وئام المصري.. فنانة الأجساد الجامحة

وئام المصري.. فنانة الأجساد الجامحة

23 اغسطس 2020
من المعرض
+ الخط -

ترسم الفنانة التشكيلية وئام المصري (1976) شخصيات غريبة وليست مريحة، وربما كانت هي نفسها شخصيات لنساء غير مرتاحات، هناك أجساد بدينة ومترهلة تنظر إلينا الجسد بأكمله ينظر من رأسه إلى أخمص قدميه، ليس العينين فقط، حتى وهي تدير ظهرها تنظر إلينا. 

تختار المصري في معرضها الذي يفتتح مساء السادس من الشهر المقبل، ويتواصل حتى نهايته،  تحت عنوان "أجساد جامحة" شخصيات ضخمة تذكرنا بشخصيات لوسيان فرويد، ورغم أن المصري تختار اللونين الأسود والأبيض وتدرجاتهما، لكن بعض الـ "فيغرات" تذكرنا على الفور بأعمال رأيناها للفنان البريطاني. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

 

بعض الأعمال التي يحتضنها غاليري "مصر" تتطرّق إلى الأمومة والإرضاع والزواج والشيخوخة، كما ترسم رجل وامرأة بوزن زائد في حالة فردوسية كأنهما آدم وحواء. وتبدو الموديل الضخم مادة أساسية لأعمال الفنانة، وتعود إلى العري بوصفه الحالة الحقيقية للمرء، وترفض فكرة العار والخجل لا من العري ولا من الضخامة وزيادة الوزن. 

تنظر الفنانة إلى شخصياتها من الأعلى، وكل الخطوط مسطحة لا يوجد بعد ثالث أو في عمق العمل الفني كل شيء طافٍ على سطح العمل كأنهم شخصيات شبحية ثقيلة لكنها بلا وزن حقيقية لكنها كالطيف، الخطوط التي تحدد الإجساد وإفراغ الكتلة نفسها من اللون يجعلها تظهر كأنها خفيفة. 

الصورة
من المعرض
من المعرض

ثمة تراخٍ أيضاً في الشخصيات، وإحساس ما ينتظر انتهاء شيء ما بملل،  بقدر ما تقلل الفنانة من التفاصيل بقدر ما تعقد الخطوط وتتلاعب بالمساحات والنور والمواقف وحضور الأشياء، اشتباك الأيدي، الأقدام الكبيرة، الترهل في الفخذين والبطن، التفاصيل قليلة لكن قلتها جعلتها حاضرة بقوة. 

لا تنظر الفنانة فقط إلى جسد الإنسان كجسد جامح، بل تنظر إلى الحيوانات فترسم الثيران بمشتركات كثيرة مع الجسد البشري، من حيث الكتلة والضخامة والحركة.

يذكر أن المصري هي أيضاً أستاذة الفن في كلية الفنون الجميلة في القاهرة، وقد أقامت العديد من المعارض في القاهرة وفي مدن وبيناليات عالمية، وأعمالها تدور معظم الوقت عن جسد المرأة ومعاناتها.

 

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون