زيارة قائد المقاومة في تعز الرياض

زيارة قائد المقاومة في تعز الرياض

11 ابريل 2016
+ الخط -
زيارة قائد المقاومة الشعبية بمحافظة تعـز، الشيخ حمُود سعيد المخلافي، الرياض قبل أيام، بدعوة من قيادة التحالف العربي، ممثلة بالمملكة العربية السعودية، وضعتْ علامات استفهام كبيرة، حول طبيعة تلك الزيارة المفاجئة ودلالاتها، خصوصاً في توقيتها الذي جاء مباشرة بعد زياراته القصيرة بعض المحافظات اليمنية، كمأرب والجوف، ومتزامناً مع قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي التي أطاحت نائبه السابق خالد بحَّاح، وتعيين الجنرال مُحسن الأحمر بديلاً عنه.
يمكن قراءة الدعوة للقائد المخلافي من شقين: الأول مُتعلق بزياراته، أخيراً، محافظات مأرب والجوف وبعض المحافظات الجنوبية، والثاني له علاقة بقرارات الرئيس هادي من جهة، وباقتراب موعد مفاوضات الكويت من جهة أخرى.
لعلَّ المخلافي أراد بتلك الزيارات أن يُوصل رسالة قوية إلى الرئيس هادي ونائبه السابق، والحكومة اليمنية "العرجاء"، القابعة منذ أكثر من عام في الرياض، عبئاً ثقيلاً على شعبها، وعلى الدولة المستضيفة لها من دون فائدة، مفادها (الرسالة) أننا لن نقف مكتوفي الأيدي، أمام تقاعسكم وخُذلانكم المفضوح محافظة تعـز، وتعمُّدكم تركها تواجه مصيرها وحدها، أمام جحافل جيش جرَّار، تحوَّل بين يوم وليلة إلى مُجرد عصابات ولصوص وقُطَّاع طرق، وإلى مليشيا تقتل شعبها.
ولأننا أخذنا على عاتقنا مهمة الدفاع عن محافظة تعز، وعن كرامة أبنائها، بكم أو بدونكم، فقد ذهبنا إلى إخواننا مُلوك سبأ والجوف، نستنهض هِمَمَهُم ونخوَتهم، ونجُسُّ نبض أصالتهم ورُجُولتهم، فكانوا لنا أكرم من توقعاتنا، وأشجع من تخيلاتنا، وكانوا نعم الإخوة ونعم السَّند، وفوق مستوى ظنَّنا بهم.
فهِمَت المملكة تلك الرسالة سريعاً، وشعرت بالحرج على ما يبدو، مع أنها ليست المعنية بها مباشرة، وتصرَّفت كدولة مسؤولة، وكقيادة ذكية وفَطِنة، وذات حواس استشعار قوية تعمل عن بُعد، بينما لم يستوعب هادي وحكومته تلك الرسالة، ولن يستوعبوها بأي حال.
تزامُن الزيارة مع قرارات هادي، وقُرب موعد حوارات الكويت يُشير ربما إلى أن قيادة التحالف بدأت تُرَتِّب جَدِّياً، هذه المرة، لأمر ما، يتعلق بتحرير مدينة تعز، وقد أرادت أن يكون قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز موجوداً بشخصه في هذا الترتيب، كما أرادت أن يكون قريباً من القيادة العليا الجديدة، بشقيها العسكري والمدني، مُمثلة بالفريق على محسن الأحمر، لتدارس ذاك الأمر أو تلك الخُطة، ولتنسيق الجهود معاً بشأنها.
هناك خُطوات ميدانية ستتم على الأرض تتعلق بتحرير مدينة تعز بالكامل، ويتم الآن التحضير والإعداد لها، وهي تحُث الخُطى لاستباق حوارات الكويت، وتُمثل أقوى الدلالات حول مغزى زيارة المخلافي المفاجأة، والأسباب المختفية وراءها، إذْ ليس من المصادفة أبداً، تزامنها مع قرار تعيين الفريق مُحسن الأحمر في منصبه الجديد نائباً للرئيس، وإقالة سلفه بحَّاح.
8A4CCA6F-5F3E-4C7B-BF41-CB7A3D872F05
8A4CCA6F-5F3E-4C7B-BF41-CB7A3D872F05
حبيب العزي (اليمن)
حبيب العزي (اليمن)