مدنيو سيناء: طائرات إسرائيلية تقصفنا

مدنيو سيناء: طائرات إسرائيلية تقصفنا

20 نوفمبر 2014
تغصّ مدينتا رفح والشيخ زويد بالمنازل المهدّمة(عبد الرحيم خطيب/الأناضول)
+ الخط -

يعاني أهالي سيناء المدنيين من عدم الأمان منذ بدء الحملة العسكرية التي قادها الجيش المصري في محافظة شمال سيناء، في أعقاب الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي العام الماضي، وذلك نتيجة القصف العشوائي الذي تتعرض له منازلهم.

وقام سلاح الجو المصري، مستخدماً طائرات الأباتشي، بقصف منازل عدة على مدار أكثر من عام، وهو ما أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين، من دون وجود إحصائية محددة.

وقتل 10 أشخاص من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، في قصف لمنزلهم جنوب مدينة رفح، الثلاثاء الماضي، وسط ارتباك في تحديد المسؤول عن الحادث: هل هي طائرات الأباتشي التابعة للجيش المصري، أم طائرات من دون طيار تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.

وتغصّ مدينتا رفح والشيخ زويد والقرى التابعة لهما، بالمنازل المهدمة تماماً، بحجة ملاحقة العناصر المسلحة التي تستهدف الجيش والشرطة في سيناء، وتحديداً مسلحين تابعين لجماعة أنصار بيت المقدس التي أعلنت الأسبوع الماضي مبايعة أمير تنظيم الدولة الإسلامية أبوبكر البغدادي، فضلاً عن تبنّي الهجوم على حاجز كرم القواديس الأمني في العريش.

وعانى أهالي سيناء على مدار أكثر من عام، من هدم المنازل، من دون أسباب واضحة. كما لم تعلن الجهات الرسمية، وتحديداً المؤسسة العسكرية المصرية، الهدف الحقيقي من استهداف المنازل بشكل عشوائي. وزاد من معاناة أهالي سيناء على مدار شهر تقريباً فرض حالة الطوارئ وحظر التجول على مدن العريش والشيخ زويد ورفح.

لكن لم يكن الجيش المصري وحده من يقوم بعمليات قصف للمنازل من طائرات أباتشي، إذ تشير روايات أهلية في مناطق متفرقة في سيناء إلى اختراق طائرات بدون طيار إسرائيلية للأجواء المصرية لتقوم بقصف أهداف محددة، فضلاً عن قيامها بعملية مسح جوي لأهداف بعينها على طول الشريط الحدودي بين مصر والكيان الصهيوني.

وفي السياق، أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس، إبان الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الأخيرة، عن استهداف طائرة بدون طيار إسرائيلية لأربعة من عناصرها، من خلال إطلاق صواريخ على إسرائيل من داخل سيناء.

وتؤكد مصادر من سيناء في منطقة رفح، أن الطائرات بدون طيار الإسرائيلية المعروفة بـ"الزنزانة"، تخترق المجال الجوي المصري على فترات، في ضوء عمليات استطلاع على أهداف تابعة لمسلحين ينشطون في سيناء.

وتقول المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد" إن "الجيش المصري على علم باختراق الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي المصري، وإلا لماذا يتركها تحلق فوق سماء مصر؟".

وتلفت المصادر إلى أن الوضع في سيناء يوجد تعتيم شديد عليه إعلامياً، فما ينشر في وسائل الإعلام مخالف لحقيقة الوضع في سيناء. وتوضح أن "عمليات الاعتقال العشوائية تطال الجميع، فأصبح الجميع غير آمن على نفسه ومنزله". وتشدد على أن قوات الجيش والشرطة تداهم المنازل في أي وقت من دون اعتبار لحرمة البيت، وهو أمر مقدس لدرجة كبيرة داخل المجتمع السيناوي والبدوي. وتتساءل المصادر "لماذا لا يتحقق الجيش من المنازل التي تعدّ ملجأ للمسلحين بدلاً من القصف العشوائي؟"، متعجبة من عدم مساءلة الجيش حتى الآن عن نتائج العمليات في سيناء.

وفي كل مرة يقوم الطيران الإسرائيلي بقصف مواقع وأهداف داخل الحدود المصرية في سيناء، يعلن إعلامه عن تلك العمليات، من دون أن يتطرق جيش الاحتلال إلى ذلك.

في المقابل، لم يكشف الجيش المصري عن حقيقة استهداف وقصف منازل في سيناء، أو نتيجة عمليات القصف وهدم المنازل تلك. كما لم ينفِ ما يتردد في الإعلام الإسرائيلي عن وجود تعاون بين الطرفين، والسماح لطائرات من دون طيار باختراق المجال الجوي المصري وقصف أهداف في سيناء. ويكتفي الجيش بالإعلان عبر متحدثه الرسمي عن القيام بعمليات هدم منازل، من دون حتى الإشارة إلى الخسائر في الأرواح.

وكانت السلفية الجهادية في سيناء، قد نددت في أغسطس/آب من العام الماضي، أي مع بداية العمليات العسكرية في سيناء، بعمليات القصف العشوائي التي قام بها الجيش بشكل مكثف في قرية التومة. وأشارت إلى أن "الجيش ارتكب جرائم عدة في هذا الحادث ذي الدلالة الخطيرة، واستخدم القوة المفرطة والأسلحة المميتة، في عملية استعراضية عشوائية للتغطية على فضيحة أخرى تكشف عمالته وخيانته".

ولفتت إلى أنّ "القتل العمد لأبرياء ثم تلفيق تهمة تبرر قتلهم من دون تحقيق أو إثبات، بل إن الجيش لا يعلم من قَتَلَ أصلاً، فهو قَتْلٌ على الهوية من دون تمييز". وشددت على أن "الجيش سمح للطائرات الصهيونية بدون طيار باختراق الأجواء المصرية وقصف مواطنين مصريين وتصفيتهم، وقد اعترف اليهود بأن تلك العملية بتنسيق وتعاون مع الجيش المصري".