مغنون إثيوبيون يحشدون الدعم لسد النهضة

مغنون إثيوبيون يحشدون الدعم لسد النهضة

23 اغسطس 2020
تيدي أفرو يغني "إذا جربونا في النيل" (Getty)
+ الخط -

وصل الخلاف الدائر بين مصر وإثيوبيا بشأن مياه نهر النيل إلى نجوم موسيقى البوب في إثيوبيا، الذين علت أصواتهم بأغنيات عما يرونه "نصر بلادهم في معركة" سد النهضة.

وتذكر شبكة "بي بي سي" أن العديد من هذه الأغاني بات شائعاً ومفضلاً في محطات الراديو في العاصمة، أديس أبابا، ويبث في أوقات منتظمة.

وقد احتفل الإثيوبيون بذلك على الإنترنت، مستخدمين وسم "إنه سدي" (#itsmydam)، وأطلق أشهر نجوم موسيقى البوب في إثيوبيا، تيدي أفرو، أغنية فسرت على أنها تحذير لمصر بأن عليها أن تتعلم كيف تتشارك في مياه نهر النيل.

وحملت الأغنية عنوان "ديمو لي أباي" باللغة الأمهرية، وتعني بنوع من التحدي "إذا جربونا على النيل"، وتنتقد الأغنية ما تسميه "الوقاحة المصرية"، وتلمّح ضمنياً إلى أن مصر، الدولة الشمال أفريقية، لم تعد هي التي تتحكم في هذه القضية.

وقد عبّرت مصر، التي تحصل على 90 في المئة من مياهها الصافية من نهر النيل، عن قلقها من أن السد سيشكل تهديداً وجودياً بالنسبة إليها.

ويرى العديد من الإثيوبيين أن موقف القاهرة يمثّل محاولة للحفاظ على اتفاقيات المرحلة الاستعمارية، التي لم تكن إثيوبيا طرفاً فيها، والتي حرمتها استخدام مواردها الطبيعية.

وتمثل أغنية أفرو مزيجاً من موسيقى الريغي وأغاني المعارك الحماسية باللغة الأمهرية، اللغة الأوسع انتشاراً في إثيوبيا.

بيد أن أفرو حاول أيضاً أن يجعل رسالته تصل إلى العالم الأوسع، فوضع ترجمات لكلمات الأغنية بالإنكليزية والفرنسية والعربية على صفحته على فيسبوك. وبعض عباراتها تقول: "أنا أمتلك مياه النيل" و"أظهرت لطفي وكرمي لكن صبري الآن بدأ ينفد".

وقد حققت الأغنية ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وشاهدها ما يقرب من مليون على موقع يوتيوب خلال 24 ساعة بعد إطلاقها، على الرغم من أنه لم يكن هناك فيديو رسمي للأغنية.

وثمة أغنية أخرى، ولكن بلهجة مواجهة أقل حدة، للمغني وكاتب الأغاني الشاب الصاعد، زربابل مُلا، حملت اسم "إثيوبيا".

وعلى الرغم من أن الإشارة الى السد لم ترد مباشرةً في كلمات الأغنية، إلا أن صور بناء السد رافقت الأغنية في نسخة الفيديو التي أطلقت أواخر شهر يونيو/ حزيران.

وعلى أنغام بهيجة ترد في الأغنية عبارات مثل "باتت السماء صافية الآن، ويمكن العالمَ كله أن يرى"، في تلميح إلى أن السد سيدفع إثيوبيا قدماً في المشهد العالمي.

وتشير أخرى إلى أن زمن إثيوبيا قد حان، قائلة: "تستطيع الخيول أن تقودك إلى ساحة المعركة، لكن النصر من الأعلى (من السماء)".

في السياق ذاته، تعلن أغنية "يا تيتبيت كال" التي تعني بالأمهرية "النيل: كلمة النبوة" لميكادس أبيبي وتاديسي ميكاتي أباي، "بدء يوم جديد"، وتدعو الناس إلى التبرع من أجل إكمال بناء السد.

ويبدو أن هذه الإثارة والتحفيز قد نجحا في تشجيع الناس فعلياً على زيادة تبرعاتهم ودعمهم المالي لبناء السد، إذ تشير الإحصاءات الحكومية إلى أنه قد جُمع من الناس مبلغ 116 مليون بير (3.2 ملايين دولار)، وهو أكثر بكثير من الأشهر الماضية.

المساهمون