نشطاء بيئيون يتصدّون لقرار حكومي بقطع أشجار غابة تونسية

نشطاء بيئيون يتصدّون لقرار حكومي بقطع أشجار غابة تونسية

28 اغسطس 2019
نشطاء تونسيون يتصدون لقطع الغابات بغرس الأشجار (فيسبوك)
+ الخط -

رفض نشطاء بيئيون قرارا للحكومة التونسية بقطع أشجار إحدى غابات الشمال الغربي، مطالبين وزارة الزراعة بالتراجع عن قرارها، والحفاظ على الثروة الغابية، مع تأكيد البعض على وجود شبهات فساد في القرار.

وقرر وزير الزراعة، سمير بالطيب، السماح بقطع غابة لأشجار الصنوبر في مدينة عين دراهم بمحافظة جندوبة، تمتد على 200 هكتار، وسمح لمن حصل على حق قطع الغابة بأن تمتد مدة الاستغلال سنة كاملة، وهو ما صنّفه النشطاء باعتباره "صفقة فساد"، وجريمة ضد البيئة، داعين إلى وقف القرار وسحب الترخيص.

وقال كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل في جندوبة، خالد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن "المنظمات البيئية في الجهة لن تقف في وضع المتفرج إزاء إهدار الثروة الغابية، ولو كان ذلك بقرار حكومي"، مشيرا إلى أن "شبهات فساد قد تكون وراء هذه الصفقة، والمنظمات الرافضة للقرار ستدعو إلى فتح تحقيق في ملابسات إسناده. قطع أشجار الصنوبر من دون دراسة على مستوى محلي مخالف للقوانين، ويستوجب فرض عقوبات على المخالفين".

وأكد الناشط البيئي حسام حمدي، أن النشطاء سيواجهون القرار بزيادة غرس الأشجار لتكثيف المساحات الغابية، مضيفا لـ"العربي الجديد"، أن الجمعية التي يشرف عليها بدأت مشروعا لغرس مليون شجرة جديدة، وحماية الغابة الحالية، والتصدي للاستغلال العشوائي أو غير القانوني.

وتمثل الموارد الغابية مورد رزق هاما لآلاف من سكان المناطق الريفية شمال غربي تونس، وتمّ تنظيم عملية استغلال بعض المنتجات الغابية بقوانين لحماية الغابات من التصحر، وتتمثل المنتجات الغابية المُستغلة في الصنوبر والفلين والزعتر والإكليل الجبلي والخروب والزقوقو، وغيرها.

كما يسترزق سكان الغابات من الحطب واستغلاله لصنع الفحم، فيما ينشط كبار المستثمرين في صناعات الخشب المقتطع من المناطق الجبلية التي تتكثف فيها المساحات الغابية.



وتمتدّ الغابات في تونس على مساحة تقارب حوالي 4.6 ملايين هكتار، بما يعادل 34 في المائة من مساحة التراب الوطني. فيما يبلغ عدد سكان الغابات 800 ألف ساكن، أي حوالي 7 في المائة من مجموع السكان.
وتشرف الإدارة العامة لحماية الغابات في مختلف الجهات على مراقبة استغلال المنتوجات الغابيّة التي يخضع مستغلوها إلى تراخيص مسبقة، نظرًا لما تمثّله الغابات من ثروات طبيعية واقتصادية.



وفي وقت سابق، انتقد وزير الزراعة والموارد المائية والصيد البحري تكرر الاعتداء على حراس الغابات، بسبب مراقبتهم للاستغلال العشوائي للثروات الغابية، عبر منع قطع الأشجار أو التصدي لعمليات الصيد العشوائي.

ويقدر عدد حراس الغابات التونسية بنحو 7500 حارس، وتعاني الغابات من موجات حرائق متكررة تزداد حدتها في فصل الصيف، إذ سجلت إدارة الغابات خلال الصيف الحالي أكثر من 190 حريقا دمرت 1850 هكتارا من الغابات.

دلالات

المساهمون