في إطار استعداداته لإمكانية تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة، يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على محاولة استمالة التيار الديني بشقيه الحريدي والقومي، لضمان مواصلة الأحزاب التي تمثله المشاركة في الائتلاف الحاكم الذي يأمل أن يشكله بعد الانتخابات.
وحسب صحيفة "كاكيلست" الاقتصادية، فإن إدراك نتنياهو حقيقة أن نجاحه في تشكيل الائتلاف الحاكم القادم يتوقف على انضمام الأحزاب الدينية، بشقيها الحريدي والقومي، إلى هذا الائتلاف دفعه إلى توزيع الأموال على شركائه الطبيعيين في الائتلاف القادم لضمان بقائهم إلى جانبه.
وتشير الصحيفة في هذا الإطار إلى أن نتنياهو عمد إلى توسيع إطار الموازنة العامة، التي لم يقرّها البرلمان حتى الآن، لمنح المؤسسات التعليمية للتيار الديني المختلفة 700 مليون شيكل (205.9 ملايين دولار)، منها 400 مليون لمؤسسات التيار الديني الحريدي، و300 مليون شيكل لمؤسسات التيار الديني القومي.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو معنيّ بشكل خاص باسترضاء قادة الأحزاب الحريدية، وزير الداخلية الحاخام أرييه درعي، الذي يرأس حركة شاس، والحاخام موشيه جفني، رئيس لجنة المالية في الكنيست، الذي يرأس حزب "يهدوت هتوراة"، اللذان يرفضان تبكير الانتخابات قبل إقرار الموازنة، لأنهما معنيان بشكل خاص بأن تضمن موازنة الدولة الجديدة زيادة المخصصات التي تتلقاها المدارس الدينية التابعة للتيار الحريدي.
نتنياهو عمد إلى توسيع إطار الموازنة العامة، التي لم يقرها البرلمان حتى الآن، لمنح المؤسسات التعليمة للتيار الديني المختلفة 700 مليون شيكل (205.9 مليون دولار)، منها 400 مليون لمؤسسات التيار الديني الحريدي، و300 مليون شيكل لمؤسسات التيار الديني القومي
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن موازنة عام 2019 منحت المدارس الدينية للتيار الحريدي 940 مليون شيقل، إلا أن هذه المدارس تتلقى مبلغ أكبر من ذلك، حيث حصلت على 1.2 مليار شيقل (353 مليون دولار).
ومع ذلك، فإن قادة التيار الحريدي يصرون على أن الموازنة الجديدة يجب أن تضمن زيادة كبيرة على المخصصات التي تتلقاها المدارس الدينية.
وما يدفع نتنياهو إلى استرضاء قادة التيار الحريدي حقيقة أنهم هددوه بشكل واضح وصريح بأنه في حال عدم إقرار موازنة تضمن زيادة المخصصات لمؤسساتهم، فإنه يجدر به "عدم الاتصال" بهم بعد الانتخابات، في إشارة إلى ربطهم بين الانضمام إلى الحكومة التي قد يشكلها بعد الانتخابات القادمة، وبين استعداده لتمرير موازنة تراعي مصالح مؤسساتهم، وتحديداً المدارس الدينية.
في المقابل، فإن نتنياهو، كما تشير الصحيفة، معنيّ باستمالة جمهور التيار الديني القومي، الذي يمثله بشكل خاص حزب "يمينا"، الذي يقوده وزير الأمن السابق نفتالي بنيت؛ على اعتبار أن استطلاعات الرأي تشير إلى تعاظم شعبية "يمينا"، حيث تتنبأ بحصوله على 19 مقعداً، مع العلم أنه يملك 6 مقاعد فقط في البرلمان.
وتشير الصحيفة إلى أن نتنياهو معنيّ بـ"إغداق" الأموال على مؤسسات التيار الديني القومي لكي يقلص من مستوى التأييد لـ"يمينا" وليضمن حصول حزبه الليكود على أكبر عدد من أصوات أتباع التيار الديني القومي؛ حيث تشير "كلكيلست" إلى أن نتنياهو نجح عشية الانتخابات الأخيرة في إحداث تحوّل على اتجاهات التصويت لدى أتباع هذا التيار، ما زاد من مستوى التأييد لليكود على حساب "يمينا".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في إطار سعي الليكود إلى طمأنة التيار الديني بشقيه الحريدي والقومي، فقد تعهد وزير المالية الليكودي يسرائيل كاتس بتمرير قانون يسمح بإضافة 4.2 مليارات شيكل لموازنة التعليم، بحيث تُضاف 400 مليون شيكل لمؤسسات التيار الديني الحريدي، إلى جانب زيادة الموازنات المخصصة لمؤسسات التيار الديني القومي.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يحرص فيه نتنياهو على إغداق الأموال على مؤسسات التيار الديني لضمان انضمام أحزابه إلى الحكومة التي يأمل أن يشكلها بعد الانتخابات، فإن القطاعات السكانية الأخرى التي تضررت بفعل تداعيات تفشي وباء كورونا، ولا سيما أصحاب المشاريع الصغيرة، العمال، أصحاب المطاعم والفنادق وغيرها من القطاعات، ما زالت تعاني من التداعيات الاقتصادية للوباء، على اعتبار أن خطة المساعدات التي أقرتها الحكومة لدفع مخصصات البطالة حتى يونيو/ حزيران 2021 لا توفر حلاً كاملاً لأوضاعها الاقتصادية.