حرائق وحرّ وخوف من كورونا.. حياة النازحين في مخيمات إدلب

حياة النازحين في مخيمات إدلب بين الحرائق والحرّ والخوف من كورونا

23 يوليو 2020
حياة النازحين في المخيمات باتت أكثر صعوبة (Getty)
+ الخط -

تتكرر صور المآسي يوميا في مخيمات النازحين بإدلب، شمال غربي سورية، فلا يكاد يمضي أسبوع دون احتراق عدد من الخيام وتشرد قاطنيها، بالتزامن مع موجة حرّ تجعل من الخيام البلاستيكية التي تفتقد العوازل جحيما يصعب العيش فيه، ليكون ظل شجرة زيتون أهون على النازح من البقاء في الخيمة والاختناق بسبب الحرّ فيها.

المياه الباردة واحدة من الأمور صعبة المنال بالنسبة لبدرية، النازحة من ريف معرة النعمان، جنوبي إدلب، ففي مخيم حربنوش حيث تقيم، المياه الباردة تعد من رفاهيات الحياة، وتقول لـ"العربي الجديد": "الحرّ هنا لا يطاق وكأن العذاب فرض علينا في الدنيا قبل الآخرة. عدنا عشرات السنين للوراء بهذا المخيم، صرنا نطبخ على الحطب ونحفظ الماء في جرة من الفخار نلفها بكيس من الخيش، عسانا نشعر بشيء من برودة الماء".

وتضيف النازحة التي تجاوزت الأربعين من عمرها: "عندما أريد تحضير الطعام لعائلتي أكاد أحترق من شدة الحرّ. أستخدم قطعة من الكرتون أغطي بها رأسي ريثما أنتهي من الطبخ، فالجو لا يطاق في الخارج، والطهو داخل الخيمة مستحيل فيمكن أن يسبب لنا الاختناق. الحياة هنا عذاب وشقاء".

في المقابل، أوضح محمد حلاج، مدير فريق منسقو استجابة سورية، لـ"العربي الجديد"، أن هناك حرائق تحدث بشكل شبه يومي في مخيمات النازحين في شمال غرب سورية، مع غياب وسائل الحماية وإخماد الحرائق، حيث سجل الفريق منذ الفترة الممتدة ما بين 24 إبريل/ نيسان، وحتى يوم أمس، الأربعاء 22 يوليو/تموز، 31 حريقا في عدد من المخيمات.

وفي بيان له، أوضح الفريق أن النازحين في المخيمات يعانون من الحرائق وحالات التسمم ونقص المساعدات الإنسانية، مع مخاوفهم من تفشي فيروس كورونا، إضافة إلى نقص المساعدات الطبية وعدم القدرة على تطبيق التباعد الاجتماعي، بسبب الكثافة السكانية الكبيرة وانتشار الحشرات السامة، وكل هذه الأمور هي عناوين لأحداث يومية يمر بها النازحون في المخيمات.

 وناشد الفريق المنظمات الإنسانية العمل على تحسين الأوضاع الأساسية في المخيمات بغية تخفيف الأضرار المستمرة ضمنها بشكل متكرر.

وتفتقد المخيمات المنتشرة في ريف محافظة إدلب لأي معدات وقائية لمواجهة الحرائق، التي تلتهم عند اشتعالها الخيمة التي يبدأ فيها الحريق، إضافة لعدد من الخيم المحيطة وسط عجز النازحين عن إخماد الحريق ريثما تصل سيارات الدفاع المدني التي تحتاج للوقت حتى تصل لهذه المخيمات، نظرا للظروف، منها بُعد مراكز الدفاع المدني عن المخيمات والطرق الوعرة التي يصعب التنقل فيها، وقرب الخيام بعضها من بعض، خاصة في المخيمات العشوائية التي تفتقر للتنظيم.

وأخيرا تجددت حركة النزوح من مناطق جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي بسبب الخروقات المتواصلة لوقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا وتركيا في الخامس من مارس/ آذار، الأمر الذي حرم المدنيين في هذه المناطق من الشعور بالأمن والاستقرار وأجبر الكثيرين منهم على النزوح مجددا وترك بيوتهم في المنطقة. حيث وصلت قبل يومين 25 عائلة نازحة من المنطقة لمخيم الليث بالقرب من بلدة حربنوش بريف إدلب الشمالي بسبب تجدد القصف.

وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، إن النازحين القادمين من المنطقة بحاجة لمساعدات عاجلة، كما أنهم يحتاجون لخيام تأويهم، فضلا عن مساعدات غذائية عاجلة، وحتى الوقت الحالي لم تجد المناشدات للمنظمات الإنسانية نفعا بالنسبة لهم، نظرا للضغوطات التي تعانيها هذه المنظمات وشح الموارد لديها.

ويعيش في الشمال السوري نحو مليون و 700 ألف نازح موزعين على نحو 1277 مخيما، منها نحو 300 مخيم عشوائي، يعانون من نقص المواد الغذائية، خاصة بعد تخفيض برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة كمية الحصة الغذائية الممنوحة ضمن السلة المقدمة منه للنازحين، مع مخاوف وتحذيرات من تفشي فيروس كورونا ووصوله للمنطقة.

المساهمون