دبوسك في ايدك" وتظاهري

دبوسك في ايدك" وتظاهري

10 فبراير 2014
+ الخط -

 "

استعدادات خاصة للفتيات قبل التظاهر

القاهرة - إيناس عبد الله

لا تخرجي بمفردك، لا تأخذي معك نقودا كثيرة أو هاتفا غالِي الثمن، ارتدي ملابس فضفاضة، ولا ترتدي ألوانا زاهية أو لافته، ارتدي ملابس بحر تحت الملابس، انتعلي حذاء رياضيا، اقتني كمامة، احملي في حقيبتك وخلا ، احتفظي بكمية مناسبة من الدبابيس المعدنية  ثم اذهبي للمظاهرة بلا خوف ..

 

هذه احتياجات وترتيبات أصبحت ضرورية للفتاة المصرية إذا ما قررت أن تشارك في المظاهرات للتعبير عن رأيها، لما تتعرض له من استهداف نوعي من رجال الأمن .

 سارة الشريف ناشطة حقوقية، تشارك في كثير من المظاهرات الاحتجاجية من قبل ثورة 25 يناير، وتوضح أن المخاطر التي تتعرض لها البنات في المسيرات أكبر مما قد يتعرض له الفتيان،  فهي لا تقلق فقط من الاعتقال أو الاصابة بالرصاص الذي قد تطلقه قوات الشرطة على المحتجين، إنما قد يتم التحرش بهن وفي بعض الأحيان اغتصابهن،  كما حدث لعدد من الفتيات في ميدان التحرير، خلال الذكرى الثالثة لثورة يناير، مؤكدة أن هذه الافعال لا تمنع الفتيات من النزول بل تزيدهن إصرارا على المطالبة بحقوقهن.

وهناك بعض الترتيبات التي تقوم بها عند مشاركتها في المظاهرات، من أهمها في رأي سارة ألا تخرج منفردة، تكون دائما صحبة أصدقائها، حتى يعاونوا بعضهم بعضا إن تعرض أحدهم للأذى، ولا تأخذ معها نقودا كثيرة أو هاتفا غاليَ الثمن حتى تسرق.

كما أن الملابس التي ترتديها لها شروط ايضا، يجب ان تكون فضفاضة حتى لا تكون مطمعا للمتحرشين، وألا تكون ذات ألوان زاهية حتى لا تصبح مميزة بين الجموع كي لا تلفت انظار الشرطة إليها، وعادة ما ترتدي "مايوه" أسفل ملابسها حتى يحميها من التعري إذا سقطت على الارض أو تعرضت لرش الماء من الشرطة على المحتجين في بعض المظاهرات.

 

الطالبة حماس جمعة، المنتمية لجماعة "الإخوان المسلمون"،  تقول: إن هناك ترتيبات إضافية، فهي غير معتادة على ارتداء البنطلون، وكذا أغلب فتيات الجماعة، لكنها ترتديه خلال المظاهرات ليسهل تحركها حيث إنها تضطر للقفز احيانا فوق الاسوار، حين يهاجم أفراد الأمن المظاهرة، وترتدي حذاء رياضيا "الكوتشي" لتتمكن من الجري سريعا.

ومع تطور وسائل مواجهة المظاهرات، تقول حماس: إنها أضافت إلى أدواتها الشخصية الكمامة، التي أصبحت أمرا ضروريا لتخفيف رائحة الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه الشرطة، وزجاجة الخل حتى يضعه المتظاهرون على الكمامة لمنع استنشاق الغاز، وكذلك "الميكوجيل" وهو مستحضر يساعد على إزالة آثار الغاز من الوجه والعينين.

 

نصائح الفتيات قبل النزول الى المظاهرات

عزة كامل، الناشطة في حقوق المرأة، تؤكد أن الفتيات لا يتعرضن للتحرش الجسدي خلال وجودهن في المظاهرات من رجال الأمن فقط، بل من العناصر الأمنية من المدنيين الذين تضعهم الداخلية وسط الاحتجاجات، بحيث لا يمكن تمييزهم عن المتظاهرين، على حد قولها.

وقالت عزة كامل، على الفتيات الالتزام ببعض الأمور قبل مشاركتهن في مظاهرة احتجاجية:

أن ترتدي خاتما كبيرا لتضرب به من يعتدي عليها في حال أمسك بها، أو أن تضع دبوسا معدنيا أو أكثر في ملابسها لتستخدمه عندما يقترب منها أحد المتحرشين.

ألا تخجل من الصراخ بصوت عال إن تعرضت للأذى حتى تنبه من حولها ليساعدوها.

وفي حال اعتقالها، عليها أولا، الاتصال سريعا بأحدٍ لتخبره بما حدث لها قبل أن يسرق موبايلها أو تتحفظ الشرطة عليه.

وتقول الناشطة النسوية: إن هذه النصائح لا تعد تحريضا على العنف، إنما هي لحماية الفتاة قدر الامكان من الهجوم عليها، فهي لن تستخدمه الا للضرورة لإبعاد الاذى عنها، مؤكدة أن السلطات دائما ما تلجأ الى ترهيب الفتيات من خلال توجيه البلطجية للاعتداء عليهن جنسيا، حتى لا يكررن المشاركة في الاحتجاجات، لأنها تعلم أن أكثر ما يكسر البنت هو التحرش بها أو اغتصابها.

 بعض المظاهرات التي تخرج في مصر تكون خاصة بجماعة "الإخوان المسلمون"، وتشارك فيها الفتيات بصورة واضحة، وهي - وفق ما تقول نوران عبد الفتاح عضو حركة "طلاب ضد الانقلاب" بجامعة عين شمس- ، تختلف عن تلك التي  ينظمها نشطاء لا ينتمون للجماعة، ولأنها شاركت في كلتيهما،  فهي ترى أن المسيرات الاخوانية تكون أكثر تنظيما ويكون خط سيرها محددا، وتكون هناك حماية اكبر للفتيات المشاركات فيها حيث يحيط الرجال بمسيرتهن لمنع اي اعتداء قد يقع عليهن سواء من قوات الامن أم من الذين سمتهم البلطجية الذين تستعين بهم الشرطة لفض المظاهرات.

 

 

المساهمون