وظهرت حالة جديدة تنتمي لهذه البيئة، وتخص البرازيلي فينيسيوس الوافد الجديد لريال مدريد الإسباني، الذي عاش في حي للعصابات تنتشر فيه الجرائم، وربما ترك هذا تأثيراً على شخصيته لم يتعرف عليه الجمهور بعد.
ونشأ فينيسيوس في حي "بورتاو دو روسا"، أحد أسوأ أحياء ريو دي جانيرو، حيث تنتشر جرائم القتل والعنف والسرقة والاتجار بالمخدرات، وكانت حياة مأسوية وسط تنظيمات عصابية تستغل الأطفال لتشغيلهم معها.
ومع بزوغ موهبته كان لزاماً على الأسرة نقل الصبي فينيسيوس إلى حي آخر، يبعد بـ150 كيلومتراً للإقامة مع أحد أقاربه من أجل التدرب مع فريق فلامنغو للناشئين، مع المواظبة على الدراسة وتجنب حياة الجريمة.
وكانت وفاة جده العامل البسيط عندما كان يبلغ من العمر 10 سنوات، نقطة تحول في حياته، إذ قرر تنفيذ وعده لجده بأن يصبح لاعباً مهماً، وبالفعل أصبح من أبرز مواهب فلامنغو الواعدة، وفاز بأكثر من 20 بطولة محلية مما جذب أنظار مكتشفي المواهب في ريال مدريد.
وانتقل فينيسيوس إلى مدريد هذا العام برفقة شقيقه لرعايته، ويقيم في شقة قريبة من مركز تدريبات الفريق، من دون أن ينعم بحياة الترف حتى الآن، كما يتعامل معه المدرب جولين لوبتيغي بحرص وقرر إنزاله لفريق الشباب من أجل التأقلم تدريجياً، مع حياته الجديدة في أوروبا وعدم التأثر بالنجومية المبكرة والضغط الجماهيري والاعلامي.
ولم يعتبر فينيسيوس نزوله للفريق الثاني أزمة كما لم يتأثر بما حدث في مباراته الأولى في الدربي أمام أتلتيكو، عندما قام لاعب منافس بـ"عضه"، فقد جرب في حياته ما هو أسوأ وأصعب بكثير، ويبدو مستعداً لتحمل أي صدمات بعد أن نجا من جحيم ريو.