عذراً أيها القانون

عذراً أيها القانون

16 مايو 2015
+ الخط -
منذ جريمة اغتيال الرئيس الشهيد، رفيق الحريري، في 14 فبراير/ شباط 2005، يلهب أهل الممانعة في لبنان حناجرهم، مطالبين بالدليل القاطع الذي دفع القوى الاستقلالية، آنذاك، لاتهام النظام السوري والهرمية المخابراتية، بتنفيذ تلك الجريمة، وكل ما لحقها من جرائم، حتى أن كثيرين منهم لم يتوقفوا عند هذا الحد، بل ذهبوا الى فبركة بعض الوقائع والصور والأفلام التي عادت وكشفت التحقيقات زيفها. ولكن، من دون أي جدوى بالنسبة لذلك الفريق، انطلاقا من عدم ايمانه بعمل التحقيق الدولي والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان منذ انطلاقها، ووصفه إياها في أكثر من محطة بالأميركية والإسرائيلية، وما إلى ذلك من أوصاف.

جاءت مؤامرة ميشال سماحة –علي مملوك لتشكل فرصة لفريق الممانعة، لتغيير نظرته تجاه ذلك التحقيق ولمواءمة مواقفه مع زمن العدالة الذي كشف خفايا كثيرة، مع ما حملت تلك المؤامرة بالذات من أدلة ووقائع موثقة بالصوت والصورة. ولكن، من دون أن تحرك ساكنا مع هذا الفريق، ما يؤكد على رغبة دنيئة لديه بتقديس جرائم نظام بشار الأسد بدليل الاستماتة الإعلامية باتجاه حصر القرار- المهزلة بحكمه 4 سنوات ونصف، وتجريده من حقوقه بالعمل القضائي والقانوني، وتحوير النقاش من ما يشبه تبرئة مجرم كاد يفجر الوطن إلى الدفاع عن المحكمة العسكرية، وصونها من المواقف "العدائية" لأهالي شهداء الجرائم المرتكبة بمثيلات متفجرات سماحة، ولمن كادوا يسقطون ضحاياها.

الثابت والأكيد أن المؤامرة لم تنته بعد، قبل أشهر، كان البطلان ميشال سماحة وعلي مملوك، فيما الأبطال اليوم كثيرون، ويُرجح ارتفاع عددهم، كلما قرر فريق الممانعة تفريخ خطباء العهر والتكاذب، لإدانة أنفسهم، وللإعلان الرسمي والواضح عن الشراكة مع سماحة في تلك المؤامرة القذرة والمُجرمة لأنه لا اختلاف إطلاقا بين من يدافع عن ذلك القرار القضائي الأبله وبين من يضغط على زر التفجير، ولأنه لا فرق عمليًا بين تمييز عميل عن آخر وقتل الناس بعبوة سي 4 أو عبوة تي أن تي. 
 

انتظرنا من الوقائع الموثقة لمؤامرة سماحة- مملوك أن تكون بوابة خلفية لعودة الممانعة وأجنحتها إلى الوطن، وإلى ناسه، ولكن، يبدو أن هذا الفريق يخوض، حاليًا، المرحلة الأوقح من مسلسل مساندته القاتل، فبعد دحض الوقائع وتشويهها، وانتقاله إلى التهرب من الجريمة والهروب من العدالة، جاء دور مرحلة الاعتراف بارتكابها، وهنا الكل مجرم وقاتل وإرهابي وميشال سماحة.
 
عذرا أيها القانون، عذرا أيها الشهداء، فالقاتل الذي يجب أن يكون مكانه خلف قضبان الجريمة، قد نراه قريبا في أحد الصفوف الأمامية يصفق مع جوقة العهر لخطاب عن الشرف أو المظلومية.
avata
avata
عمر الفاروق النخال (لبنان)
عمر الفاروق النخال (لبنان)