نساء السويد يرفضن العنف باسمهن ضد اللاجئين

نساء السويد يرفضن العنف باسمهن ضد اللاجئين

04 فبراير 2016
وجود أمني مكثف بعد حوادث التحرش(العربي الجديد)
+ الخط -
بعد الهجوم الذي تعرض له طالبو لجوء في ستوكهولم، مساء الجمعة الماضية، تعالت أصوات نسائية سويدية ترفض العنصرية والاستهداف باسمهن، حيث ادعى المهاجمون الملثمون الذين واجهتهم الشرطة عبر منشورات أنهم يقومون بذلك لـ"حماية نسائنا السويديات".


وعبرت نسوة سويديات عن غضبهن من الهجوم على المهاجرين واللاجئين وسط العاصمة، وأطلقت فتيات ونساء في ستوكهولم عدداً من الحملات عبر مواقع التواصل بعناوين "لسنا نساءكم" عبر وسم #inteerkvinna.

وعقبت السياسية كريستينا هوي لارسن، تحت عنوان "لست امرأتكم" عن موقفها بالقول: "إن جسدي وحقوقي لا يجب أن يستخدما لشرعنة عنصريتكم وعنفكم وكراهيتكم". وكتبت جيني بانغستون على "تويتر" أمس الأربعاء: "أنتم تتحدثون نيابة عني، لا أحتاج لكم".

وارتفع عدد من شاركن في الحملة إلى نحو 5 آلاف امرأة كنوع من الاحتجاج على عنف الجمعة الماضية، حيث هاجم عشرات من مرتدي اللباس الأسود؛ أشخاصاً من أصول غير سويدية، وفق ما نقلت الصحف المحلية.

وفي الوقت ذاته، جرى توزيع منشور يتهم النظام القضائي بالتهاون، وأنه "يجري استيراد الأعمال الجنائية إلى البلاد"، ويؤكد أصحاب المنشور أنهم سيستمرون في تطبيق "العدالة الذاتية لحماية النساء السويديات من خلال العقاب الذي يستحقه هؤلاء".

وجرى توزيع المنشور التحريضي قبل هجوم مساء الجمعة، في وسط ستوكهولم، وهو ما يشير وفق مراقبين محليين إلى "تنظيم مسبق لهذا الهجوم استغلالاً لادعاءات عن تعرض بعض النساء لاعتداءات شبيهة بما جرى في كولونيا".

وبحسب المتحدثة باسم مجموعة "نساء سويديات"، آنا صوفيا لونغرين: "نحن نريد إيقاف هذه العنصرية التي تبني أوهاماً حول أن هناك تأييداً لأفعالهم العنصرية".

ووفقاً لخبراء في مجال الحركة النسوية السويدية، فإن نساء السويد أشعلن مواقع التواصل الاجتماعي لأنهن "لا يرغبن أن يجري استغلالهن لتشريع العنف العنصري".

وقال الناشط أولريك كابل لصحيفة "اليومية المسيحية": "نساء السويد أكثر نشاطاً من باقي نساء دول شمال أوروبا، ويستطعن تنظيم احتجاجهن بطريقة فعالة. وهؤلاء النساء حين يرفعن الصوت (نحن لسنا نساءكم)، فهن يرسلن رسالة للمجتمع أن لا يستغل وضعهن لبث الكراهية ضد الآخرين".

وانتشرت المبادرة منذ نهاية الأسبوع الماضي بفضل الشابة ماتيلدا بروم (27 سنة)، والتي دعت النساء إلى رفض هذا الاستغلال لهن في أجندات العنصرية والعنف، وذهبت معظم السويديات المشاركات في الحملة إلى رفض ما سموه "العنصرية الجماعية".

وفي كولونيا الألمانية، ضاعفت الشرطة من انتشارها لحراسة كرنفال المدينة الذي يشارك فيه عادة مليون شخص معظمهم من النساء.

والكرنفال مهرجان شعبي سنوي ممتد منذ العصور الوسطى، ويسمى"أيام الجنون"، ويستمر لعدة أيام، وترتدي النساء فيه ملابس احتفالية، ويصل ذروته يوم العاشر من فبراير/شباط.

واعترفت كثير من النساء أنهن يحملن تحت ملابس الاحتفال ليومي الأربعاء والخميس المخصص لتقاليد تقبيل الرجال المارة، رذاذ الفلفل كسلاح دفاعي ضد من يحاول التحرش بهن. وهو يعتبر سلاحاً شرعياً في ألمانيا.

ويبدو أن حادثة رأس السنة، تخيم هذا العام على كولونيا، ووفقاً لسلطات المدينة فقد بدأت حملة توعية للاجئين والمهاجرين عن الكرنفال "حتى لا يقع أي سوء فهم"، وخصوصاً فيما يطلق عليه يوم الحصول على قبلة، حيث تقوم النساء بطبع قبلة على خدود الرجال وقص ربطات العنق.


اقرأ أيضاً:السويد: لاجئون أقل منذ فرض الرقابة على الحدود

المساهمون