عبد الرحمن نوفل... طفل يعود بطرف صناعي إلى غزة

عبد الرحمن نوفل... طفل فقد ساقه برصاص الاحتلال يعود لغزة بطرف صناعي

غزة

يامن سلمان

avata
يامن سلمان
11 نوفمبر 2018
+ الخط -
عاد الطفل الفلسطيني عبد الرحمن نوفل (12 عاماً) اليوم الأحد إلى منزله في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد رحلة علاج استمرت ثلاثة أشهر في الولايات المتحدة الأميركية، نجح خلالها بالحصول على طرف صناعي في ساقه اليسرى وخضوعه للعلاج الطبيعي، بعد أن فقد ساقه بإصابة قناص إسرائيلي أطلق نحوه طلقاً متفجراً شرق مخيم البريج يوم 17 إبريل/نيسان الماضي.

ولاقى عبد الرحمن ترحيباً كبيراً من أميركيين متضامنين مع القضية الفلسطينية خلال جولته في بعض الولايات الأميركية، كما استقبلته بعض الجاليات العربية كونه كان شاهداً على جريمة جنود الاحتلال في حقه وهو يمارس رياضته المفضلة كرة القدم، ولاقت قصته ضجة في الإعلام الأميركي.

وكان عبد الرحمن يخشى من عدم تمكنه من لعب كرة القدم تلك الرياضة التي يحبها كثيراً. وزادت معاناته هو وأسرته حين رفض الاحتلال الإسرائيلي منحه تصريحاً لإكمال علاجه في مدينة رام الله لخمس مرات، لكنه استعاد الأمل مع وصول شكواه واعتراضه إلى الطبيب الأميركي ستيف سوسبي، مدير جمعية إغاثة أطفال فلسطين، الذي استطاع تنسيق سفره لإكمال رحلة علاجه في الولايات المتحدة.

كان عبد الرحمن يظن أن أطفال العالم يتعرضون لذات المخاطر التي تحيط بأطفال غزة، وعن هذا الأمر كان يسأل الأطفال الذين التقاهم في محل إقامته في أميركا. كما سألهم عن الحدود الأميركية وعمّا إذا كانوا يسمعون أصوات طائرات تحلق في السماء ليلاً. وتحدث عبد الرحمن إلى وفود المتضامنين معه عن معاناته هو وأطفال غزة في ظل الاحتلال والحصار الإسرائيلي.

الطرف الصناعي أعاد إليه بعضاً من أحلامه(محمد الحجار) 



وقال عبد الرحمن لـ"العربي الجديد": "رحلتي إلى الولايات المتحدة أعادت لي الحيوية، وعدت لنشاطي كما أن طموحي تجدد، أنا اليوم سعيد لأنني سأعود لأصدقائي للعب الكرة والخروج معهم للتنزه، لم أكن أتوقع انني سأعود للمشي دون الارتكاز على العكازات، لكني اليوم أستطيع الجري والانتقال دون مساعدة، وأريد إكمال حلمي في لعب الكرة والعودة لمدرستي وبين زملائي".

رحلته العلاجية ساهمت في تحسين نفسيته(محمد الحجار) 


واستقبل سكان الحيّ والأقارب الفتى عبد الرحمن على معبر إيريز وفي الحي، وعبر أطفال الحي عن بهجتهم بعودة صديقهم عبد الرحمن، وكانوا سعداء بعد أن شاهدوه يمشي على قدمه دون العكازين.

صار عبد الرحمن يمشي من دون العكازين (محمد الحجار) 


وأشار يامن نوفل، والد عبد الرحمن، إلى أن جمعية إغاثة أطفال فلسطين ستتابع حالة عبد الرحمن الصحية، وعندما يكبر ستتكفل بتركيز طرف صناعي يناسب حجمه ونمو جسمه.


وقال يامن نوفل لـ"العربي الجديد": "كنا نعيش كابوساً صعباً عندما كان عبد الرحمن يكافح على أمل تركيب طرف صناعي، وقتها شعرت بالقهر الكبير من الاحتلال الإسرائيلي وكيف حرمه من طرف صناعي، لكن صمودنا كان له ثمار، واليوم عبد الرحمن يمكنه أن يكمل أحلامه بلعب الكرة والعودة لمدرسته، وأتمنى ألا تذوق أي أسرة فلسطينية معاناتنا".

ذات صلة

الصورة

مجتمع

لم تجد الفتاة مها السرسك (15 عاماً) سبيلاً لإعالة أسرتها النازحة من حي الشجاعية شرقي غزة إلى وسط القطاع، سوى العمل في خدمة النازحين
الصورة

مجتمع

أكدت كاثرين راسل على أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في استشهاد أكثر من 13 ألف طفل، وإصابة عدد لا يحصى من الأشخاص.
الصورة

مجتمع

صرح المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) جيمس إلدر، أن 600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة يعانون من الجوع والخوف، ويواجهون خطر هجوم إسرائيلي.
الصورة
زكريا السرسك طفل فلسطيني متطوع في مستشفى شهداء الأقصى وسط غزة، في 27 مارس 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)

مجتمع

يتنقّل الطفل الفلسطيني زكريا السرسك، البالغ من العمر 12 عاماً، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، ليس بهدف تلقّي العلاج إنّما كمتطوّع في ظلّ الحرب.