السعودية تعلن الحرب على النفط الصخري الأميركي

السعودية تعلن الحرب على النفط الصخري الأميركي

28 نوفمبر 2014
النعيمي أكد لـ"أوبك" أن أسعار النفط ستتعافى (أرشيف/Getty)
+ الخط -
أبلغ وزير البترول السعودي، علي النعيمي، نظراءه في دول "أوبك" بأن عليهم أن يكافحوا طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، رافضاً خفض إنتاج الخام بهدف الضغط على الأسعار وتقويض ربحية المنتجين في أميركا الشمالية.

ورجحت كفّة النعيمي، في اجتماع المنظمة، أمس الخميس، على غير رغبة وزراء آخرين من أعضاء أقل ثراء في "أوبك"، مثل فنزويلا وإيران والجزائر، كانوا يريدون خفض الإنتاج للتصدي للانخفاض السريع في أسعار الخام.

وكانت هذه الدول نفسها غير مستعدة لعرض تخفيضات كبيرة، إذ أذعنت في النهاية لضغوط النعيمي مفضّلة عدم الاصطدام بالسعودية وحلفائها الخليجيين الأثرياء الآخرين.

صراع الحصص

وقال مصدر تحدث مع وزير من خارج "أوبك"، عقب اجتماع أمس: "تحدث النعيمي عن التنافس على الحصص في السوق مع الولايات المتحدة. وأدرك مَن كانوا يريدون خفض الإنتاج أنه لا يوجد خيار لتحقيقه، لأن السعوديين يريدون معركة على الحصص في السوق".

وهبط النفط لمستوى منخفض جديد في أربع سنوات دون 72 دولاراً للبرميل، اليوم الجمعة. وهوت الأسعار بأكثر من الثلث منذ يونيو/ حزيران الماضي بسبب طفرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وضعف النمو في الصين وأوروبا.

وقال مندوب لدى "أوبك" من دولة طالبت بخفض الإنتاج: "أتعتقد أننا اقتنعنا؟ هل كان أمامنا خيار آخر؟".

وأكد عبد الله البدري، الأمين العام لـ"أوبك"، أن المنظمة بصدد دخول معركة على الحصص بالسوق.

وجواباً عن سؤال عمّا إذا كان لدى المنظمة رد على تزايد إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري، قال البدري: "لقد قدمنا الرد. نحن نبقي مستوى الإنتاج دون تغيير. هذا فيه رد".

واتفقت "أوبك" على بقاء سقف إنتاجها البالغ 30 مليون برميل يومياً دون تغيير، وهو ما يشمل زيادة لا تقل عن مليون برميل على تقديراتها للطلب على نفطها في النصف الأول من العام المقبل.

تحوّل استراتيجي

قال محللون إن قرار عدم خفض الإنتاج في مواجهة الهبوط الحاد للأسعار شكل تحولاً استراتيجياً بالنسبة لـ"أوبك".

وقال مندوب لدى هذه المنظمة: "أوبك فقدت المصداقية. لا أعلم كيف يمكن عملياً السعي لإخراج النفط الصخري من السوق".

وخرج عدد من وزراء "أوبك" الذين كانوا يريدون خفض الإنتاج، من الاجتماع وقد بدت عليهم خيبة الأمل والتزموا الصمت لعدة ساعات رغم أنهم قالوا عندما تحدثوا لاحقاً إنهم قبلوا القرار.

وقال وزير خارجية فنزويلا، رفاييل راميريز، رداً على سؤال عمّا إذا كانت هناك حرب أسعار داخل "أوبك": "نحن متّحدون".

وأضاف الوزير الفنزويلي: "تتصارع "أوبك" دوماً مع الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة تعلن أنها دائماً ضد "أوبك"... النفط الصخري كارثة من حيث وسيلة الإنتاج... لكنه أيضاً باهظ الكلفة. وسوف نرى ما سيحدث بشأن الإنتاج".

وقال مندوب خليجي لدى "أوبك" إن النعيمي طمأن الأعضاء بأن سعر الخام سيتعافى، لأن الطلب سينتعش في نهاية المطاف. لكنه أصر على أنه إذا خفضت "أوبك" الإنتاج فسوف تفقد حصة بالسوق.

وقال آخر إن "التوصل إلى قرار نهائي تطلّب وقتاً طويلاً لإقناع الآخرين".

وأشار عدد من المحللين إلى أن ظهور تأثير على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيحتاج أشهراً طويلة.

كما أكد بعض المندوبين الخليجيين عدم اقتناعهم بأن رهان النعيمي سينجح.

وقال أحدهم إنه "إذا كانوا يستهدفون النفط الصخري الأميركي حقاً.. فإلى أيّ مدى سيبطئ إبقاء سقف الانتاج دون تغيير (المنتجين الأميركيين)؟".