رحيل "سفير المسرح المغربي" أنور الجندي

رحيل "سفير المسرح المغربي" أنور الجندي

17 سبتمبر 2020
الفنان المغربي الراحل أنور الجندي (يوتيوب)
+ الخط -

رحل الفنان الممثل والمؤلف المسرحي المغربي، أنور الجندي، يوم الثلاثاء في أحد مستشفيات العاصمة الرباط، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 59 سنة، وبعد مسيرة طويلة في المسرح والإذاعة والتلفزيون، وفق ما نقلت "وكالة المغرب العربي للأنباء". 

وبعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس، برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة الراحل، واصفاً إياه بأنه "فنان مبدع وموهوب سليل أسرة فنية مقتدرة، ساهم بدوره بقسط وافر في النهوض بالحركة المسرحية الوطنية، سواء على مستوى التأليف أو الإخراج أو الأداء المتميز"، وفقاً للوكالة.

أنور الجندي يعتبر ابن أسرة فنية بامتياز. والده هو الراحل الملقب بـ"العملاق" محمد حسن الجندي الذي أثرى المسرح والسينما المغربية والعربية. ووالدته الفنانة الراحلة فاطمة بنمزيان التي بصمت المسرح والسينما والتلفزيون

مسار دشنته القضية الفلسطينية

أول دور للراحل على خشبة المسرح كان وعمره لم يتجاوز 12 سنة. أدى حينها دور طفل فلسطيني في مسرحية ألفها والده، تحت عنوان "القضية"، شاركت في مهرجان عربي ضخم للمسرح.

وألف الراحل عدة مسرحيات وشارك في أعمال سينمائية وتلفزيونية، بينها فيلم "عبده عند الموحدين"، ومسلسلات "الوصية" و"ربيع قرطبة" و"زهر الباتول".

وأسّس مع والدته مسرح "فنون" واستمرّ في حمل مشعله بعد رحيلها، وعمل على تأكيد شخصيته المستقلة في أعمال عربية وأوروبية، ما جعله ينفصل خارج "جلباب أبيه وقفطان أمّه"، كما كان يقول.

وجابت أعمال الراحل المسرحية خشبات العالم، ودعم المسرح الإذاعي خلال ثلاثين سنة، وترك بصمة في الأعمال المغربية والعربية.

وعُرف الراحل كمدافع عن حقوق الفنان. من خلال مسؤوليته كرئيس لـ"المجلس الوطني للاتحاد المغربي لمهن الدراما"، ودافع عن قانون الفنان وتفعيله، وتفعيل بطاقة الفنان، والامتيازات المرتبطة بها، وما يرتبط بخدمة الإبداع.

أنور الجندي في عيون المقربين

ينقل موقع "هسبريس" المغربي عن الممثل وصديق الراحل، عبد الكبير الركاكنة، خصاله الإنسانية والفنية: "كان دائماً راقياً في تعامله، ذا أخلاق عالية، وهو فنان مبدع، وقامة وقيمة فنية رائدة، خاصة في المسرح، وكان متعدد المواهب ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً، ممارساً في الإذاعة والتلفزيون والمسرح".

وتابع: "أعطى أنور الجندي لهذا الوطن في الإبداع مجموعة من الأعمال المسرحية، ولعب دوراً كبيراً في قسم التمثيل بالإذاعة الوطنية، لأكثر من 35 سنة، في الكتابة والإخراج والتشخيص، وظلّ حاملاً مشعل الإذاعة الوطنية بعد مجموعة من عمالقة الفن المغربي، من بينهم الأستاذ الكبير أبوه محمد حسن الجندي".

وينقل "هسبريس" عن رئيس "النقابة الوطنية لمهنيّي الفنون الدرامية"، مسعود بوحسين، أن الجندي "كان يحمل هم المسرح والثقافة أينما حلّ وارتحل"، "كانت للرّاحل عزيمة كبيرة، وهو واحد من محرّكات المسرح المغربي، والحركة الثقافية المغربية".

وأشار بوحسين إلى أن الراحل "كان من الناس الذين أسسوا فرقاً وأنجحوها، وهي فرقة "فنون" التي كان لها امتداد فني واسع وانفتاح على الجمهور، وهو ممن صنعوا مشاتل لإبراز أسماء فنية كبيرة، وله فضل كبير على الساحة المسرحية المغربية، وإسهامات مهمة في مسرح الطفل".

وأضاف: "كان ينظّم كل سنة جولات في أوروبا وأفريقيا من أجل تقريب المسرح المغربي من المغاربة المقيمين في الخارج، وكان مِن سفراء المسرح المغربي عند المهاجرين المغاربة".

المساهمون