تحوّلات الرأي العام البريطاني تجاه إسرائيل: إلى فلسطين دُرّ

تحوّلات الرأي العام البريطاني تجاه إسرائيل: إلى فلسطين دُرّ

03 اغسطس 2014
تظاهرات حاشدة شهدتها لندن تضامناً مع غزّة (جيمس غوريلي/Getty)
+ الخط -
لم يأتِ وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، بجديد حينما صرّح، الأسبوع الماضي، بأن "الرأي العام الغربي يتحوّل سريعاً ضد إسرائيل بسبب حجم العمليات التي تشنها على قطاع غزة. إذ، وعلى الرغم من أهمية هذه التصريحات التي تصدر عن شخصية عامة مثل هاموند، الذي سبق وحمل حقيبة الدفاع في الحكومة البريطانية، ويعتبر من القيادات المؤثرة في حزب "المحافظين"، إلا أن معظم استطلاعات الرأي، التي أجريت في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة، أشارت إلى تحوّل في المزاج البريطاني العام إزاء سلوك إسرائيل، ونحو الحقوق الفلسطينية.

وقد خلصت الاستطلاعات التي أجرتها، ما بين الأعوام 2005 و2012، مؤسسات بريطانية موثوقة مثل "بي بي سي"، و"يوغوف"، وحتى مراكز رصد صهيونية، إلى تغيّر في ميول الرأي العام البريطاني، الذي بات أكثر ميلاً إلى انتقاد إسرائيل، والدعوة الى السلام، على أساس الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وفي السياق، أظهرت ثمانية استطلاعات للرأي العام، أجرتها مؤسستا "يوغوف" و"بوبليوس"، خلال الفترة المشار إليها أعلاه، والتي أجريت لصالح  جمعية "فريدريك  إيبرت" الألمانية، و"بي بي سي العالمية"، أن ثلثي البريطانيين يعتقدون أن الإسرائيليين يرفضون فكرة "الدولة الفلسطينية"، وأن مثلهم يعتقدون أن الإسرائيليين لم يبدوا مطلقاً أي استعداد لتقديم الأرض مقابل السلام، وأن ما يزيد عن الأربعين بالمئة من البريطانيين يتفقون مع  عبارة "إسرائيل ترتكب حرب إبادة ضد الفلسطينيين".

وتنظر مؤسسة "beyond the image" الصهيونية، التي نشرت خلاصات استطلاعات الرأي هذه، بكثير من القلق إلى التحولات التي يشهدها موقف الرأي العام البريطاني من إسرائيل.

وفي الثالث من يناير/ كانون الثاني من العام 2005، نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" نتائج مسح للرأي العام أجرته مؤسسة "يوغوف"، ذات الشهرة والمصداقية العالية في مجال استطلاعات الرأي، تمحور حينها حول وجهة نظر البريطانيين في 24 بلداً، من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك روسيا، جنوب أفريقيا، كندا، الصين، مصر، اليابان، وإسرائيل. وبعد استجواب عيّنة من 2058 شخصاً بريطانيّاً، أظهرت النتائج أن إسرائيل جاءت في أعلى القائمة بين 24 بلداً، من ناحية عدم "رغبة الناس في العيش هناك"، كما حظيت بأعلى نسبة لناحية كونها "الأقل جدارة بالاحترام الدولي"، وكونها من بين "أقل البلدان الديمقراطية" في العالم.

وفي العام 2006، أجرى الخبير البريطاني، سيمون أنهولت، والذي يعدّ رائداً في علم "تكوين السمة الوطنية"، مسحاً لرأي 25000 شخص من كل أنحاء العالم، لتقييم نظرة الناس لـ"إسرائيل كسمة وطنية".
وطرحت، ضمن الاستطلاع، أسئلة تتعلق بالسياحة، والصادرات، ونظام الحكم، والشعب، والاستثمار والهجرة، فضلاً عن التراث الثقافي. واحتلت إسرائيل أسفل القائمة بين 36 بلداً شملها المسح.
 

وعلّق أنهولت على نتائج البحث بالقول: "السمة الوطنية لإسرائيل هي، إلى حد كبير، الأكثر سلبية في قياس مؤشر السمة الوطنية، وقد جاءت في أسفل الترتيب عن كل سؤال تقريباً".

وفي مارس/ آذار، من العام 2007، نشرت "بي بي سي وورلد سيرفيس" نتائج استطلاع للرأي شمل 28000 شخص من كل أنحاء العالم.
وتمحور الاستطلاع حول معرفة رأي الناس، في 27 بلداً من بلدان العالم، حول البلدان ذات التأثير السلبي. وحسب نتائج الاستطلاع، التي نشرتها صحيفة "جيروزاليم بوست"، احتلت إسرائيل، جنباً إلى جنب مع إيران والولايات المتحدة الأميركية، صدارة قائمة البلدان ذات التأثير الأكثر سلبية في العالم.

وفي إبريل/ نيسان، من العام 2008، نشرت المؤسسة ذاتها نتائج استطلاع مشابه، احتلت فيه إسرئيل صدارة قائمة الدول ذات التأثير السلبي في العالم.

وسجل العام 2011 أهم النتائج التي تظهر مقدار التحوّل في اتجاهات الرأي العام البريطاني تجاه إسرائيل. وقد خلص الاستطلاع، الذي أجرته "بي بي سي وورلد سيرفيس"، إلى أن 14 بالمئة من البريطانيين لديهم وجهة نظر "إيجابية عموماً" من إسرائيل، في حين كان لدى 66 بالمئة ممّن شملهم الاستطلاع البريطاني رأي "سلبي عموماً" من إسرائيل.

وفي استطلاع مماثل، أجرته المؤسسة نفسها في العام 2012، حصلت إسرائيل على تصنيف سلبي في أوساط الجمهور البريطاني بنسبة 69 بالمئة، وهي نسبة أعلى ممّا سُجّل في ألمانيا، 68 بالمئة، و65 بالمئة في أستراليا، و59 بالمئة في كندا.

وفي مطلع العام الجاري، أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأي العام البريطاني، أجرته مؤسسة "يوغوف"، أن 16 بالمئة من البريطانيين يقولون إنهم يتعاطفون مع الإسرائيليين، و22 بالمئة مع الفلسطينيين.

إلى ذلك، نشر المركز "البريطاني الصهيوني للاتصال والبحث"، وهو مركز للعلاقات العامة والتأثير في الرأي العام، ويهدف إلى تحسين صورة إسرائيل عند الرأي العام البريطاني، وفي وسائل الإعلام البريطانية، نتائج كل الاستطلاعات التي وردت سابقاً. كما أصدر المركز، العام الماضي، تقريراً، بمثابة "إقرار بالهزيمة"، عبّر فيه عن خيبة أمل ومرارة من التحولات التي يشهدها الرأي العام البريطاني، وعبّر عن قلق متزايد من اتساع حملات المقاطعة لإسرائيل ومنتجاتها ومؤسساتها في الأوساط البريطانية.

المساهمون