دراجات "الدليفري": مزج الرياضة بالبزنس

دراجات "الدليفري": مزج الرياضة بالبزنس

05 أكتوبر 2015
الانتقال على الدراجة الهوائية (Getty)
+ الخط -
منذ أربع سنوات، قرر كريم سخن برفقة أحد شركائه البريطانيين إطلاق خدمة تُعنى بتوصيل الأوراق والمعاملات والبضائع ضمن نطاق بيروت. ما يميز هذه الخدمة عن غيرها من خدمات "الدليفري" التي أصبحت منتشرة بشكل واسع في بيروت وكافة المناطق اللبنانية، أنها خدمة بيئية بامتياز ذات عائد جيد.

ونظراً لكون كريم وصديقه "مات ساندرس" من محبي وممارسي رياضة ركوب الدراجات الهوائية، وكون الأخير عمل في مضمار إيصال البضائع على الدراجة الهوائية في السويد سابقاً، استطاعا استنساخ هذه التجربة وإسقاطها على المجتمع اللبناني، لتصبح شركة "دغري ميسنجر" أول شركة تأمين الطلبات وإيصالها عبر استخدام الدراجات الهوائية في لبنان وبعض البلدان العربية.

ويقول سخن، في حديث لـ "العربي الجديد"، "تأسست الخدمة في العام 2013 ضمن برنامج أطلقته الشركة الأم "سيركلينغ سيرفيس" والتي تُعنى بتقديم الخدمات السياحية من خلال الدراجات الهوائية، وفي السنة الأولى كانت المبادرة تجريبية، إذ لم تبدأ فعلياً الكلف الحقيقية للمشروع قبل العام 2014، وفي هذا العام، بحسب سخن، بدأ التعاقد مع زبائن عدة في نطاق بيروت من "الضاحية الجنوبية" حتى منطقة "ضبية" إحدى قرى قضاء المتن في محافظة جبل لبنان.

اقرأ أيضا: كيف يمكن لعشريني بناء قدراته المالية؟

ويؤكد سخن أن حجم الطلبات زاد بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين، إذ يمكن القول إن حجم الإقبال على استعمال هذه الخدمة أصبح أكبر بست مرّات من السنة الأولى. ووصل عدد الزبائن في السنة الأولى إلى ما يقارب مئة فرد شهرياً، في حين تؤمن الشركة اليوم خدمتها لما يزيد عن 600 شركة.

وعلى رغم هذا الإقبال، إلا أن هذه الخدمة لا تزال في مرحلة العجز، خصوصاً أنها "مؤسسة صغيرة ولا تضاهي المؤسسات الضخمة الموجودة في الخارج، إضافة إلى وجود العديد من الصعوبات أبرزها التمويل. لا ينفي سُخن المخاطرة التي وضعها في هذا المشروع، وخصوصاً أن رأسماله فاق 40 ألف دولار أميركي، انقسم بين شراء دراجات هوائية وإعلانات إلكترونية وورقية وغيرها من لوازم الترويج لفكرة جديدة.

لكن عجز الشركة، على رغم استنزافه لرأسماله الشخصي، والمخاطر لا تخيف سُخن. إذ يؤكد أن دراسة المشروع تُظهر أنه سيبدأ بالربح الفعلي بعد خمس سنوات، خصوصاً أن مستويات العجز في انخفاض مستمر سنوياً. ويضيف سُخن أن الربح الأقصى المتوقع يُقدر بمضاعفة حجم رأس المال.

اقرا أيضا: شباب عراقيون يموّلون المشاريع المبتكرة

رياضي ومتمرس
"للقيام بهذه المهمة يجب أن تكون رياضياً أولاً، ومن هواة الدراجات الهوائية ثانياً، إذ لا يستطيع أي فرد القيام بهذا العمل نظراً لصعوبته على غير الرياضيين"، كما يشير سخن، مضيفاً أن غالبية سائقي الشركة "مولعون" بركوب الدراجات إلى حد أن بعضهم رضي بالعمل التطوعي في السنة الأولى.

أما بالنسبة إلى الإشكاليات الأخرى التي تُواجه الشركة، فتعتبر منافسة الدرجات النارية من أكثر الإشكاليات التي تواجه الشركة، ويؤكد سخن أن الشركة بدأت بالدخول إلى هذا السوق ومنافسة الدراجات النارية العاملة في هذا المضمار، إذ تتميز هذه الخدمة بأنها أسرع نظراً لسهولة المناورة بها خصوصاً في أوقات الازدحام، إضافة إلى أن هذه الخدمة "بيئية بامتياز".
وتُغطي هذه الشركة بشكل عام خدمة استلام وإيصال الأوراق والبضائع التي يقل وزنها عن 8 كيلوغرامات، باستثناء الأوراق النقدية. ويقول سُخن إنه جرى مؤخراً استقدام دراجة هوائية مخصصة (كاربو بايك) لنقل البضائع التي يصل وزنها إلى 40 كيلوغراماً، قدمتها السفارة الدنماركية مجاناً لدعم المشروع.

وبشأن الأسعار، يقول سُخن إن أسعار الشركة لا تختلف كثيراً عن أسعار السوق. إذ تُسعّر وفق بعد المسافة والسرعة المطلوبة ولكنها تصل إلى 12000 ليرة لبنانية (8 دولارات) كمعدل وسطي داخل العاصمة بيروت. ويتوافر في الشركة ثلاثة عروضات لسرعة التوصيل، إذ هناك خدمة إيصال البضائع في النهار نفسه، أو بعد ثلاث ساعات إضافة إلى ساعة واحدة. وتختلف الأسعار وفقاً لهذه العروضات.

ويأمل سُخن في إيصال مبادرته إلى كل المناطق الساحلية في لبنان أولاً، للوصول إلى كل المناطق اللبنانية كهدف لمراحل مقبلة. ويطمح من خلال هذه الشركة إلى تعميم ثقافة الدراجات الهوائية التي تساهم في حل الكثير من المشكلات المستعصية كالازدحام مثلاً.

اقرأ أيضا: شباب الأردن يستثمرون في "الخردوات"

ولا حاجة للتأكيد على أهمية تعميم هذه الثقافة على مستوى المجتمع نظراً لإسهامها في الحد من التلوث، إضافة إلى ممارسة الرياضة كحد أدنى. وللوصول إلى ثقافة مشابهة، لا بد من أن تترافق مشاريع بيئية كهذه مع خدمات حكومية مكملة بعد الانتهاء من الخدمات الأساسية طبعاً كالطرقات مثلاً. ويشير سخن إلى أنه لم يحصل أي تواصل مع أي جهة حكومية في المشروع؟
يؤكد سُخن أن هذه الفكرة لا تنطبق حصراً على لبنان، إذ يأمل في تنفيذها في عدد من البلدان القريبة نظراً لفعاليتها وسهولة تطبيقها. ويأمل سُخن في فتح أفرع في كلّ من تركيا والعراق ودبي ومصر وتونس. ويشير في هذا السياق، إلى أن هذه الخدمة تستطيع الصمود في بلد كدبي رغم ارتفاع الحرارة، إذ تستطيع الدراجات الهوائية العمل لثمانية أشهر، في حين تتم الاستعانة بدراجات كهربائية عند ارتفاع الحرارة بشكل لا يمكن تحمله.

المساهمون