فلسفة العلم: أدلّة استبعاد الأفكار

فلسفة العلم: أدلّة استبعاد الأفكار

12 نوفمبر 2016
(سديم)
+ الخط -
فلسفة العلم، فرع من فروع الفلسفة، يبحث في ماهية العلم وكيفية عمله، والمنطق الذي نبني من خلاله معرفة علمية، على الرغم من بساطة اسمه فإنه مجالٌ معقدٌ ولا يزال مجالًا للتحقيق المستمر، ينكبّ فلاسفة العلم على دراسة نوعٍ من التساؤلات مثل: ماهية قوانين الطبيعة؟ هل يوجد أيّ منها في العلوم غير الفيزيائية كعلم الأحياء وعلم النفس؟ ما نوعية البيانات المستخدمة للتمييز بين الأسباب الحقيقية والاطّراد العرضي؟ كم عدد الأدلّة اللازمة لقبول الفرضيات وما نوعيتها؟

لماذا يستمر العلماء في الاعتماد على النماذج الرياضية والنظريات غير الدقيقة جزئيًا، رغم معرفتهم بذلك مثل فيزياء نيوتن؟

رغم أن هذه الأسئلة قد تبدو بدائية، فإن الإجابة عنها بشكل مُرضٍ أمر غاية في الصعوبة، تختلف الآراء حول مسائل كهذه بشكلٍ كبيرٍ داخل المجال، وأحيانًا تتعارض مع آراء العلماء أنفسهم (الذين يقضون جُل وقتهم في مجال العلم فعليًا، وليس تحليله بشكل تجريدي)، ورغم تنوّع هذه الآراء، فإن فلاسفة العلم يمكنهم الاتفاق، إلى حدٍ كبير، على شيء واحد هو: لا توجد طريقة وحيدة وبسيطة لتعريف العلم!

وعلى الرغم من أن المجال شديد التخصّص، فقليل من الأفكار المعيارية قد شقّت طريقها داخل التيّار السائد. فيما يلي شرحٌ مختصرٌ لقليلٍ من المفاهيم المرتبطة بفلسفة العلم، ربّما قد صادفتَها من قبل وربّما لا.

نظرية المعرفة "إبيستيمولوجيا": فرع من فروع الفلسفة، يتناول بالبحث طبيعة المعرفة، وكيف نصل إلى قبول بعض الأشياء كحقيقة، وكيف يمكننا تبرير هذا القبول؟

الفلسفة التجريبية "الإمبريقية": مجموعة من المناهج الفلسفية لبناء المعرفة التي تؤكد أهمية الأدلة الملموسة من العالم المادي، وأن المادة والتجربة هما المعيار.

الاستقراء: هو أحد أشكال الاستدلال الذي ينتقل من الجزئي إلى الكلي، وهو الاستقراء القائم على التعميم. على سبيل المثال، بعد ملاحظة أن الأشجار والبكتيريا وشقائق نعمان البحر وذباب الفاكهة والبشر، كل ذلك له بنية مكونة من خلايا، يمكن للمرء الاستنتاج بالاستقراء أن كل المتعضيات لديها خلايا (المتعضيات: هي كل كائن حي مكون من أعضاء تتأثر ببعضها البعض فتعمل بشكل عام ككل واحد).

الاستنباط: طريقة تفكير بها يتم التوصل إلى استنتاج منطقي من خلال مقدمات. على سبيل المثال، إذا عرفنا المواقع النسبية للقمر والشمس والأرض، وكذلك كيفية تحركها مع مراعاة أحدها للآخر، يمكننا استنباط بيانات لكسوف الشمس القادم وموقع حدوثه.

التقتير "شفرة أوكام": تفضيل أبسط التفاسير على التفاسير المعقدة عند تساوي تلك البراهين بالنتيجة ودرجة عموميتها.

مشكلة تحديد الحدود: مشكلة تمييز العلم مما هو ليس بعلم على نحو موثوقٍ. ويتّفق فلاسفة العلم المعاصرون، إلى حدٍ كبيرٍ، على عدم وجود معيارٍ وحيدٍ أو بسيطٍ يمكن استخدامه لتحديد حدود العلم.

قابلية الدحض أو التخطئة: مصطلح ومبدأ استخدمه الفيلسوف كارل بوبر، يمكن استخدام الأدلّة لاستبعاد الأفكار، وليس لتأييدها. يرى بوبر أن الأفكار العلمية يمكن فقط اختبارها من خلال الدحض، وليس من خلال البحث عن أدلّة تدعمها بمعنى آخر؛ أيّ افتراض أو نظرية لا يمكن لها أن تكون علمية، ما لم تقبل إمكانية أن تكون كاذبة.

تحوّل النموذج الفكري "تحوّل البارادايم" والثورات العلمية: مصطلح علمي استخدمه الفيلسوف توماس كون، يشير إلى أن تاريخ العلم يمكن تقسيمه إلى أوقات العلم العادي (حين يضيف العلماء إلى النظريات العلمية الرئيسية المُتبعة والتوسّع فيها والعمل بها)، وفترات موجزة للعلم الثوري. أكد توماس كون أنه في أثناء أوقات العلم الثوري، يتراكم الشذوذ لنظرية متّبعة وسائدة حتى يصل إلى نقطة تنهار معها النظرية وتحل محلها نظرية جديدة، فيما يسمى "تحول النموذج الفكري أو تحول "البارادايم".

المساهمون