مشاهد القمع تعود مجدداً إلى ساحات التظاهرات في العراق

مشاهد القمع تعود مجدداً إلى ساحات التظاهرات في العراق

23 ابريل 2020
من جديد عادت مشاهد قمع التظاهرات العراقية بكل أشكالها(Getty)
+ الخط -

من جديد عادت مشاهد قمع التظاهرات العراقية بكل أشكالها، من استخدام للرصاص الحي وقنابل الغاز وبنادق الصيد، بعد هدوء دام قرابة شهر واحد بعد فرض السلطات العراقية حظراً للتجول ضمن إجراءات مواجهة تفشي وباء كورونا، إذ ساهم التخفيف من إجراءات حظر التجول بزيادة عدد الموجودين في ساحة التحرير، وسط بغداد، وهو ما دفع قوات الأمن إلى معاودة مواجهتهم وكذلك إعاقة الوصول إلى الساحة.

وأقدم الأمن العراقي، مساء اليوم الخميس، على استخدام العنف مجدداً خلال هجوم له على المتظاهرين بمحيط ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير، مركز الاحتجاجات العراقية، وسط بغداد، بواسطة الرصاص الحي وبنادق الصيد وقنابل الغاز.

الهجوم جاء بعد مرور يومين فقط على هجوم تعرض له المتظاهرون قرب ساحة التحرير، أول أمس الثلاثاء، وهو اليوم الأول لرفع الحظر، والذي شهد هجوماً من قبل مسلحين يرتدون زيا مدنيا، أطلقوا النار من أسلحة رشاشة على المتظاهرين، ما تسبب بتسجيل إصابات في صفوفهم.

وفقاً للناشط المدني عدنان الغزي، فإن "عناصر الأمن هاجموا بعد عصر اليوم، متظاهرين ومعتصمين تجعوا بالقرب من ساحة الخلاني، ضمن الشارع الرئيس الرابط بينها وبين ساحة التحرير، وأحرقوا خيمة لهم، وطاردوهم بالرصاص وقنابل الغاز"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "المتظاهرين ردوا على عناصر الأمن بالحجارة مدافعين عن أنفسهم"، وأكد أنه "تم تسجيل ثلاث إصابات فضلا عن حالات اختناق في صفوف المتظاهرين، بسبب قنابل الغاز، وتم إخلاؤهم إلى مستشفى قريب".

وشوهدت عربات "التكتك" التي يستخدمها المتظاهرون وهي تنقل عددا من المصابين.

من جانبه، قال الناشط في التيار المدني العراقي علي الشمري، إن "معاودة العنف مرة أخرى ضد بضع عشرات من المتظاهرين والمعتصمين قد تكون رسالة تهديد مبطنة من السلطة بأنها مستعدة لتصعيد أكبر ضد المتظاهرين إذا ما عادت التظاهرات ونجحت مساعي تنظيم مليونية في بغداد وجنوب العراق بعد زوال خطر فيروس كورونا".

وبيّن الشمري في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القمع عادة ما يبتدئ بتقدم قوات أمنية أو مسلحين مجهولين لإطلاق النار على المتظاهرين أو خراطيش بنادق صيد أو حرق خيمة هنا أو هناك من أجل اختلاق مشكلة أو استفزاز المعتصمين، وهذا ما يمكن اعتباره أسلوبا منهجيا ومعتمدا وليس تصرفا فرديا من عنصر أمن كما تحاول حكومة تصريف الأعمال الترويج له الآن".

وطالب بعثة الأمم المتحدة بـ"متابعة ملف عودة القمع والاعتقالات أيضا بحق عدد من الناشطين، والعمل على توفير الحماية للمتظاهرين من الأجهزة الحكومية وفصائل مسلحة".

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو، توثق الهجوم وإحراق الخيمة، وإطلاق الرصاص الحي عليهم.

وقال الناشط المدني، قيصر المدينة، تعليقاً على مقطع فيديو نشره على صفحته على تويتر: "هناك رصاص حي وقنابل غاز تطلق على المتظاهرين".

ونشر ناشط عراقي مقطع فيديو يظهر إحراق خيمة للمتظاهرين في ساحة الخلاني، مؤكدا أن "عناصر الشغب هي التي أحرقت الخيمة".

أما الناشط علي فرحان، فقال في تغريدة له: "حالياً الاعتداء على متظاهري ساحة الخلاني بالرصاص الحي من قبل مكافحة الشغب "، ونشر مقطع فيديو للهجوم.

بينما ذكّر الإعلامي حسام الطائي الأجهزة الأمنية والحكومة بالمادة الدستورية التي تنص على "حماية حق التظاهر السلمي"، مشيراً في تغريدة له، إلى أن "هناك عملية لإبادة التظاهرات بشبابها".