساكنيه، رويداً رويداً، كي يجعل الحياة مستحيلة هناك.
إن حلف الناتو هو من يُدير الكيان الصهيوني الآن، وهو من يُغذّي نار الإبادة والحقد الوحشي، لا على شعبنا، بل على كل شعوب الإقليم، كي تسودهم "تل أبيب"، عبر التركيع والتطبيع والتتبيع. وإن قدرنا اليوم أن ندافع عن شعبنا ومصالح شعوب الإقليم.