رائد الشرحة... ليموزين الخليل شخصياً

رائد الشرحة... ليموزين الخليل شخصياً

07 نوفمبر 2018
يطمح الشرحة إلى دعم لصناعة مركبة فلسطينية أخرى (Getty)
+ الخط -
لم تعد مركبة الليموزين حكراً على الشركات الكُبرى، ثمة فلسطيني يعيش في بلدة دورا بمدينة الخليل قام بصناعتها من الصفر بأدوات تقليدية وبدائية، بل أضاف إليها العديد من التحسينات لتتعايش مع ظروف حياة الفلسطينيين.
يملك الفلسطيني رائد الشرحة (46 عاماً) هواية تصنيع المركبات، ويعمل في الأساس في شركة بناء، ومهمته ابتكار عمليات البناء بأساليب عصرية وبأقل التكاليف، واستغرق عدة شهور في دراسة هيكل مركبة الليموزين الأميركية وقام بصناعتها في مدة 20 يوما فقط، يقول لـ"العربي الجديد" إنها بطريقة سهلة وسلسة.
طول المركبة يصل إلى تسعة أمتار، وهي أطول من نظيراتها الموجودة عند الاحتلال الإسرائيلي. اعتمد في عملية التصميم على البحث عن الإنترنت، وتجميع صور المركبة، وقام بتصنيع الهيكل وتركيبه خلال فترة قياسية بالاعتماد على قطع وهياكل متوفرة في بلدته.
تم تصميمها لتتعايش مع ظروف الطرقات في الضفة الغربية المحتلة، تتميز عن الليموزين الأمريكية بأنها قادرة على صعود "المطبات الصناعية" المنتشرة بكثرة في شوارع الضفة، وكذلك تتجاوز الحفر وصعوبة الطرقات، وقادرة على حمل أوزان كبيرة من دون أن تتأثر كما نظيرتها الأميركية، وهي قادرة على المنافسة كونها معدلة في العديد من القدرات والتحسينات في المظهر بلمسة فلسطينية عربية.
الهواية التي تحولت إلى ابتكار فلسطيني، تقود الشرحة إلى مهمة تسجيله كبراءة اختراع فلسطينية، تضع له موطئ قدم في مجال صناعة المركبات الذي قد يعطي الفلسطينيين والعرب فرصة التقدم في مجال صناعة وابتكار المركبات، يقول لـ"العربي الجديد" إنها مهمة ليست مستحيلة وغير معقدة.
ثمة كثير من الأفكار في جعبته، وهو مستعد لتعليم عملية صناعة المركبات لكثير من المهنيين الذين يحاولون دخول هذا المجال، هو قادر على ابتكار مركبة فلسطينية عربية بصناعة محلية خالصة، قادرة على تسجل الهوية العربية والفلسطينية عليها بالاسم والشكل والمضمون، لكن الأمر بحاجة إلى تبنٍّ وتشجيع رسمي يجده الشرحة مفقوداً في الوقت الحالي بالرغم من أن صناعة الليموزين بهوية فلسطينية ليست أمراً عادياً.
هذا الأمر، بحسب ما يقول، لمسه من ردة فعل الشارع الفلسطيني عندما يركب الليموزين ويتوجه إلى مدينة الخليل، هناك ردود أفعال الناس قوية جدا، وتبدو عليهم مظاهر الإعجاب والاستغراب، ولا سيما أن الليموزين الفلسطينية أطول من تلك التي يعرفها الفلسطينيون ويشاهدونها عند الاحتلال.
يطمح الشرحة إلى أن يتم تشجيعه ودعمه لصناعة مركبة فلسطينية أخرى خالصة، يقول إنه في المستقبل في حال قرر ابتكار سيارة بهوية فلسطينية خاصة، سيأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي وجدها في الليموزين التي صنعها منذ الصفر، في الوقت الذي سيصنع مرة أخرى مركبة كلاسيكية ستكون الأجمل في العالم.
من الممكن أن تتحول هواية الشرحة في صناعة المركبات إلى مصدر رزق لعشرات العائلات الفلسطينية في حال تم استثمار تلك الفكرة في مصنع للمركبات، قبل أن يتم استغلال هذه الهواية من قبل شركات أجنبية تبحث عن ابتكار جديد قد يملكه الشرحة، في ظل عدم اهتمام الشركات والجهات الرسمية الفلسطينية بهذه الصناعة التي يقول إنها ليست عادية.

دلالات

المساهمون