- محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، أكد على الوحدة والصمود الفلسطيني ضد محاولات الاحتلال لتغيير هوية الشعب، مشيرًا إلى الدعم الدولي لإسرائيل والجهود المبذولة لإغاثة غزة والدفاع عن القدس.
- نشطاء ومشاركون في المسيرة، بما في ذلك سامي أبو شحادة والأب سيمون خوري، أعربوا عن تضامنهم مع غزة ورفضهم للحرب والإبادة، مؤكدين على أهمية الوحدة والصمود والدفاع عن الهوية الفلسطينية والأرض.
شارك الآلاف في الداخل الفلسطيني، اليوم السبت، في مسيرة دعت لها لجنة المتابعة العليا، لإحياء الذكرى الـ48 لـ"يوم الأرض" في قرية دير حنا بالجليل الأسفل تحت شعار "أوقفوا الحرب على غزة".
وبدأت فعاليات يوم الأرض صباح اليوم السبت، بزيارة عوائل الشهداء في سخنين وزيارة الأضرحة ووضع أكاليل الورود عند النصب التذكاري في سخنين، كما شهدت بلدة كفركنا والطيبة نشاطات محلية.
وانطلقت المسيرة من ساحة الشهداء في قرية ديرحنا وهتف المتظاهرون "أرض الملل أصحابها مش لبيبي (بنيامين نتنياهو وكلابها"، و"ما منهاب إسرائيل أم الإرهاب"، و"غزة هاشم ما بتركع للدبابة والمدفع".
وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، في المهرجان الختامي القطري الوحدوي في دير حنا، أن "هذا الحضور الواسع في إحياء ذكرى يوم الأرض، يؤكد أننا نكسر المرّة تلو الأخرى كل الرهانات على كسرنا، وتفرقنا وسلخنا عن انتمائنا الوطني الفلسطيني، وفي وطننا الفلسطيني الشامخ، كذلك في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها شعبنا خاصة في قطاع غزة، حيث يواجه حرب الإبادة الإجرامية".
وقال بركة في كلمته إن "كل من راهن على تفرقة هذا الشعب ليرى هنا ما أراه أمامي، من وحدة صلبة ثابتة؛ فنحن نواجه مسلسلات القتل والتهجير منذ عام 1948، منذ بدء النكبة، ونحن البقية القليلة الباقية في وطنها، وراهنوا على تهويدنا وتشويه هويتنا، واختراع لغة ليست لغتنا، راهنوا على مسميات المكان، وعلى انتحال محطات الزمان، لكن ها هو الشعب، نحن هنا كلنا نشهد على هوية هذا الوطن الفلسطيني الشامخ المعتز بتاريخه والمتمسك ببقاء الأرض الأم، أرض التاريخ والهوية واللغة والقضية، القضية التي لا يوجد أعدل منها على وجه الكون".
وتابع "قامت إسرائيل على أنقاض شعبنا، لكن حينما قامت في عام 1948، كانت تحظى بتعاطف دولي واسع، وهي ما زالت تحظى بدعم دوائر دول كبرى، وأولها الإمبريالية الأميركية والغرب المعادي لشعبنا، لكن في حينه تعاطفوا معها بسبب حرب الإبادة التي تعرّض لها اليهود على يد الوحش النازي، والآن بعد أقل من 80 عاماً، تجري محاكمة إسرائيل... تجري محاكمة أحفاد ضحايا حرب الإبادة تلك، تجري محاكمتهم الآن، في محكمة الأمم، بتهمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد شعبنا في هذه المرحلة، حرب الإبادة على شعبنا في غزة الصمود".
وأردف "عيوننا من هنا شاخصة، وطاقاتنا السياسية والوطنية والانسانية مكرّسة لوقف حرب الإبادة، فهذا واجبنا الوطني والإنساني والديني والشخصي لكل واحد منا، لأن الدم المسفوك هو دمنا، وأن اللحم المحروق في غزة هو لحمنا، وأن الأمهات الثاكلات هنّ أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، والأطفال الذين يهيمون على وجوههم بين الخراب، بين الشظايا ووسط الدمار، هم أبناؤنا وأحفادنا، ولا يمكن حتى لو جوبهنا بالموت أن ننكر أصلنا، أن ننكر انتماءنا، العربي الفلسطيني الشامخ البطل، ولا يمكنهم أن يراهنوا على أن ننكر أو نتنكر".
ومضى قائلاً: "نحن ندرك حجم المعاناة والكارثة، لكننا نعيد ونؤكد أن قوانين الحياة وقوانين التاريخ، هي أن القوة لن تنتصر على الحياة، وأن الجيوش يمكن أن تُهزم، أما الشعوب ومهما اشتدت معاناتها فإنها عصية عن الهزيمة والابادة، وأنها منتصرة حتماً، وأن شعبنا الفلسطيني منتصر حتماً على هذه الكارثة".
وبشأن حملة الإغاثة، قال بركة إن "لجنة المتابعة والجهات المختصة فيها، تعمل على أن تكون حملة الإغاثة ناجحة، من حيث ضمان وصول المواد المطلوبة إلى العناوين الصحيحة، والقادرة على توزيعها بشكل عادل داخل القطاع"، لافتاً إلى حصول تقدم في هذا المجال. ودعا الى الاستعداد لتقديم كل إمكانية لإنجاح حملة الإغاثة في حال تم الإعلان عنها، بعد ضمان كلي لكل ما ذكرناه هنا.
