فرنسا: الطوارئ أصابت "اليوم العالمي للحجاب" في مقْتل

فرنسا: الطوارئ أصابت "اليوم العالمي للحجاب" في مقْتل

02 فبراير 2016
الحجاب في فرنسا (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


كان الأمل يحدو مُنظِّمات "اليوم العالمي للحجاب" في مدينة ليون الفرنسية أن يكون يوم الأول من فبراير/ شباط 2016، فرصة كبيرة للقاء بجمهور فرنسي عريض ومتعدد، مسلم وغير مسلم. ولكن إدارة الأمن في المدينة أصدرت مرسوماً يعتبر تنظيم هذا النشاط يتضمن استفزازاً، ويمكنه أن يسبب غموضاً وبلبلة.

منظِّمات هذا اليوم العالمي اعتبرن هذا القرار عنيفاً وطائشاً، ولم يُخفين صدمتهن حين أشار المرسوم إلى الاستفزاز، ورأين فيه تمييزاً، يمسّ الحجاب الإسلامي الذي بات من إحدى علامات الإسلاموفوبيا.

يبرر مرسوم ولاية الأمن في مدينة ليون رفضه لتنظيم هذا اليوم العالمي بـ"مخاطر الغموض أو الاستفزاز التي يمكن أن يولّدها لباس المشاركات في ذهن الجمهور". وعلى الرغم من أنه يمكن الطعن بهذا القرار، لدى المحكمة الإدارية في غضون شهرين، إلا أنه وجّه ضربة كبيرة لهذا اللقاء الذي بذلت المنظّمات جهودا كبيرة لعقده.

ولَم تُخْف منظِّمتا اليوم العالمي للحجاب، نايلة وهاجر، أنهما اتخذتا كل الإجراءات لتجنب أي مشكلة. وشدّدتا على رفضهما لأي استغلال ديني أو دعوي لهذه التظاهرة الفنية التي يراد منها إزالة كل الغموض الذي يشوب هذا الرداء، ووضع حدّ لكل الأفكار غير الصحيحة التي تتناوله، إضافة إلى توعية المارّة في الشوارع بخصوصه، وتنظيم التجمعات واللقاءات والمحاضرات حول هذا الموضوع.

اقرأ أيضاً: فرض الحجاب

والجدير بالذكر أن اليوم العالمي للحجاب رأى النور، للمرة الأولى، في الولايات المتحدة الأميركية في العام 2013، على يد الشابة الأميركية ناظمة خان. وصار يلقى نجاحات متزايدة في أميركا وكل البلدان الأنغلو-ساكسونية، بسبب مرونة تعاملها مع المسلمين ومع طرق تدينهم. وكان غرض مُؤسِّساتِه العمل على كسر كل الأفكار المسبقة حول الحجاب. وهي فكرة أكدتها نايلة حين قالت: "هذا الحدث يرمي إلى دفع العيش المشترك قُدُماً، ومنح مواطنينا، من غير المسلمين، إمكانية طرح تساؤلاتهم حول الحجاب وإطلاق نقاش، وهو أمر مُثمرٌ بالضرورة".

وأثار الرفض الرسمي الفرنسي السماح لهذه التظاهرة الثقافية، التي شهدت في العالم الماضي نجاحاً فاق كل التوقعات، ذهول نايلة، التي تصر على أن "العيش المشترك يُشكل جزءاً من قِيَم بلدنا، فرنسا".

وسأل "العربي الجديد" الناشطة أسمهان شودير، من تجمع "نسوانيات من أجل المساواة"، عن الدافع الحقيقي وراء هذا الحظر، فأكدت أن حالة الطوارئ المفروضة في كل فرنسا بعد الاعتداءات الإرهابية، وما يترتب عليها من منع وتفتيش ومراقبة، لا تطاول سوى المسلمين في معظم الأحيان. وليس مستغربا أن يدفع الثمنَ، أيضا، نشاطٌ ثقافيٌّ يتخذ الحجاب موضوعا رئيسياً له.

وذكّرت شودير، بالحظر على الحجاب الذي يطاول فتيات المدارس منذ سنة 2004، وهو حظرٌ يفكر متطرّفو العلمانية في فرضه حتى على طالبات الجامعات، إضافة إلى منع الأمهات المحجبات من مرافقة أبنائهن في النزهات المدرسية.

اقرأ أيضاً: حظر الحجاب مجدداً في فرنسا

دلالات

المساهمون