تسارع انتشار فيروس كورونا في جنوب الولايات المتحدة

تسارع انتشار فيروس كورونا في جنوب الولايات المتحدة وتعرّض الأكثر شباباً للمرض

25 يونيو 2020
سجّلت فلوريدا رقم إصابات قياسياً (إيفا ماري أوزكاتيغي/Getty)
+ الخط -

بات جنوب الولايات المتحدة، من فلوريدا وصولاً إلى كاليفورنيا، بؤرة لانتشار فيروس كورونا مع تسجيل أرقام قياسية للإصابات وارتفاع عدد الأشخاص في المستشفيات، وتعرّض شرائح أكثر شباباً للمرض، ما أدّى إلى إعادة فرض قيود. وفي دليل على هذا الارتفاع السريع، اقترب عدد الإصابات الجديدة اليومية، الأربعاء، من رقم قياسي جديد، مع حوالي 36 ألف إصابة في 24 ساعة.
وسجّلت الولايات المتحدة، التي تعد حوالى 330 مليون نسمة، أسوأ حصيلة في العالم مع أكثر من 120 ألف وفاة، وحوالى 2.4 مليون إصابة. شهدت حوالي نصف الولايات الأميركية الخمسين ارتفاعاً في عدد الإصابات، في الأسبوعين الماضيين، وبعضها مثل تكساس وفلوريدا أو كاليفورنيا، باتت تسجّل أرقاماً قياسية في عدد الإصابات. وفرضت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت المجاورة، التي تضرّرت كثيراً عند بدء انتشار الوباء في الولايات المتحدة، الأربعاء، حجراً صحياً على الأشخاص القادمين من ولاية يتسارع فيها انتشار كورونا. وسجّلت تكساس، التي بدأت بشكل سريع اجراءات رفع العزل مطلع أيار/مايو الماضي، الأربعاء، 5551 إصابة جديدة. وتضاعف عدد الأشخاص الذين دخلوا المستشفيات الشهر الماضي، فيما تخشى المستشفيات أن تصل إلى أقصى حدود طاقاتها الاستيعابية. وحذّر حاكم تكساس غريغ أبوت، من أنه "إذا لم نتمكن من إبطاء انتشار الفيروس في الأسابيع المقبلة، سيكون علينا إعادة النظر في إبقاء المتاجر مفتوحة.. لأنه إذا لم يتم احتواء الفيروس في الأسبوعين المقبلين، فإنه سيخرج عن السيطرة". وحضّ أبوت، الجمهوري، كلّ المضطرين للخروج على وضع الكمّامات، رغم أنّ ذلك ليس إلزامياً في ولايته. واعتبرت خبيرة الأوبئة، ريبيكا فيشر، أنّ ذروة الوباء لا تزال بعيدة. وقالت لوكالة فرانس برس إنّه يجب اتخاذ الإجراءات التي تحدّ من انتشار الفيروس، "لأطول فترة ممكنة". وفي إشارة إلى تجدّد الوباء، قرّرت شركة آبل إغلاق متاجرها السبعة، مؤقتاً، في منطقة هيوستون، حيث يتزايد عدد الإصابات بشكل سريع.
وكانت الشركة قد أغلقت 12 متجراً في فلوريدا وكارولاينا الشمالية والجنوبية وأريزونا، الأسبوع الماضي.



ارتفاع عدد المصابين من الشباب
في فلوريدا، أثارت صور عودة رواد البحر إلى شواطئ ميامي، التي أغلقت على مدى ثلاثة أشهر بسبب الوباء، أملاً في العالم عند إعادة فتحها في 10 يونيو/حزيران، بعودة الحياة "إلى طبيعتها". لكن هذه الولاية السياحية سجّلت، الأربعاء أيضاً، رقماً قياسياً للإصابات الجديدة، (5508 إصابات)، وتجاوزت، الاثنين، عتبة المئة ألف إصابة بفيروس كورونا.
ومنذ الثلاثاء الماضي، بات وضع الكمّامات إلزامياً في ميامي، أبرز منتجع بحري في الولاية، وعشر مدن في المنطقة. وكانت أورلاندو وتامبا أو جزر كيس الشهيرة، قد اتخذت إجراءً مماثلاً. وعبّر حاكم الولاية، رون دي سانتيس، عن أسفه "لتزايد الإصابات الجديدة لدى الشرائح الشابة". وحذّر المطاعم والحانات التي لا تلتزم بإجراءات التباعد الاجتماعي من أنّها ستفقد رخصة بيع الكحول في هذه المدينة المعروفة بأجواء السهر.
الوضع نفسه دفع حاكم الولاية المؤيد لترامب إلى الإعلان للمرة الأولى، السبت الماضي، أنّ زيادة عدد الفحوص لا يمكن أن يفسّر لوحده الارتفاع الكبير لعدد الإصابات. وحطّمت كاليفورنيا أيضاً رقماً قياسياً، لليوم الثالث على التوالي، الأربعاء، مع إحصاء أكثر من 7100 إصابة جديدة، من أصل حوالي 200 ألف كحصيلة إجمالية في الولاية.
وقال حاكم كاليفورنيا غافين نيوسون: "لا يمكننا الاستمرار كما فعلنا في الأسابيع الماضية"، ونبّه إلى ضرورة مواصلة الالتزام بتعليمات الوقاية. وبات وضع الكمّامات إلزامياً في الأماكن العامة، في كلّ الولاية. واضطر "ديزني لاند" إلى إرجاء إعادة فتح متنزهه الشهير، قرب لوس أنجليس، إلى أجل غير مسمى، بعدما كان من المرتقب أن يفتح أبوابه مجدداً في 17 يوليو/تموز المقبل. وتجاوزت ولاية أريزونا المجاورة أيضاً عتبة قياسية، الثلاثاء. وامتلأت ثمانية أسرّة من أصل عشرة في العناية المركزة، في مطلع الأسبوع، أي ما نسبته 84 في المائة، وتضاعف عدد الإصابات أربع مرات منذ رفع إجراءات العزل في 15 مايو/أيار.
(فرانس برس)

المساهمون