في "يوم الأرض": عائلة مظلوم تروي عذاباتها

في "يوم الأرض": عائلة مظلوم تروي عذاباتها

30 مارس 2015
الدخول إلى الأرض مرتبط بمزاج الجنود (فرانس برس)
+ الخط -

في الذكرى الـ 39 ليوم الأرض، يروي عائد مظلوم (46 عاماً) حكاية أرضه في قرية الجانية، شمال غربي مدينة رام الله، والتي سرقها مستوطنون منه في عام 2002 ومُنعت العائلة من الدخول إليها، بحجة أنها منطقة عسكرية مغلقة، استوطن فيها متطرفون يهود في منازل متنقلة، وبدأوا يهاجمون من يحاول الدخول إليها.

ويشير مظلوم لـ "العربي الجديد" إلى أنّ "مجموعةً من المستوطنين، أقامت بؤرة استيطانية عشوائية على الأرض سموها "زيت رعنان"، نسبة إلى كثرة أشجار الزيتون في المنطقة، ومنعونا من الدخول لمدة ثلاث سنوات متواصلة". ويضيف "نزعنا بالقانون من محكمة العدل العليا الإسرائيلية قراراً يسمح لنا بدخول أرضنا مرتين في السنة فقط، مع بداية موسم الحراث، وموسم قطف ثمار الزيتون".

اقرأ أيضاً: 39 عاماً على يوم الأرض: صراع وجود وليس حدود

ومن هنا بدأت معاناة العائلة، فالأمر لم يقتصر على السماح لهم بالدخول إلى أرضهم وحراثتها وجني ثمار زيتونها، فهناك خطر يحدق بأفراد العائلة المتمسكين بتلك الأرض، والمصمّمين على التمسك بها وطرد تلك البؤرة الاستيطانية التي اعتبرتها محكمة الاحتلال، بأنها غير قانونية وغير شرعية.

وتتحكم قوات الاحتلال بقرار المحكمة، وموضوع الدخول مرتبط بمزاج الجنود، "يفرضون علينا موعد الدخول، وموعد المغادرة، وعدد الأيام التي يمكننا فيها أن ندخل إلى أرضنا، فالجنود لا يلتزمون بقرار المحكمة" يقول مظلوم. ويوضح أنّ "المستوطنين أيضاً يهاجمون أفراد العائلة أثناء وجودهم في الأرض، بالرغم من وجود جنود الاحتلال الذين يقع على عاتقهم تأمين الحماية للعائلة، وفق قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية".

نجا مظلوم وعائلته ثلاث مرات، بعد أن هاجمتهم مجموعة متطرفة من المستوطنين، أطلقت باتجاههم الرصاص الحي بغرض قتلهم، وفي الكثير من المرات يهاجم المستوطنون مركبات العائلة أثناء توجهها إلى الأرض، الأمر الذي يتسبب بذعر وخوف في صفوفهم، لا سيما الأطفال والنساء.

ويؤكد محمود (23 عاماً) نجل عائد مظلوم لـ "العربي الجديد" أنّه لن يستغني عن أرض عائلته المزروعة بأشجار الزيتون الرومانية المعمرة، والتي ترواح أعمارها ما بين 500 ـ 600 عام، وسيبقي واقفاً في وجه مشاريع الاحتلال الاستيطانية، وسيتمسك مع بقية أفراد العائلة بتلك الأرض حتى الرمق الأخير.

ويقول "نحن انتصرنا حين عدنا إلى أرضنا بعد ثلاث سنوات من المنع، أزلنا الأسلاك الشائكة عن أشجار زيتوننا، وسنحافط على روح أرضنا والانتماء إليها"، معتبراً أنّ "تصاريح الدخول ما هي إلا انتهاك لكرامة الأرض الفلسطينية، وأمر يجعلها مباحة للمحتل الإسرائيلي".

جنود الاحتلال يتحكمون بقرار المحكمة، يخلقون الأعذار لمنع العائلة من الدخول، والوقت المحدد لبقائها هناك هو ساعات دوام جنود الاحتلال فقط، إضافة إلى عمليات التفتيش والتدقيق في الهويات، وضربهم بالحجارة من قبل أطفال المستوطنين تحت السن القانوني، كي لا تتم محاكمتهم باعتبارهم قاصرين.

وفي هذا السياق، تطالب العائلة السلطة الفلسطينية، بالوقوف في وجه الاحتلال وقراراته من أجل السماح لهم بالدخول إلى أراضيهم على مدار العام، وليس مرتين في السنة فقط، فيما طالبت المجتمع الدولي بإنقادها من غطرسة وهيمنة الاحتلال ومستوطنيه الذين سرقوا أرضهم ومنعوهم من الدخول إليها.

اقرأ أيضاً: فلسطينيو 48 يحيون يوم الأرض وسط تهديدات إسرائيلية لوجودهم