تونس.. 9 شبان في "إضراب جوع الإنصاف والكرامة"

تونس.. 9 شبان في "إضراب جوع الإنصاف والكرامة"

03 أكتوبر 2014
عدد من المضربين عن الطعام (العربي الجديد)
+ الخط -
دخل عدد من الشباب التونسي إضرابا عن الطعام بعنوان "إضراب جوع الإنصاف والكرامة"، للمطالبة بتعويضهم عن احتجازهم أمنيا والتعدي على حريتهم ومعاقبة المسؤولين عن ذلك.

ويواصل الشبان التسعة الذين كانوا في السابق أعضاء في اتحاد طلاب تونس، إضرابهم منذ 29 سبتمبر/ أيلول.

وسبق توقيف الشبان التسعة مع أخرين، خلال أحداث الثورة من قبل أمن الدّولة، بسبب مشاركتهم في قيادة مسيرات مناهضة لنظام بن علي في عدّة جهات. وسجنوا من تاريخ 10 يناير/ كانون الثاني إلى 17 يناير/ كانون الثاني في العام 2011. حيث مورست عليهم كل أشكال التعذيب النفسي والمادي، وتم اتهامهم بالتآمر على أمن الدّولة وإرباك النظام والانخراط في تنظيم غير مرخص له.

وروى الطلاب لـ"العربي الجديد" أطوار اعتقالهم خلال الثورة قائلين: "تم سجننا في دهاليز الدّاخلية أسبوعا، حيث مورست علينا شتّى أشكال التعذيب من ضرب وصعقات كهربائية إلى التعليق والنوم على الماء العفن والحرق بالسجائر. الأمر الذي خلف لنا أضرارا جسدية ما زلنا نعاني منها إلى اليوم".

وأضافوا "في المقابل لم تنصفنا الحكومات المتعاقبة على السلطة، فلا تمّ انصافنا ومحاسبة الجناة ولا تمتعنا بفرص للعمل، رغم أن معظمنا من أصحاب الشهادات العليا، ونعاني البطالة منذ ما يزيد عن 4 سنوات. وقد استنفدنا كل الحلول باتصالنا بوزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان لكن ما من حل إلى اليوم". مشيرا إلى "أنّه وزملاءه سيواصلون الإضراب في حال لم تتصل بهم أيّ جهة مسؤولة، مع إمكانية تصعيد الأمر وشنّ إضراب جوع وحشي".

وقال عبد الله السوسي أحد منفذي إضراب الجوع إنّه "انخرط في النضال ضد نظام بن علي منذ 1997 أي سنة التحاقه بالجامعة، وشارك في التحركات التي نظمها الشعب في 9 و10 يناير/ كانون الثاني ليتم اعتقاله وسجنه وتعرضه للتعذيب والضرب من قبل أعوان الأمن، الأمر الذي خلّف له أضرارا صحية".

بعد 17 يناير/ كانون الثاني 2011 قام الشباب بالفحوصات الطبية اللاّزمة بإذن من المحكمة، فكشفت عن أضرار بدنية ونفسية. وتقدّموا بمطالب لتسوية وضعيتهم الاجتماعية لا سيما وأنّ أغلبهم طالت بطالتهم على خلفية نشاطهم النقابي والسياسي في الجامعة.

وبعد انسداد كافة الآفاق أمام الرفض والمماطلة في تسوية أوضاعهم من قبل الحكومات المتعاقبة، أقاموا قضية في المحكمة الابتدائية بتونس ضد وزير الداخلية آنذاك ومن سيشمله البحث عمن تورط في تعذيبهم في تلك الفترة.

ورغم إدراج أسمائهم ضمن قائمة جرحى الثورة التي أقرتها لجنة تقصي الحقائق، فإنهم إلى اليوم لم يتمتعوا بالتشغيل.

ويعود تأسيس الاتحاد العام لطلبة تونس إلى يوليو /حزيران 1953، حيث كانت الحركة الطلابية رافدا من روافد الحركة الوطنية، شهدت منذ ذلك التاريخ انعقاد 25 مؤتمرا. ومنذ تأسيسه لعب الاتحاد العام لطلبة تونس دورا أساسيّا في مختلف المراحل السياسيّة التي عرفتها البلاد، بدأ بالنضال ضدّ الاستعمار الفرنسيّ مرورا إلى التحرّكات الشعبيّة التي شهدتها تونس خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ضدّ نظام بورقيبة، وهو ما تسبّب في كلّ مرّة باعتقال وطرد المئات من منتسبيه.

كما كان للاتّحاد دور فاعل في الاحتجاجات التي أدّت إلى هروب بن عليّ، إذ ساهمت هذه المنظمّة الطلابيّة في تأجيج التحركات والمظاهرات في مختلف أنحاء البلاد، وطالت الاعتقالات العديد من مناضليها بمختلف انتماءاتهم السياسيّة.

المساهمون