وتوقف بركة عندما تتعرض له الضفة الغربية المحتلة من مجزرة حصدت أرواح مئات الشهداء وجرح واعتقال الآلاف، وتهجير قرى فلسطينية، خاصة في منطقتي غور الأردن وجنوب الخليل، وأيضاً ما تتعرض له مدينة القدس، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.
وأعلن أن وفد كبير من لجنة المتابعة سيزور المسجد الأقصى والقدس يوم الاثنين، مشدداً على أن "واجبنا الفلسطيني الدفاع عن القدس وأهلها ومقدساتها".
كما تحدث بركة عن "استفحال سياسة الاضطهاد والقمع لجماهيرنا، خاصة منذ شن حرب الإبادة على شعبنا، وعن تعميق سياسة التمييز العنصري، ونحن لن نرضخ ولن ننكسر، كما فعلنا على مدى 76 عاماً".
وشدد على أن "استفحال ظاهرة الجريمة في مجتمعنا العربي هي قضية سياسية من الدرجة الأولى لأن من تغذيها هي المؤسسة الحاكمة، لغرض ضرب مجتمعنا وجعله منشغلاً بذاته".
وقال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي سامي أبو شحادة إنّ "الرسالة من دير حنا في الذكرى الـ48 ليوم الأرض الخالد هو أن 48 في هذا العام حاضرة أكثر بكثير من عام 1976... جرائم الإبادة على أبناء شعبنا في غزة أعادت وبقوة نكبة عام 1948. هذه الجرائم المستمرة أيضاً على أهلنا في الضفة وهذا الحصار السياسي في الداخل الفلسطيني يؤكد مرة أخرى أننا عدنا إلى المربع الأول، وأن صراعنا مع الصهيونية كحركة استيطان استعماري هو نضال طويل من أجل الحرية والعدالة والمساواة للجميع على أرض فلسطين التاريخية".
من جهته، قال الأب سيمون خوري من قرية كفر لـ"العربي الجديد": "في الحقيقة، النكبة لم تنته، ما زلنا نعيش النكبة كل يوم، هو يوم أرض علينا أن لا ننسى هذا، لا أن نحتفل، يوم الأرض يوم في السنة وندخل في سبات عميق".
وتابع "هُدمت مئات المدن والقرى الفلسطينية وصُودرت الأراضي وتشرد شعبنا، وهذا ما زال حتى هذه اللحظة، هناك من يقتل من أبناء شعبنا. هناك عشرات آلاف الضحايا والمصابين وهدم البيوت والتشريد، لذلك النكبة لم تنته".
وأضاف خوري "لتنظروا إلى قرانا العربية، أصبحت مثل المخيمات الفلسطينية مع عدة طبقات لفوق دون توسيع الخرائط الهيكلية، لذلك هذا يعيق تقدم أبنائنا من بناء بيوت وإقامة عائلات وهذا مخيف للغاية".
وأردف "رسالة إلى أبنائنا، تمهلوا عندما تسيرون على هذه الأرض، فربما تسيرون على أجساد أبنائنا وأجدادنا الذين سبقونا. علينا أن نسير في الاحترام اللائق والكرامة المطلوبة والإيمان بالله تعالى، لهم السلاح ولنا الله، لهم السلاح ولنا الحق والله للحق نصير".
وقال محمد كناعنة أبو أسعد من قيادة حركة أبناء البلد لـ"العربي الجديد": "في الذكرى الـ48 ليوم الأرض الخالد رسالة شعبنا من الداخل الفلسطيني أوقفوا الحرب الآن على أهلنا في غزة، وأوقفوا حرب الإبادة البشعة؛ هذه الحرب التدميرية التي لم تحصل على مر التاريخ، هذه الإبادة التي تحصل للنساء والأطفال والشباب وللحجر والبشر في غزة".
وأضاف "نحن جزء من هذا الشعب، هذا شعبنا الذي يذبح هناك، نحن نطلق صرختنا وصرخة شعبنا في كل قواه بكل أطيافه هنا في الداخل الفلسطيني، إلى جانب شعبنا في وقف الحرب ووقف العدوان والقتل والدمار في غزة وحتما رسالة الحياة ستنتصر على آلة الدمار والحرب".
وقال الناشط محمود عواودة وهو أحد المشاركين في التظاهرة: "هذا العام الرسالة مختلفة بسبب الحرب على غزة وسفك الدماء واقتحامات على مسجد الأقصى المبارك. أطلب من كل شاب أن يشارك بسبب العنصرية. على الجميع المشاركة في كفر كنا ودير حنا من أجلنا ومن أجل أرضنا".
ومضى قائلاً: "هذه الأرض لنا، وهم يحاولون سرقة أراضينا، على الكل أن يكون صاحياً وفاهماً. الدم يسفك في غزة".
وانطلقت شرارة يوم الأرض عام 1976 من مثلث الأرض، منطقة البطوف، سخنين عرابة ودير حنا، في الجليل الأسفل بالداخل الفلسطيني، عندما سقط ستة شهداء في 30 مارس من ذلك العام في سخنين وعرابة ودير حنا وكفر كنا والطيبة، بعد مصادرة حكومة الاحتلال عشرات آلاف الدونمات من الأراضي العربية. وخرجت احتجاجات رافضة للقرار الإسرائيلي الهادف إلى تهويد الجليل، وإقامة مستوطنات جديدة عليه، وتفريغه من العرب.