عيد المصريين..لا ملابس للفقراء والحلوى للجميع

عيد المصريين..لا ملابس للفقراء والحلوى للجميع

16 يوليو 2015
من سوق ملابس في مصر (أرشيف/Getty)
+ الخط -
الملابس الجديدة، وشراء الحلوى، من عادات المصريين الثابتة في عيد الفطر المبارك، لكن يبدو أن الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد هذا العام، جعلت الأمر مختلفاً نوعاً ما، إذ اكتفى البعض بشراء الحلوى فقط، وأحجموا عن شراء الملابس.

ورغم حالة الزحام الشديدة، وكثرة الرواد بالأسواق هنا وهناك، إلا أن حالة الشراء تختلف في أسواق الملابس عنها في محلات بيع مستلزمات العيد من حلوى وكعك وبسكويت.

أسواق الملابس تعاني ركوداً ملحوظاً، إضافة إلى حالة فتور بدت واضحة على وجوه الباعة والمواطنين، فيما تشهد محلات الحلوى رواجاً في حركة البيع والشراء.

"من بين كل 10 مواطنين يشتري واحد فقط، وقد يمر يوم أو يومان دون بيع أو شراء"، بهذه الكلمات البسيطة يلخص مصطفى حسين، الذي يعمل في تجارة الملابس في سوق محطة الرمل بالإسكندرية (شمال مصر) حالة الأسواق مع قرب أول أيام عيد الفطر المبارك".

وأرجع حسين حالة ضعف الإقبال على الشراء، التي تشهدها الأسواق إلى "ارتفاع أسعار الملابس الجديدة"، لافتاً إلى أن "ارتفاع أسعار المواد الأولية والخامات المستخدمة في صناعة الملابس، حيث أن 50% من الأقطان المستخدمة في صناعتها مستوردة".

أما منصف سعيد، صاحب أحد محال الملابس بمنطقة محطة الرمل أيضاً، فأشار إلى أن "حالة ركود السوق بدأت منذ قرابة 3 أعوام، لكنها تزايدت هذا العام"، مضيفاً "رغم الحركة الدؤوبة بالمحل ليل نهار، إلا أن حالة الشراء ضعيفة جداً، ومن الممكن أن يمر علينا الشهر دون تحصيل أي مكسب".

وبحسب سعيد فإنّ سبب حالة الركود "سوء الحالة الاقتصادية التي تمر بها البلاد عموماً وارتفاع سعر الدولار، ما أدى إلى زيادة أسعار الملابس، وقلة الإقبال عليها".

وكان البنك المركزي المصري رفع قبل أيام سعر صرف الدولار إلى مستوى قياسي بلغ 7.73 جنيهات للدولار الواحد، واستقر سعر الدولار في سوق الصرف الرسمي بالبنوك المصرية عند مستوى 7.82 جنيهات للبيع و7.80 للشراء، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً على رفع أسعار جميع المواد في الأسواق سواء المستوردة أو المحلية، بحسب خبراء اقتصاديين.

أحد المواطنين من روّاد سوق الرمل، قال "الأسعار مرتفعة، والناس فقراء لا يجدون ما يأكلون..، جئت بأولادي الصغار للسوق، على أمل أن أجد ملابس جديدة أشتريها لهم وتناسب ظروفي المادية، إلا أن ارتفاع الأسعار أجبرني على الاكتفاء بالمشاهدة والمراقبة".

ويضيف "دخلي لا يكفي لشراء ثلاث قطع من الملابس، أطعم أولادي وأعالجهم أولى بالتأكيد من شراء الملابس، وأغلب الظن أنني سأكتفي بما اشتريته لهم من ملابس في بداية العام".

لم يختلف الأمر كثيراً في محافظة الفيوم (وسط)، حيث شهد شارع البحر الأعظم الذي يضم القلب التجاري للمدينة زحاماً شديداً.

بدوره، اشتكى سمير عبد الغني من ارتفاع الأسعار، ووصف الوضع بأنه "فوق طاقة المواطنين من ذوي الدخل المحدود".

في المقابل، وعلى عكس سوق الملابس، الأمر اختلف نوعاً ما مع شراء حلوى وكعك العيد، حيث شهدت منافذها بمدينة الإسكندرية إقبالاً كثيفاً في حركة البيع والشراء.

إيمان جابر وهي تشتري حلوى العيد من أحد محلات بيعها وسط الإسكندرية، قالت "يمكن أن نستغني عن أي شيء إلا الكعك والبسكويت، لا أستطيع إعدادها في البيت، ولابد لنا كل عام أن نشتريها، حتى ولو بكميات قليلة".

أما أحمد السيد، أحد بائعي الحلوى في الإسكندرية فأكّد أن "حالة البيع جيدة جداً، لم تختلف كثيراً عن السنوات الماضية، وجميع حلوى العيد متوفرة بكثرة".

وأشار إلى أن "الإقبال على شراء الحلوى كما هو في السنوات الماضية، رغم وجود زيادة طفيفة في أسعارها هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية، والألبان، التي تصنع منها الحلوى".

وشهدت أسعار الملابس زيادة بحوالى 20% عن العام الماضي، في حين ارتفعت أسعار المواد الغذائية عن العام الماضي ما بين 5% إلى 10%.

اقرأ أيضاً: وقود الفقر يشعل الثورة

المساهمون