ظريف يشتكي إلى خامنئي بسبب مسلسل تلفزيوني

ويصور هذا المسلسل المكوّن من ثلاثين حلقة وزير الخارجية الإيراني، وفريق عمله بطريقة سلبية.

وفي معرض رده على أسئلة خلال فترة بث المسلسل من التلفزيون، ما إذا كان يشاهده أو لا، قال ظريف: "لا أشاهد هذا المسلسل، وأنا بالأساس لا أشاهد التلفزيون"، أي التلفزيون المحلي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن ظريف بعث برسالة إلى خامنئي حول هذا المسلسل، مشتكياً من مضمونه والصورة التي يقدمها عنه وعن الخارجية.

وجاء تصريح موسوي بعدما كشف الناشط الأصولي محمد مهاجري، أمس الأحد، في قناته على تليغرام عن أن ظريف أرسل رسالة إلى خامنئي حول مسلسل "غاندو"، اشتكى فيها من "موجة إهانات واتهامات وإساءات"، يتعرض لها.

وبحسب مهاجري، فإن ظريف أورد في رسالته أنه "في حال كان جزء من هذه الاتهامات صحيحاً، فإن مواصلة مهامه وزيراً للخارجية لا تجوز شرعاً".

وأضاف أن المرشد الإيراني رد على رسالة ظريف بالقول: "إنني لست راضياً بالمطلق عن توجيه أي إساءة لك".

واليوم الإثنين، بعد تأكيده إرسال هذه الرسالة، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني هي من المؤسسات الخاضعة لسلطة القائد، وكان ينبغي أن يتم رفع الشكوى إليه".

وأضاف موسوي أن "مسلسل غاندو سعى إلى تصوير صورة انفعالية وانهزامية من وزير الخارجية والوزارة". 

وأكد أنه "كنا على قناعة بأنه في حال كان ذلك صحيحاً بأن بقاءنا والوزير على رأس الخارجية ليس جائزاً، لأن إيران تريد أن تعرف كدولة قوية ومقتدرة وأن الصورة التي يرسمها المسلسل ليست صحيحة ولا تخدم ذلك".

ومضى قائلاً إنه "من الناحية الشرعية، فإن المصلحة والحكمة والعزة تقتضي أن يتولى المهمة شخص آخر"، مشيراً إلى أن المرشد الإيراني عبّر في رده على رسالة ظريف عن عدم رضاه "بالمطلق أن يتم الإساءة إلى الخارجية والوزير".

وأعرب موسوي عن أمله أن يلقى رد خامنئي "آذاناً صاغية" من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون.

ويبدأ المسلسل بمشاهد إرسال القوات الخاصة الإيرانية طائرتين مقاتلتين، لمنع طائرة ركاب أجنبية من مغادرة المجال الجوي الإيراني، لإلقاء القبض على نجل أحد المسؤولين الذي اتهم بالاحتيال، قبل هربه للخارج.

وتشير حبكة المسلسل إلى أن اللص البالغ من العمر 26 عاماً، في المشاهد الافتتاحية، نجل مسؤول اقتصادي كبير في حكومة روحاني، وأنه كان هارباً بمبلغ 28 مليون دولار نقداً بالإضافة إلى عملات ذهبية.

ويُظهر العمل الحرس الثوري الإيراني على أنهم المخلّصون، وشباب يمتازون بالذكاء والدهاء في مجال التكنولوجيا، في حين تصور المحرضين على ثورة عام 1979 على أنهم شيوخ بعيدون عن الواقع، وبيروقراطيون وغير قادرين على السيطرة على فساد أولادهم، وفق ما نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" يوم الجمعة.

كما يعرض المسلسل قصة جاسوس يدعى مايكل هاشميان، مستوحاة من قضية جيسون رضائيان، الصحافي الإيراني الأميركي في صحيفة "واشنطن بوست"، الذي اعتقل عام 2014 لمدة 18 شهراً في سجن إيراني بتهمة التجسس، قبل إطلاق سراحه كجزء من صفقة تبادل السجناء.

ويكشف كذلك تفاصيل أمنية عن علاقته ببعض مسؤولي الحكومة الإيرانية، ما أثار جدلاً كبيراً في وقت يزداد فيه التوتر العالمي بين طهران والولايات المتحدة الأميركية.

واتُهم القائمون على العمل بمحاولة تشويه سمعة الحكومة ووزارة الخارجية الإيرانية، بتصويرها بأنها مخترقة من قبل الجواسيس، في الوقت الذي يصور فيه مؤسسة الحرس على أنها غير قابلة للاختراق.

وعبرت أوساط الحكومة الإيرانية عن انتقادات شديدة لهيئة الإذاعة والتلفزيون لبثها مسلسل "غاندو"، فقد اتهمها رئيس مكتب رئيس الجمهورية محمود واعظي بـ"الحزبية والفئوية".

وانتقد واعظي العمل الدرامي قائلاً: "قدم مسلسل (غاندو)، صورة سيئة عن وزارة الخارجية الإيرانية، التي تتصدر حالياً الحرب ضد العدو، مثلما تفعل وزارة الاستخبارات".

وأضاف أن "المسلسل يسعى خلال حلقاته الثلاثين إلى تصوير بعض المسؤولين على أنهم ثوريون وآخرين على أنهم مخترقون ولديهم ميول غربية وانتماءات خارجية".

وأكد أن المسلسل "مليء بالأكاذيب والافتراءات، وأن الحكومة تحتفظ بحقها في مقاضاة المنتجين".

لم تمض سويعات قليلة على كشف الخارجية الإيرانية عن شكوى رفعها وزير الخارجية إلى المرشد الإيراني بسبب "غاندو"، حتى أعلن مخرج المسلسل عن وجود خطة للبدء بإنتاج الفصل الثاني قريباً.

وقال المخرج جواد أفشار، الذي زار اليوم الإثنين وكالة "تسنيم" المحسوبة على الخط المحافظ، برفقة عدد أعضاء المجموعة التي أنتجت مسلسل "غاندو"، إن كتابة سيناريو الفصل الثاني للمسلسل قد بدأت، معرباً عن أمله أن تبدأ قريباً عملية الإنتاج لهذا الفصل.

وتعقيباً على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، وحديثه عن إرسال ظريف رسالة إلى خامنئي بشأن المسلسل، قال أفشار: "إنني كنت وما زلت أحترم جميع المسؤولين، لكن موضوع مسلسل غاندو لا علاقة له بوزير الخارجية".

وأكد أن مضمون المسلسل هو "استعراض صلابة الأمن الوطني للبلاد واقتدار رجال الأمن الإيرانيين، وأن ما يطرح هو مجرد هوامش وحواش يتم الترويج لها".