"خلية استماع" بالمغرب لمواجهة التداعيات النفسية لكورونا

"خلية استماع" بالمغرب لمواجهة التداعيات النفسية لكورونا

13 ابريل 2020
تخفيف الضغط النفسي والتوتر جراء تفشي الفيروس (Getty)
+ الخط -
أحدث مختصون في الطب النفسي بمستشفى ابن النفيس بمراكش، جنوب المغرب، خلية استماع للمساعدة في التعامل مع الضغط النفسي والتوتر والقلق والخوف من تفشي فيروس كورونا.

وبات بإمكان مهنيي الصحة والمرضى المغاربة بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، في ظل ظرفية صحية صعبة، الحصول على الدعم النفسي والعلاج السلوكي من حالات القلق وسوء الحالة النفسية، بفضل خلية الاستماع التي أحدثها مستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعقلية بمراكش، في سياق "المشاركة والانخراط في التصدي لوباء كورونا".

وتهدف الخلية بدرجة أولى للتخفيف من وطأة الإصابة بحالات القلق والتوتر والمعاناة النفسية إما بسبب الإصابة بفيروس كورونا، بالنسبة للمرضى أو بسبب الحمولة النفسية السلبية التي ترافق السهر على مرضى في وضعية صحية صعبة، والقلق بخصوص التعرض للوفاة أو نقل العدوى للأهل والأسرة الصغيرة.​

ولتحقيق المواكبة النفسية والدعم وضع الواقفون وراء خلية الاستماع، خطا هاتفيا رهن إشارة مهنيي الصحة والمصابين بفيروس كورونا، لتلقي الاستشارات النفسية من قبل أخصائيين يوميا لمدة أربع ساعات.

وبحسب أحمد الكرعاني، أحد الأطباء المشتغلين في خلية الاستماع بمستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعقلية، فإن إحداث الخلية جاء في سياق استباق ظهور آثار الضغوط النفسية على العاملين بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش (أطباء، ممرضين، تقنيين، إداريين، رجال الأمن الخاص، عمال وعاملات النظافة...) وتوفير الدعم النفسي لهم خصوصاً في هذه الظرفية التي تعرف حالة استنفار على جميع المستويات من أجل مواجهة جائحة كورونا.

ويقول الطبيب النفسي: "تفاقم حالة المريض يؤثر على الطاقم المشرف، أطباء وممرضين، وتجعلهم في حالة من الألم واليأس أحيانا، دون نسيان التخوف من الإصابة ونقل الفيروس إلى الأهل والأطفال، وهذا أمر يتسبب في خوف كبير وتأنيب الضمير، ويجعلهم عرضة لضغط نفسي كبير، يحتاج منا الدعم والإنصات".

ويوضح الكرعاني، في حديث لـ "العربي الجديد": "نستمع لكل من يمر بضغط نفسي جراء ظروف العمل بغية التخفيف من وطأة هذه الظرفية الصحية الصعبة عليهم، والمساعدة على توفير ظروف نفسية سليمة لمهنيي الصحة والمساعدة على تقوية قدراتهم، بالنظر إلى موقعهم الحساس في مقدمة الجبهة لمكافحة انتشار فيروس كورونا".

ويلفت إلى أن جلسات الاستماع التي باشرها كشفت عن معاناة كبيرة في صفوف الطبيبات والممرضات، جراء ابتعادهن عن فلذات أكبادهن لمدة تقترب من الشهر بسبب ظروف العمل التي فرضها انتشار فيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تبقى فيه خصوصيات المواكبة النفسية لمهنيي الصحة مرتبطة أساسا بتداعيات العزل الصحي وانعكاسات مهام التكفل العلاجي بمرضى كورونا ما يفضي إلى إرهاق مهني، كشفت جلسات الاستماع التي يقوم بها أطباء مستشفى ابن النفيس للأمراض النفسية والعقلية عن معاناة أخرى لدى بعض المصابين بفيروس كورونا، الذين غادروا مستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش، بعد تعافيهم.

ويقول الكرعاني: "عملنا انصب كذلك على تقديم حصص المساعدة النفسية والعلاج السلوكي عن حالات القلق وسوء الحالة النفسية التي ترافق مرحلة ما بعد التشافي من فيروس كورونا، حيث تلقينا اتصالات من متعافين يشتكون ويعانون من الأرق بسبب مخاوفهم الشديدة من عودة المرض إليهم، وهو وضع واجهناه بالاستماع إليهم وتهدئتهم واقتراح طرق تدبير تلك المخاوف".

ومنذ تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب في 2 مارس / آذار الماضي، خصص أطباء، وأخصائيون في الطب النفسي، في عدد من المدن المغربية، استشارة طبية لفائدة المواطنين من أجل المساهمة في الحد من تداعياته على نفسية بعضهم.

كما كانت الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، قد كشفت في بيان، أنه نظرا إلى الظروف، والتداعيات النفسية على المواطنين نتيجة الحجر الصحي، وضعت الجمعية المغربية للطب النفسي رهن إشارتها أطباء، وأخصائيين في الطب النفسي من أجل معاينة، واستقبال نداءات المواطنين، والاستشارة عن وضعيتهم النفسية عبر الهاتف.

 

 

المساهمون