عشرات المصابين بقمع الاحتلال فعاليات ضد الاستيطان والضم

عشرات المصابين بقمع الاحتلال فعاليات ضد الاستيطان والضم

17 يوليو 2020
استخدم الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل (جعفر اشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -

أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، بجروح ورضوض وحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي فعاليات سلمية بمناطق متفرقة من الضفة الغربية، والتي خرجت ضد الاستيطان ومحاولات الضم.
واستهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في مسيرة وفعالية سلمية مناهضة للاستيطان في بلدة عصيرة الشمالية شمال نابلس شمالي الضفة الغربية، حيث أقيمت صلاة الجمعة، في الطريق المؤدي إلى أراضي عصيرة الشمالية في قمة جبل عيبال المستهدفة بالاستيطان، وسط وجود مكثف لجيش الاحتلال، وفق ما أفاد به رئيس بلدية عصيرة الشمالية حازم ياسين لـ"العربي الجديد".
وأوضح ياسين أن جيش الاحتلال منع المشاركين في الفعالية من الوصول إلى أراضي عصيرة الشمالية في عيبال، وقمع المسيرة المتجهة إلى هناك بوحشية، حيث ردد المشاركون هتافات رافضة للضم والاستيلاء، وأدى قمع الفعالية إلى إصابة 15 مشاركاً، تراوحت إصاباتهم بين جروح بالرصاص المطاطي وحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل، إضافة إلى إصابة عدد آخر برضوض بعد الاعتداء عليهم، وجرى نقل ستة من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما تمت معالجة البقية ميدانياً.
وأكد ياسين أن فعالية اليوم تنفّذ للجمعة الثالثة على التوالي، بدعوة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ورفضاً لأية أطماع استيطانية في أراضي فلسطين بشكل عام وفي أراضي عصيرة الشمالية بشكل خاص، ورفضاً للاستيطان والضم، مشيراً إلى أن محاولة الاحتلال وضع بؤرة استيطانية في جبل عيبال من شأنها أن تهدد نحو 10 آلاف دونم وتحرم أكثر من ألف عائلة من الوصول إلى أراضيها الزراعية، علاوة على إغلاق المنطقة الشرقية بين نابلس وعصيرة الشمالية.
وأشار ياسين إلى أن جيش الاحتلال قمع كذلك مسيرة سلمية متزامنة، خرجت من المنطقة الشرقية في نابلس باتجاه قمة جبل عيبال، ما أوقع 3 إصابات بغاز الفلفل وإصابات برضوض.

 

تأتي فعاليات اليوم رفضاً لأية أطماع استيطانية في أراضي فلسطين بشكل عام

 

من جانب آخر، قال عمر سمارة رئيس مجلس قروي حارس، غرب سلفيت شمالي الضفة الغربية، لـ"العربي الجديد": "إنّ قوات الاحتلال أغلقت المدخل الغربي لقرية حارس بالبوابة الحديدية ومنعت المشاركة بفعالية سلمية، كما منعت المصلين من أداء صلاة الجمعة التي كانت ستقام على أراضيهم الواقعة غرب القرية والمهددة بالاستيطان من قبل مستوطنة "رفافا" المقامة على أراضي سلفيت، ما اضطر الأهالي لإقامة صلاة الجمعة قرب مدخل القرية الغربي، وسط هتافات رافضة للضم والاستيطان.
وعلى صعيد آخر، قال رئيس بلدية بديا غرب سلفيت، أحمد واصف، لـ"العربي الجديد": "إن الأهالي أقاموا اليوم، وللأسبوع الثاني على التوالي، صلاة الجمعة، فوق أراضيهم بمنطقة (خلة حسان) الواقعة شمال البلدة، احتجاجاً على اعتداءات للمستوطنين بحق المزارعين هناك، وزرع الأهالي أشجار زيتون هناك". وشدّد واصف على ضرورة دعم المزارعين ومساعدتهم في زراعة أراضيهم، في ظل الاعتداءات وعربدة المستوطنين على المزارعين في أراضيهم، في سعي لتهجيرهم من أراضيهم والاستيلاء عليها، وإقامة بؤرة استيطانية هناك.
كذلك قال حجازي مرعب، رئيس بلدية حلحول شمال الخليل جنوبي الضفة الغربية، لـ"العربي الجديد": "إن أهالي حلحول أدوا صلاة الجمعة فوق أراضي جبل الجمجمة المهدد بالاستيطان والواقع شمال شرق حلحول، وسط وجود مكثّف لقوات الاحتلال، رداً على اقتحامات للمستوطنين للجبل الأسبوع الماضي ونصبهم 14 خيمة هناك، بحماية قوات الاحتلال، لكنهم اضطروا إلى إزالتها حينها بضغط واحتجاج من الأهالي".
وأشار مرعب إلى أن جبل الجمجمة يقع في منطقة مطلة واستراتيجية ومستهدفة منذ سنوات طويلة، حيث توجد فيه نقطة عسكرية لجيش الاحتلال، وقال: "مع اقتحامات المستوطنين وتعدّيات جيش الاحتلال، نخشى من الأطماع الاستيطانية بحق جبل الجمجمة، لكننا صامدون على أراضينا، طلب جيش الاحتلال منا تنسيقاً لدخول أراضينا ولكننا رفضنا"، داعياً المزارعين وأصحاب الأراضي إلى الوجود في أراضيهم وتعميرها والثبات بها.

 

 

وفي المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية، والتي خرجت رفضاً لقرارات حكومة الاحتلال ضمّ أراضٍ من الضفة الغربية؛ وقعت صدامات عنيفة. وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، في تصريح صحافي، بأن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وجنود الاحتلال الذين ردوا بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت، ما أدى إلى إصابة شاب بقنبلة غاز في رجله أطلقها جندي مباشرة باتجاهه، إضافة إلى إصابة العشرات بالاختناق وعولجت جميع الإصابات ميدانياً. وأكد شتيوي أن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا كفر قدوم تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص الحي واعتلوا أسطح منازل المواطنين واستخدموها ثكنات عسكرية لقمع الشبان، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال نصبوا أكثر من كمين بين حقول الزيتون قبل بدء المسيرة بهدف اعتقال الشبان، إلا أنه تم كشفها دون تسجيل اعتقالات.
وانطلقت المسيرة بعد صلاة الظهر من اليوم الجمعة، باتجاه البوابة شرقي القرية التي تغلق شارع قرية كفر قدوم، بمشاركة المئات من أبناء القرية الذين رددوا الشعارات الوطنية الداعية لتصعيد المقاومة الشعبية رفضاً للمؤامرات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وكانت مواجهات قد اندلعت على الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال ولم يبلغ عن وقوع إصابات، بينما تمكّن شبان من إزالة علم الاحتلال من منطقة الصدارة قرب مستوطنة "براخا" المقامة على أراضي جنوب نابلس كان مستوطنون رفعوه الليلة الماضية، وفق ما ذكرته مصادر صحافية.