محمد إبراهيم مبروك.. رحيل مُترجم

محمد إبراهيم مبروك.. رحيل مُترجم

09 نوفمبر 2014
+ الخط -

بعد نداءات المثقفين لعلاجه من سرطان الدماغ، وتنقله بين المشافي في أيامه الأخيرة، ختم، أمس، القاص والمترجم محمد إبراهيم مبروك (1943 - 2014) رحلته المضنية عن اثنين وسبعين عاماً.

مبروك المولود في محافظة المنوفية، كتب قصته الأولى "نزف صوت صمت نصف طائر جريح"، التي نُشرت في مجلة "المجلة"، فاحتفى بها الكاتب يحيى حقي، واعتبره مثقفو الستينيات أحد أبرز أصوات الحداثة في القصة القصيرة آنذاك.

اعتقل مبروك في آذار/ مارس 1967، قبل أن يكمل الثالثة والعشرين من عمره، وتعرّض لتعذيب شديد في سجن "ليمان طره".

ويرجع سبب اعتقاله إلى سخريته من الصحف الرسمية حينها، إذ قال: "إن جرائد الأهرام، والأخبار، والجمهورية؛ تكرّر نفس البيانات والمعلومات، فمن الأجدر بمسؤوليها طباعة نسخة واحدة، وتختتم كل جريدة بالخاتم الخاص باسمها".

وبالرغم من كتاباته التي أشاد بها جيله، كان قد توقف عنها لفترة دامت ما يقارب الـ 13 عاماً، لشعوره باللاجدوى. لكنه سيعود إليها مرّةً أخرى إثر أزمة عاطفية كادت تودي به من شدّة الاكتئاب. 

مبروك الذي لم ينشر إلاّ مجموعة قصصية واحدة بعنوان "عطشى لماء البحر" (1984)، على نفقته الخاصة، ظلّت حكايته مع الترجمة هي الفريدة، فبعد قراءته لرواية غابرييل غارسيا ماركيز "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه"، قرّر أن يتعلّم الإسبانية وكان قد تجاوز الخمسين من العمر، ليتصدّى بعد ذلك لترجمة الإبداع الأميركي الجنوبي.

قدّم إلى المكتبة العربية الكاتبة المكسيكية أمبارو دابيلا، عبر مجموعتين قصصيتين هما: "حين تقطّعت الأوصال" و"أشجار متحجّرة"، ونشرتا ضمن "سلسلة الجوائز" التي تصدرها "الهيئة العامة المصرية للكتاب".

كما قدّم مجموعات مختارة من قصص الأدب الهسباني، منها "رقص الطبول" (2009) و"الروح الحلوة لدون داميان" (2012)، و"بيت مسكون" (2013)، وضمّت قصصاً لأبرز كتاب أميركا اللاتينية، كالأرجنتينيين خورخي لويس بورخيس وخوان رولفو وخوليو كولدثار، والتشيلية إيزابيل الليندي، والدومنيكاني خوان بوش، والبرتغالي إيسادي كيروز، والجواتيمالي أوغستو مونتيروسو.. وآخرين.

دلالات

المساهمون