عرض "بومبي" يستعيد كارثة المدينة الإيطالية افتراضياً

عرض "بومبي" يستعيد كارثة المدينة الإيطالية افتراضياً

01 يوليو 2020
آثار بومبي وفي الخلفية بركان جبل فيزوف (فرانس برس)
+ الخط -

بفضل تقنيات جديدة، يثور بركان فيزوف بالأبعاد الثلاثة في صالة "غران باليه" في باريس، من خلال معرض "بومبي" الذي يفتتح اليوم الأربعاء.

ويتضمن المعرض أفلاماً صورت بطائرات مسيرة، وخرائط مسحت بالليزر، وتصويراً حرارياً بالأشعة دون الحمراء.

وتسمح كل هذه التقنيات بالتقرب قدر الإمكان من الشعور الذي انتاب في خريف سنة 79 ميلادية، سكان هذه المدينة البالغ عددهم 40 ألفاً، وهم من الميسورين جداً في الإمبراطورية الرومانية.

كل ربع ساعة يسمع دوي بعيد، في البداية. ومن أعلى الجبل يرتفع ثوران البركان مثل سحابة ذرية، ويجتاح كل شيء فيزداد الدوي ليصم الآذان، وليثير الضغط النفسي.

بالمقارنة بما قبل ستين أو ثمانين عاماً، كانت الصور الوحيدة المتوافرة بالأبيض والأسود تظهر موقع الحفريات.

ونقلت مجموعة من القطع الثمينة بالطائرة من منطقة كامبانيا قبيل الحجر الناجم عن جائحة كورونا (كوفيد-19)، وبقيت مخزنة لدى تجمع المتاحف الوطنية الذي يدير "غران باليه".

إلا أن السينوغرافيا الافتراضية ستجذب الانتباه، خصوصاً اهتمام الشباب أكثر من هذه الكنوز المعروضة الصغيرة الحجم بغالبيتها والتي أخرجت استثنائياً من إيطاليا.

ففي صالون الشرف في "غران باليه"، يتجاور تمثال لليفيا وجدارية تظهر الإلهة فينوس في عربتها التي تجرها فيلة، إضافة إلى حوض برونزي صغير منحوت بدقة وفيسفساء تمثل ديونيسوس وإريانا، فضلاً عن محتوى صندوق خارج عن المألوف هو عبارة عن مائة قطعة صغيرة منحوتة في الزجاج والعاج... وقد تكون هذه تعويذات كانت تستخدمها "ساحرة" لإبعاد "عين الحسد"، بحسب ما يوضحه ماسيمو اوسانا مدير موقع بومبي الأثري.

ويوضح: "أردنا اختيار قطع ذات رمزية وتمثيل كبيرين. أما المحاكاة الافتراضية فهي ليست نسخة على طراز ديزني لاند، فما نظهره بالأبعاد الثلاثة هو صحيح ويحترم نتائج الأبحاث العلمية".

وابل من الحجارة

بسبب جائحة كوفيد-19، استبعدت الشاشات العاملة باللمس. وبات يستحيل الجلوس على الكنبات-الأسرة على الطراز الروماني لرؤية وابل من الحجارة ينهال على بومبي، قبل أن تحمل سحب الرماد الحارق الموت المحتم.

وكما الحال في المسرحيات، يتضمن المعرض ثلاثة فصول. فلدينا "ما قبل" الكارثة مع شارع بالحجم الطبيعي مع متاجر وبطء الحياة في ظل الحر المتوسطي، وظهور أشخاص على الجدران بتقنية الظلال الصينية يشترون حاجات أو يقومون بنزهات هادئة.

ومن ثم ينتقل الزائر إلى مرحلة "خلال" الثوران، مع 18 ساعة مأسوية بين البداية ووصول الحمم الحارقة التي حملتها سحب الرماد.

وسمحت هذه المهلة على ما يبدو لغالبية السكان بالهرب تحت وابل من الحجارة الخفيفة بحسب ما يقوله ماسيمو أوسانا. لتحل بعدها مرحلة "ما بعد" الكارثة مع تضمن المعرض بعضا من قوالب البشر والحيوانات التي عثر عليها متقوقعة على نفسها تحت طبقات الرماد المتراكم، وصور أول الحفريات في القرن العشرين، ونوبات غضب بركان مجاور (آخرها تقريباً صور في خضم الحرب في العام 1944) وازدهار الحفريات اليوم. وشملت الحفريات الأثرية حتى الآن 44 هكتاراً، ويبقى 22.

وسيسمح المعرض للزوار الباريسيين والفرنسيين عموماً بسبر أغوار لغز يثير مخيلة كثيرين، ويتمثل بقصة مدينة غمرها رماد منصهر.

(فرانس برس)

المساهمون