التونسيون يملأون فراغ العمالة المصرية في ليبيا

التونسيون يملأون فراغ العمالة المصرية في ليبيا

22 نوفمبر 2014
عشرات المصريين غادروا ليبيا بسبب أعمال العنف (أرشيف/getty)
+ الخط -

قال مسؤولون وعاملون في قطاع العمالة في ليبيا، إن العمالة التونسية بدأت في التوافد على السوق الليبية، بعد مغادرة أغلب العمالة المصرية للبلاد، إثر مخاوف من تعرضها للضرر، بسبب ما وصفوه بالتدخلات المصرية لمساندة اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد المجموعات المحسوبة على الثوار.

وحسب المقاول في مجال البناء، علي المنتصر، فإن هناك عمالة تونسية بدأت في الدخول لليبيا بشكل كبير، مما ساهم في الحد من ارتفاع أجور العمالة بنسبة 10% بعد مغادرة أغلب المصريين.

وأشار المنتصر في تصريح لمراسل "العربي الجديد" إلى أن مغادرة العمالة المصرية رفعت أسعار العامل والحرفيين في قطاع التشييد والبناء، موضحاً أن العامل المصري كان يتقاضى يومياً 20 ديناراً، وحرفي البناء 35 ديناراً، بينما العمالة الأفريقية تتقاضى 35 ديناراً للعامل و50 ديناراً للحرفي الماهر ( الدولار يعادل 1.31 دينار).

وكان مسؤولون ليبيون طالبوا تونس، بتسهيل إجراءات ذهاب العمالة التونسية إلى ليبيا لإعطائها الأولوية على العمال الأجانب.

وقبل انطلاق الثورة الليبية، بلغ عدد التونسيين العاملين في ليبيا حوالي 200 ألف عامل، فيما يرى المسؤولون التونسيون في السوق الليبية فرصة للتخفيف من بطالة مواطنيها، شريطة هدوء الأوضاع الأمنية والسياسية.

وراهنت ليبيا خلال الأشهر الأخيرة على جلب عمالة من شرق آسيا، لكن الناطق الرسمي باسم وزارة العمل بحكومة الإنقاذ الوطني التابعة للمؤتمر الوطني العام، صلاح المرغني، قال لـ "العربي الجديد"، إن جلب عمالة من شرق آسيا ما يزال متوقفا، ولم يتغير شيء بهذا الخصوص لعدم إبرام تعاقدات في الوقت الحاضر، وربما ستكون هناك إجراءات مع مطلع العام المقبل.

ووصلت العمالة المصرية في ليبيا بنهاية 2013 إلى نحو 800 ألف شخص وفقاً لإحصاءات سابقة لوزارة العمل الليبية، وهناك دراسات غير رسمية تقدرها بأكثر من مليون ونصف المليون عامل خلال الربع الأول من 2014.

وأضاف الناطق الرسمي بأن العمالة المصرية من أكثر المتضررين وسط التطاحن الدموي، وقد غادر أغلبها البلاد، مشيرا إلى أن 90% منها يتركز في مجالات مواد البناء والمخابز والجزارة والحلاقة.

وقال حسن مصطفى، وهو بائع خضار مصري في طرابلس، إن هناك انخفاضا بشكل كبير للعمالة المصرية في المدينة، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية وتحذير السلطات المصرية من السفر إلى ليبيا، لكن "بقائي مثل بعض المصريين من أجل لقمة العيش، لا أريد أن أغادر، فالبديل هو أن أكون عاطلاً في مصر".

وكانت الحكومة المصرية، إبان فترة الرئيس محمد مرسي الذي أطاح به الجيش في يوليو/تموز 2013، قد تفاوضت مع ليبيا على جلب مليون عامل مصري، وفقاً لوكيل وزارة العمل السابق محمد المغربي.

وقال المغربي، إن التغيرات السياسية التي حدثت بمصر حالت دون إتمام هذه العملية، مشيرا إلى أن 70% من العمالة المصرية غادرت البلاد بسبب تدهور الأوضاع، حيث لم يبق سوى ما يقرب من 125 ألف عامل مصري، بينما العمالة غير الشرعية لا تتعدى 50 ألف عامل في مختلف أنحاء البلاد.

المساهمون