طهران تتوعّد واشنطن بـ"الندم" على اعتراضها الطائرة الإيرانية

طهران تتوعّد واشنطن بـ"الندم" على اعتراضها الطائرة الإيرانية

27 يوليو 2020
موسوي: تمديد حظر السلاح أمر غير مقبول (عطا كانار/فرانس برس)
+ الخط -

مازالت أصداء اعتراض المقاتلات الأميركية لطائرة مدنية إيرانية في أجواء سورية، الخميس الماضي، مستمرة في إيران، ومعها تتواصل تهديداتها بالرد.

 أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، اليوم الإثنين، أن بلاده "من خلال الهيئة العامة للقوات المسلحة والسلطة القضائية ومنظمة الطيران المدني، ستقوم بإجراءات لازمة تجعل الأميركيين نادمين". واتهم موسوي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، واشنطن بممارسة "أنواع القرصنة وانتقالها من القرصنة البحرية إلى الجوية"، معتبرا أن التحرش بطائرة الركاب الإيرانية في الأجواء السورية "كان خطيرا للغاية، وتصرفا وتهديدا إرهابيين يتعارضان مع جميع القوانين والأعراف الدولية".

وخلال الأيام الماضية، أطلقت طهران تهديدات مماثلة أخرى بالرد في "الوقت والمكان المناسبين" على مضايقة الطائرة الإيرانية، فضلا عن إعلانها البدء بإجراءات قانونية في مواجهة ما حدث، حيث أكدت رفع الشكوى لدى منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو"، ومخاطبة الأمم المتحدة، وإرسال رسائل إلى واشنطن عبر الوسيط السويسري، الراعي للمصالح الأميركية في طهران.

موسوي: التحرش بطائرة الركاب الإيرانية في الأجواء السورية "كان خطيرا للغاية، وتصرفا وتهديدا إرهابيين يتعارض مع جميع القوانين والأعراف الدولية"

وفي وقت متأخر من مساء الخميس الماضي، اعترضت مقاتلتان أميركيتان طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة "ماهان" في الأجواء السورية، ما اضطر الطيار للانخفاض الحاد الذي أدى إلى إصابة عدد من الركاب. وعلق الجيش الأميركي من جهته، فجر الجمعة، على الحادث، وقالت القيادة الوسطى الأميركية إن الاقتراب من الطائرة الإيرانية في الأجواء السورية، في وقت متأخر من مساء الخميس، جاء لضمان أمن قوات التحالف الدولي بقاعدة التنف في سورية.

وبشأن تصريحات أخيرة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، حول مساعي واشنطن لتمديد حظر التسليح على طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن "أميركا لا تدخر أي جهد في هذا الصدد، ونحن على علم بأنها تمارس ضغوطا كبيرة على الدول الأعضاء في مجلس الأمن ودول المنطقة لتحقيق هذا الغرض".

وأكد أن بلاده أبلغت الأطراف الأخرى أن "تمديد الحظر أمر غير مقبول، ولا يمكن حرمان إيران من حقها القانوني في رفع الحظر"، متوعدا بأن ذلك سيواجه "ردا من إيران". إلا أن موسوي استبعد في الوقت ذاته نجاح واشنطن في تحقيق هدفها بتمديد حظر الأسلحة على إيران، قائلا "نستبعد أن ترضخ الدول لهذا المطلب النابع من التنمر الأميركي".

وبموجب القرار الـ2231 الصادر في مجلس الأمن، يوم 20 تموز/يوليو عام 2015، بعد نحو أسبوع من التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والمجموعة السداسية الدولية، فإن حظر الأسلحة على إيران سينتهي خلال أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لذلك كثفت الإدارة الأميركية جهودها في الآونة الأخيرة، يقودها وزير الخارجية مايك بومبيو، لمنع رفع هذا الحظر، داعية الأطراف الأوروبية والصين وروسيا إلى تمديد فترته.

وفي هذا الصدد، تراهن طهران على الموقفين الروسي والصيني الرافضين لتمديد الحظر التسليحي من خلال إفشال تمرير قرار أعدته بهذا الخصوص في مجلس الأمن. 

وفي تصريحات في وقت سابق من الشهر، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمره الصحافي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أن دعم موسكو لطهران في هذا الملف محسوم، وأنها ستعمل على إحباط المشروع الأميركي، حيث قال وزير الخارجية الروسي إن محاولات الإدارة الأميركية لتمديد حظر الأسلحة على إيران "غير مشروعة وبلا أي أفق"، مدافعا عن الموقف الإيراني في الاتفاق النووي في مواجهة الضغوط الأميركية، وقائلا إن الولايات المتحدة "تعاقب الإيرانيين بعد التزامهم بتنفيذ ما عليهم فعله بموجب الاتفاق الدولي". ​

وفي معرض رده على تصريحات أخيرة للمبعوث الأميركي لإيران برايان هوك، حول وقوف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب الإيراني، قال موسوي إنها "مزاعم مضحكة"، متسائلا: "هل سياسة الضغوط القصوى والعقوبات تعني الوقوف بجانب الشعب الإيراني؟".

كذلك في الإجابة عن سؤال حول تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الاحتلال لن يسمح لإيران بأن يكون لها تواجد عسكري على الحدود، قال إن "الصهاينة ليسوا في موقع يخولهم القول أين يكون لإيران حضور وأين لا يكون لها حضور"، مؤكدا أن "نتنياهو يتحدث كثيرا مثل هوك، وتصريحاته لا مصداقية لها".

إلا أن موسوي شدد، في الوقت ذاته، على أن بلاده "ليس لها تواجد عسكري في أي مكان، ولا نريد أن يكون لنا تواجد عسكري للأبد في أي مكان"، معتبرا أن التواجد الإيراني في سورية "استشاري بطلب من حكومة شرعية ومستقرة"، وفق قوله.