ثيربانتيس ممسوخاً

ثيربانتيس ممسوخاً

17 سبتمبر 2015
روجي كومنسكي/ إيرلندا
+ الخط -

قبل أيام، وبينما كنت أطالع عناوين كتب يعرضها أحد باعة الكتب المستعملة في طنجة، أثار انتباهي وجود ترجمة عربية لـ "دون كيخوتي".

اشتريت الكتاب، كان ثمنه درهمين فقط، لأن البائع الذي كان يجمع الكتب في ساعة متأخرة، قرّر خفض أسعار جميع كتبه. في الرصيف نفسه، أخذني الفضول لتصفّح أوراقه، فإذا بي أفاجأ بكونه ترجمة إلى العامية المغربية.

عند وصولي إلى البيت، بدأت بقراءة الكتاب. وكلما قرأت جملة، كانت رغبتي في وضع الكتاب جانباً تزداد. أول ملاحظة هي شكلُ المترجِم لكلّ الكلمات وإدراج بعض الجمل والكلمات التي لا وجود لها في العامية المغربية، أي أن الترجمة لا هي لغة عربية خالصة ولا هي عامية مغربية. لا نعرف سبب ترجمة الكتاب إلى العامية، ما دام من سيقرأ الترجمة يجيد القراءة، ويمكنه بالتالي قراءتها بالفصحى.

الأدهى، هو أن يحدث هذا مع كتاب يُعدّ أفضل عمل أدبي كُتب بالإسبانية، وتكاثرت ترجماته في معظم اللغات، ومن بينها العربية. وفيه يتحدث ثيربانتيس عن الهوية والانتماء وعن معاناة الموريسكيين ويسخر من كتب الفرسان وأوهامهم.

للأسف، لم تحترم الترجمة، موضوع حديثنا، أي ضابط فني وجمالي. حتى من حيث الكم، فالكتاب الأصلي يتجاوز الألف صفحة، أما الترجمة المذكورة فلا تزيد عن 80 صفحة. إذا كان هذا يحدث مع أبرز كتاب في تاريخ الأدب الإسباني، فما الذي يمكن أن يحدث مع كتب أخرى في واقع كهذا؟

دلالات

المساهمون