تضامن جزائري مع شقيقتين أقصيتا عن امتحان البكالوريا لتأخرهما

تضامن جزائري مع تلميذتين شقيقتين أقصيتا عن امتحان البكالوريا لتأخرهما

14 سبتمبر 2020
طالب المعلقون باعتماد علامات الفصل (فيسبوك)
+ الخط -

ألهبت حادثة إقصاء تلميذتين شقيقتين من امتحانات شهادة البكالوريا، بسبب تأخرهما في الوصول إلى مركز الامتحان في أول أيام اختبارات مواد البكالوريا في ولاية تمنراست (جنوبي الجزائر)، مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر.

وسادت مطالبات شعبية واسعة للرئيس تبون ووزير التربية بالتدخل وإعادة الطالبتين إلى مسار الامتحان. وأطلق ناشطو منصات التواصل الاجتماعي بالجزائر حملة تضامنية مع التلميذتين، ومع والدهما الذي صرح لقنوات محلية بأنه يتألم لإقصاء ابنتيه، وظهر في قناة وهو يخفي دموعه مخاطباً البنتين "هيا نغادر إلى البيت، إن عشت للعام القادم ستتمكنان من اجتيازه".

واستعطفت تصريحاته الرأي العام في الجزائر، وتم تداول صورتهما أمام باب مركز إجراء الامتحان بثانوية بشير شهياني بولاية تمنراست، في صورة وُصفت بأنها "موجعة جداً"، بل وطالب البعض رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بالتدخل  و"إحقاق الحق". 

واعتبر البعض أن مسألة الإقصاء قانونية، وتعبر عن أهمية الالتزام بشروط الامتحانات المصيرية، لكن البعض الآخر يعتقد بأن هناك ظروفاً مخففة بالنظر إلى وضعية المناطق الجنوبية في الجزائر.

وقالت أستاذة اللغة العربية، صباح بودراس، في تدوينة لها عبر حسابها الشخصي بـ"فيسبوك" إن "معضلة التعليم في الجزائر هي التسيير" وقدمت حلاً لمثل هذه الحالات الاستثنائية، بتمكين التلميذتين من اجتياز بقية الامتحانات، والرجوع إلى علامة الفصل الدراسي في المواد التي لم يمتحنوا فيها وتجمع علامة الأول والثاني وتقسم على اثنين، وتضاف النقطة لبقية المواد.

بين الصوت الانتخابي والبكالوريا

انتشرت في مواقع التوصل الاجتماعي صورة للانتخابات في الولايات الجنوبية، حين تعكف اللجنة المنظمة للانتخابات في كل موعد سياسي على التنقل إلى الأحياء والمناطق النائية في الجنوب الجزائري الكبير، بل إلى بيوتهم حتى تمكنهم من إبداء رأيهم واختياراتهم الانتخابية، عكس ما وقع للتلميذتين اللتين ضيعتا دقائق معدودات عن موعد الوصول  إلى مركز الامتحان.

وعكس الحادث حسب الناشطين "إهمال السلطات هذه المناطق إلا في الانتخابات". يقول الناشط عز الدين منصاري لـ"العربي الجديد": "تحتاج السلطة أصواتهم بينما في الواقع هي فعلاً مناطق تفتقر لظروف المعيشة وتفتقد مشاريع التنمية، بل هي مناطق ظل تختفي فيها ظروف العيش والحياة" على حد تعبيره.

وذهبت شهيناز داوود مدبر إلى التعليق على هذه القضية بالقول إن إقصاء تلميذتين من ولاية تمنراست و منعهما من اجتياز امتحان شهادة البكالوريا يعتبر إجحافاً في حق السكان في المدن الصحراوية المعروفة بقساوة الطبيعة وصعوبة التنقل من منطقة إلى أخرى، متسائلةً في تدوينة لها عبر "فيسبوك": " هل تم توفير النقل لهم؟ أم أن صندوق الانتخاب فقط يصلهم حد بيوتهم؟".

مسألة توفير النقل بالنسبة لتلاميذ البكالوريا، وخاصة بالنسبة للمعنيين بالامتحان المصيري شكلت أكبر عائق لديهم، بل باتت قبل أيام من اجتياز الاختبارات هاجس التلاميذ عبر عديد المدن، خصوصاً عقب قرارات الحكومة بتوقيف النقل العام خلال الأزمة الصحية، وهو قرار أدخل الأسر في حال هستيرية للبحث عن حل لأولادهم المتمدرسين، في فترة الامتحانات، ووجّه البعض دعوات إلى توفير وسيلة نقل خاصة بالتلاميذ في المناطق النائية حتى لا يفوتوا الامتحان.

"هذه المعضلة موجودة في ولايات المناطق الشمالية، فماباك في المناطق الجنوبية"، يقول الأستاذ في العلوم السياسية محمد برنان من منطقة أدرار جنوبي البلاد، مضيفاً في تصريحات لـ" العربي الجديد" أن النقل غير متوفر لتلاميذ البكالوريا في الجنوب الجزائري.

ظروف صحية عصيبة وعين الرأفة

من جهتها، أعربت رئيسة الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، سعيدة نغزة، عن حزنها وقلقها حيال ماجرى مع التلميذتين، معبرة عن ألمها لما تناقلته وسائل الإعلام في الجزائر حول قضيتهما، قائلة إنها  تتحدث باعتبارها أم، عايشت تلك الظروف النفسية العصيبة أثناء اجتياز أبنائها لامتحان شهادة البكالوريا، و"نرجو من الجهات الوصية الساهرة على تنظيم هذا الامتحان النظر بعين الرأفة، لهذين الطالبتين وتمكينهما من إجراء الامتحان، وعدم  رهن مستقبلهما الدراسي".

وتستمر امتحانات البكالوريا في الجزائر حتى يوم الخميس المقبل، في وقت يأمل فيه الجزائريون أن تتخذ السلطات قراراً بشأن التلميذتين، إما بإعادة الامتحان، أو احتساب نقاط الفصلين السابقين في المواد التي لم يجتازاها، خاصة أن الظرف الصحي الذي تمر به الجزائر والعالم أجمع يحتاج إلى مراعاة.

المساهمون