غزة المحاصرة.. حوّلت الأسطح جنة للطيور

غزة المحاصرة.. حوّلت الأسطح جنة للطيور

17 مايو 2014
هاوٍ يجمع العصافير والطيور من حول العالم
+ الخط -

حوّل الهاوي الغزّي، عادل أبو مطلق، سطح منزله إلى مكان يربّي فيه عصافير الزينة والحمام الثمين وبعض الطيور الجميلة والنادرة، حباً في اقتنائها، إلى جانب رغبته في أن تدرّ عليه دخلاً يساعده في تخفيف الأعباء المالية عليه.

أبو مطلق (38 عاماً) يعمل في جهاز الأمن الوطني التابع للحكومة الفلسطينية في رام الله، ويعيل أسرة من خمسة أفراد، وقد اتخذ تربية العصافير والطيور وسيلة للتسلية بعد توقّف عناصر السلطة عن العمل في غزّة.

وتجتمع في غزّة أنواع كثيرةٌ من الطيور الجميلة التي أُدخلت بواسطة المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى دخلت من الأنفاق مع مصر، في محاولةٍ من مستورديها للتأكيد على جمالية مشهد غزّة قبالة مشاهد القتل والدمار والحصار الذي مازال الاحتلال يفرضه على القطاع المُحاصَر منذ ثماني سنوات.

حين تدخل إلى منزله في بلدة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة، تأخذك عيناك إلى جمال حديقته الخضراء، حيث الطيور ذات الألوان الجميلة، من بينها الطاووس بكلّ ألوانه.

وعلى الجهتين اليسرى واليمنى، هناك ممرّات خاصّة توجد فيها أقفاص كبيرة مقسمة إلى بيوت منفصلة لعدد كبير من الطيور، تضم في داخلها أنواعا من الحمام والدجاج والطيور، منها "البرازيلي والإفريقي والصيني والألماني والروسي".

يقول أبو مطلق لـ"العربي الجديد"، وهو الشغوف بالطيور وتربيتها وملاحقة الأنواع المكتشفة منها، إنّ "كلّ ما يتمنّاه المرء سيجده" في حديقته الخاصة، مشيراً إلى أنّه يستورد "أنواعا من الطيور بشكل خاصّ، إذ سبق واشتريت نوعاً اسكندرانياً بـ1800 دولار".

ويضيف: "يوجد داخل المزرعة حمام إفريقي ودجاج كوشني وحمام من نوع كرير حلبي، وكشكات بدون منقار، فضلاً عن هزار روسي، وملطيس مستورد، وحمام بطريق أزرق اللون وآخر أسود".

الشاب المغروم بالطيور يمارس منذ عشرين عاماً هذه الهواية، ويتعرّض أحيانا لخسائر كبيرة وصلت في إحدى المرّات إلى 23 ألف دولار أميركي تقريبا: "حين ضبط الجيش المصري كمية من العصافير التي كنت أهرّبها من الأنفاق إلى غزّة".

إغلاق الأنفاق ضيّق عليه: "حاليا نقوم بتربية كميّات قليلة في محاولة للاستفادة منها، لكنّنا نفاجأ بأنّها تزيدنا خسائر"، يقول ويؤكّد أنّه بات الآن يهتم بهوايته على حساب "الربح المادي".

ويتوافد بعض الهواة والمهتمين إلى منزل أبو مطلق للاستمتاع بمشاهدة الطيور المتنوّعة، في محاولة للتخفيف عن أنفسهم من الكبت والإرهاق النفسي والمعيشي الذي يعيشونه.

صديقه الشاب الثلاثيني عمار أبو العلا، حوّل غرفته الخاصة بتربية العصافير إلى مخزن للأثاث القديم، وأبقى على عدد قليل من عصافير "الكنار"، بعدما مات معظمها نتيجة تقلّبات المناخ وعدم وجود علاج مناسب بعد إصابة بعضها بأمراض متنوّعة. وذلك لأنّه خسر "خلال الموسم الحالي خمسة آلاف دولار، ولا أفكّر في تربية العصافير بعد اليوم".

دلالات

المساهمون