لتاريخ تخريب موناليزا أشبه بتاريخ للسخرية والتخلص من فن المعلمين. في ذات الوقت، هو تاريخ التبذير في الفن، وتركيز نظرة المجتمع وأمواله واهتمامه على لوحة.
الحشد الذي رأيناه في الثالث من الشهر الحالي يبدو عليه الذهول، ويسيطر الرعب على ملامح المتجمهرين؛ إذ ينتظرون أن يخرج أخ أو أب أو ابن من "المسلخ البشري"، الاسم الذي أطلقته منظمة العفو الدولية على سجن صيدنايا سيئ السمعة في ريف دمشق.
يبدو أن التجسيد الأمثل لمفهوم "استمرار العمل الفني ضمن الزمن"، يحصل على يد أشخاص لا ينتمون إلى المؤسسة الفنيّة. ففي كل فترة وأخرى، يتدخل أحدهم، شخصية مجهولة عادة، أو هامشية، ويُجري تعديلاً أو تحويراً على عمل فنيّ ما، بالصورة التي يراها مناسبة.
لم يصدق أحد ما حصل. العطل ليس في "الراوتر"، وليس في اتصال الإنترنت، ولا الحاسوب، ولا الهاتف النقال. ببساطة، توقفت كل وسائل التواصل الأشهر؛ "فيسبوك"، و"إنستغرام" و"واتساب".
مع ظهور السلالة المتحورة من فيروس كورونا، الأكثر قدرة على الانتقال بنسبة تصل إلى 70 في المائة، في بريطانيا، انتشرت صور الفيروس، لرصد طبيعة التحويرات البروتينيّة على غلافه، وطبيعة البيئة التي يعيش ضمنها.