لواء بالجيش اليمني يرفض مرسوماً رئاسياً

لواء بالجيش اليمني يرفض مرسوماً رئاسياً

11 يوليو 2020
اللواء يرفض قرار الرئيس اليمني (صالح العبيدي/ فرانس برس)
+ الخط -

أعلن أحد ألوية الجيش اليمني في الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، مساء السبت، رفضه لمرسوم رئاسي تم بمقتضاه تعيين قائد جديد له من غير منتسبيه، وطالب رسمياً الرئيس عبدربه منصور هادي بإعادة النظر بتعيين العميد عبد الرحمن شمسان.

ويأتي ذلك بعدما منع أفراد في "اللواء 35 مدرع" بمحافظة تعز، شمسان، من ممارسة مهامه، غداة تعيينه قائداً للواء، وأجبروه على حرف مساره إلى مسقط رأسه في ريف تعز بدلاً عن مقر قيادة اللواء، وفق ما أكده مصدر عسكري لـ "العربي الجديد" في وقت سابق.

ويُتهم "اللواء 35 مدرع" الذي يتمركز في ريف الحجرية جنوب تعز، بالولاء للإمارات، ورغم أنه كان أول نواة للجيش الوطني الموالي للشرعية في مقارعة اجتياح جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لمدينة تعز في مارس/ آذار 2015، لكنه قد يفتح الآن أول تمرد على الشرعية في محافظة شمالية.

وفيما أعلن "اللواء 35 مدرع" تمسكه المطلق بالولاء للشرعية الدستورية، ناشد، في بيان رسمي، الرئيس اليمني بإعادة النظر بقرار تعيين قائد جديد له، خلفاً للعميد عدنان الحمادي، الذي اغتيل مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي في ظروف غامضة.

وساق "اللواء 35 مدرع"، عدداً من المبررات التي تقف خلف رفضه للمرسوم الرئاسي، وقال إن التعيين "جاء من خارج اللواء، في تجاهل وانتقاص واضح للأدوار البطولية التي سطرها ضباطه في مقارعة الانقلاب الحوثي وتشكيل نواة الجيش الوطني والدفاع عن الشرعية منذ الوهلة الأولى".

يُتهم "اللواء 35 مدرع" الذي يتمركز في ريف الحجرية جنوب تعز، بالولاء للإمارات

وفيما أشار إلى أن ضباط اللواء، يحملون كل المؤهلات لشغل المنصب، اتهم "اللواء 35 مدرع"، القائد الجديد المعيّن من الرئيس هادي بأنه صاحب "دور عدائي" ضد اللواء والقائد السابق عدنان الحمادي.

وزعم البيان، أن قوات القائد الجديد، عبد الرحمن شمسان المعروف بـ"الشمساني"، شاركت باقتحام مسرح عمليات "اللواء 35 مدرع"، في معارك أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من منتسبيهم، وأن "قواته لازالت تتمركز في جزء من مسرح عمليات اللواء 35 وتنتشر بأطقمها وأسلحتها الثقيلة والمتوسطة حتى اللحظة".

ووصف البيان، المرسوم الرئاسي بأنه "مخّيب للآمال"، لافتاً إلى أنه "جاء في وقت كان ينتظر منتسبو اللواء، استكمال وإعلان نتائج التحقيقات في اغتيال القائد السابق عدنان الحمادي، وضبط المتورطين في الجريمة الآثمة ممن وردت أسماؤهم في محاضر التحقيقات أو من صدرت بهم أوامر قبض من النيابة الجزائية".

وتطرق البيان إلى أحداث منع وصول القائد الجديد إلى مقر عمله، وقال إن قيادة اللواء، بعد سماعها لتسريبات القرار، عقدت اجتماعاً استثنائياً، وشكلت لجنة للقاء شمسان لاطلاعه على الموقف داخل اللواء، وتم الاتفاق معه على عدم اتخاذ أي خطوة حتى يتم التواصل مع المستوى الأعلى، وتوضيح الصورة..

وأشار البيان، إلى أن منتسبي اللواء، تفاجأوا صباح السبت، بخروج لجنة من تعز للقيام بعملية استلام اللواء، في مخالفة لما تم الاتفاق عليه، نافياً في الوقت ذاته صحة المعلومات التي تحدثت عن تعرض شمسان لمحاولة اغتيال.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الرئاسة اليمنية أو وزارة الدفاع حيال بيان "اللواء 35 مدرع"، ولا يُعرف ما إذا كانت الشرعية ستعتبر الأمر تمرداً جديداً عليها في ظل اتهامات لقياداته الجديدة بالولاء للإمارات أم لا، لكن محافظ تعز، نبيل شمسان، كان قد دعا في بيان، مساء السبت، لرفع الجاهزية.

وظل "اللواء 35" لمدة 7 أشهر بدون قائد منذ اغتيال الحمادي، وأكدت مصادر عسكرية لـ" العربي الجديد"، أن قيادات عسكرية نافذة داخل اللواء تقف وراء عدم تمكين القائد الجديد من ممارسة مهامه وتتهمه بالولاء لحزب "التجمع اليمني للإصلاح"، في إطار استراتيجية يتبناها حلفاء الإمارات ضد كل خصومهم.

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن النافذين الجدد باللواء، ومنهم عادل الحمادي وهو ضابط بالقوات الجوية، يرون بأنهم الأحق بتقلد مهام القيادة، وأنهم قاموا خلال الفترة الماضية بالاستحواذ على أسلحة اللواء ومخصصاته المالية.

ووفقاً للمصادر، فإن القائد شمسان، المنحدر من بلدة قدس في ريف الحجرية، لا ينتمي حزبياً لأي مكوّن سياسي، وأنه أحد أبناء المؤسسة العسكرية وتدرج منذ 30 عاماً في كافة الرتب عقب تخرجه من الكلية الحربية بصنعاء.

صدور قرار رئيس الجمهورية بتعيين قائد للواء 35 مدرع https://t.co/xn7e6v920l

— عبدربه منصور هادي (@HadiPresident) July 10, 2020

وقد يقود التمرد الجديد إلى انفجار الأوضاع عسكرياً في ريف الحجرية، وخصوصاً في ظل مساعي قوات محور تعز، التي يُتهم حزب "الإصلاح" بالهيمنة عليها، توسيع نفوذها إلى مدينة التربة وكافة مناطق الحجرية، خشية من توغل قوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، والتي تتمركز بالمخا والساحل الغربي.

وتطرق بيان "اللواء 35 مدرع" للحملات الأمنية التي نفذتها قوات الشرطة العسكرية ومحور تعز في مناطق نفوذه بريف الحجرية بحثا عن مطلوبين أمنيا، واعتبر ذلك "تحشيداً غير مبرر واستعراضاً مفرطاً للقوة في اماكن ظلت آمنة وعمقاً استراتيجياً لمقاومة مليشيا الحوثي الانقلابية".

وأتهم البيان قوات "اللواء الرابع مشاة جبلي"، الموالي للشرعية، بمحاولة اغتيال أحد قادته الميدانيين ويدعى مروان البرح، ظهر السبت، في مدينة التربة، وقالوا إن العملية نتج عنها إصابة أحد الجنود.

كما اتهم البيان قوات محور تعز بـ"فرض الإقامة الجبرية"، على العقيد عبدالملك الأهدل، رئيس أركان اللواء والقائم بأعمال القائد طيلة الأشهر الماضية، وذلك في منزله بمدينة تعز، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن حياته.

المساهمون