تحذيرات في الجزائر من "الوضع الصعب" في المستشفيات بسبب كورونا

تحذيرات في الجزائر من "الوضع الصعب" في المستشفيات بسبب كورونا

23 يوليو 2020
الطواقم الطبية تعمل بشكل متواصل منذ 5 أشهر(العربي الجديد)
+ الخط -

تجدّدت التحذيرات في الجزائر من تدهور الوضع في المستشفيات والمراكز الصحية، على خلفية ارتفاع معدّلات الإصابة بفيروس كورونا. إذ ارتفعت الإصابات ستّ مرات أكثر، منذ 14 يونيو/ حزيران الماضي، تاريخ رفع الحجر الصحي، ما شكّل ضغطاً كبيراً على الطواقم الطبية، التي تعيش حالة إرهاق بسبب خمسة أشهر من العمل المتواصل.

وطالب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط، في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، باجتماع عاجل بين الحكومة والنقابات وممثلي القطاع الصحي، لمناقشة "الوضع الصعب" الذي تشهده المؤسسات الصحية، ووضع تدابير مشتركة لتجاوز الأزمة الراهنة "قبل فوات الأوان".

وحذر مرابط من أنّ الطواقم الطبية في المستشفيات تعاني من ضغط كبير نتيجة تدهور الوضع الصحي في البلاد، وتزايد الإصابات بفيروس كورونا. وأكّد أنّ "الأطقم الطبية لم تستفد من العطل، منذ السنة الماضية، الأمر الذي أثّر عليها كثيراً".

وأشار إلى أنّ "السلطات تتحمّل جزءا من مسؤولية الوضع الذي يعيشه القطاع الصحي منذ ظهور الأزمة الوبائية، نتيجة سوء إدارة الأزمة وعدم اتخاذ وتنفيذ تدابير معينة في الوقت المناسب".

 ولفت مرابط إلى "ارتباك لافت طغى على إدارة الحكومة والسلطات للأزمة الصحية في البلاد، بسبب تضارب في قرارات فرض الحجر الصحي ثم رفعه ثم إعادة إقراره، كذلك السماح بمعاودة أنشطة اقتصادية وتجارية في فترات لم تكن مناسبة، ما زاد من حدة ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس، وشكّل ضغطاً على المؤسسات الصحية والأطقم الطبية".   

وحذّر من مسألة نقص المعدّات الطبية والوسائل الضرورية في المستشفيات لمواجهة الأزمة الوبائية، وهو ما كان قد عبّر عنه الأطباء والفرق الطبية في عدّة تحركات احتجاجية في مستشفيات بشار وسطيف وقسنطينة والمسيلة، خلال الأيام الماضية، إذ طالب الأطباء وزارة الصحة والحكومة بالإسراع في توفير الوسائل والمعدات، وأماكن جديدة لاستقبال المصابين منعاً لاختلاطهم بالمرضى الآخرين في القاعات.

كما حمّل مرابط المواطنين جزءاً من مسؤولية الوضع الصحي والوبائي، "بسبب عدم احترامهم لتدابير الحجر الصحي، وعدم التزامهم بإجراءات الوقاية والسلامة الصحية، كارتداء الكمّامات"، لافتاً إلى أنّه "كلما خرق المواطنون تدابير الحجر والوقاية، كلّما ارتفع عدد المصابين وشكّل ذلك ضغطاً على المستشفيات، من حيث عدد الأسرّة، وعلى الأطقم الطبية من حيث الجهد المطلوب".

 ولفت إلى أنّ "هناك أطباء وممرّضين وأعوانا شبه طبيين يموتون يومياً جرّاء إصابتهم بالفيروس، وإذا لم تُتخذ إجراءات سريعة وصارمة، سنعيش أزمة صحية حقيقية".

وكان وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد قد كشف، يوم الثلاثاء الماضي، أنّ حصيلة الوفيات في صفوف السلك الطبي بلغت 44 وفاة، فيما بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا 2300 إصابة مؤكدة في صفوف السلك الطبي منذ بداية انتشار الفيروس في الجزائر، أواخر شهر فبراير/ شباط الماضي.

 وفي سياق تدابير مواجهة الأزمة الوبائية، أعلنت سلطات العاصمة الجزائرية غلق عدد من الأسواق التجارية بسبب الاكتظاظ الكبير الذي تشهده، ما يتسبّب في زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وذكر بيان رسمي صادر عن سلطات الولاية، أنها قررت غلق 200 محل تجاري ومركز تجاري وسوق بلدي وسوق شعبي معروف في منطقة الحراش، في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، وذلك بسبب إخلال التجّار بإجراءات الوقاية من تفشي وباء كورونا، وعدم احترام التباعد بين الزبائن داخل المحلات، وعدم فرض ارتداء الكمّامات على الزبائن، وتسجيل غياب ونقص الوعي لدى البعض منهم.

كما أعلنت وزارة التجارة إلغاء عملية البيع بالتخفيض الخاصة في الفترة الصيفية لهذا الموسم، لحماية صحة المواطنين والحدّ من انتشار الوباء. 

المساهمون