بشير هنداوي عالق في اليونان

بشير هنداوي عالق في اليونان

04 مايو 2017
لم يفقد الأمل (العربي الجديد)
+ الخط -
تأخّر حلم الشاب السوري بشير هنداوي في الوصول إلى ألمانيا. ما زال ينتظر أقرب فرصة، وهو عالق في اليونان اليوم

كان لإجراءات الاتحاد الأوروبي ضد اللاجئين القادمين من تركيا إلى اليونان بطريقة غير شرعيّة، تأثيراتها السلبية على السوري بشير هنداوي، الذي وصل إلى اليونان قبل نحو عام، بعدما جازف بعبور البحر علّه يتمكن من الوصول إلى ألمانيا. لكن اليوم، بات وصوله إليها حلماً بعيد المنال.

يشير هنداوي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى وجود عدد من السوريين العالقين في اليونان، والذين باتت أحلامهم معلقة في ظل عجزهم عن الوصول إلى أوروبا الغربيّة، بعدما تركوا كل شيء في بلادهم بسبب الحرب، وصرفوا ما يملكونه من أموال للوصول إلى اليونان، وقد خاطروا بحياتهم.

قبل أن يترك سورية نهائياً، كان هنداوي يضطر إلى المجيء إليها لتقديم امتحاناته في كلية الأدب الانكليزي في جامعة حلب. عرف الموت للمرة الأولى حين كان يحاول عبور معبر كراج الحجز، الذي كانت ترصده قناصة النظام السوري، وهو المعبر الفاصل بين مناطق سيطرة المعارضة السورية ومناطق سيطرة النظام في مدينة حلب. وفي كل مرة يتوجه إلى الجامعة لتقديم امتحاناته، كان عليه اجتياز ذلك الطريق الخطر.

يضيف هنداوي: "توجهت مع عائلتي إلى ولاية هاتاي في تركيا هرباً من ظلم وقهر النظام السوري في حلب. هناك، كانت الحياة صعبة جداً بسبب انقطاع المياه والكهرباء عن منزلنا وباقي المنازل في الحي الذي نعيش فيه، وارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على المواد الغذائية. لذلك، هربنا إلى تركيا قبل إغلاق الحدود مع سورية". وبعد عام من وصول هنداوي وعائلته إلى تركيا، وعودته المتكرّرة من أجل الدراسة، علم في بداية عام 2013 أنه مطلوب للنظام السوري مع شقيقه بتهمة التعاون مع إسرائيل، ما جعله يلتحق بـ "الجيش السوري الحر" في إدلب.

الجيش الحر منعه من الذهاب إلى الجبهات نتيجة عدم قدرته على استعمال السلاح بسبب إصابته في جسده نتيجة حادث سيارة تعرض له في وقت سابق، وهو ما دفعه إلى ترك "كتائب وألوية شهداء سورية" والذهاب إلى ألمانيا. تعرّف على مهرّب في تركيا، ووصل إلى جزيرة ميتيلي اليونانيّة. بعدها نقل وآخرين إلى مخيّم "موريا"، الذي يسميه اللاجئون مخيم الموت. توفي شابّان في المخيم نتيجة إصابتهما بمرض السل، بحسب هنداوي، الذي يعمل اليوم كمترجم من دون راتب مع منظمة هولندية تهتم بتقديم الخدمات الطبية للاجئين، ويقيم في بيت مشترك مع مجموعة من الشباب في مدينة أثينا، وينتظر أن يتمكن من الوصول إلى ألمانيا.

يقول هنداوي: "لا تقدّم المنظّمات رواتب للاجئين، أو تؤمن وظائف لهم. لا يوجد مكتب بطالة مثل دول أوروبا الأخرى، ولا قوانين تفرض إعادة اللاجئين السوريين إلى تركيا. لا أحبذ العودة إلى تركيا، بل أريد إكمال الطريق إلى ألمانيا في أقرب فرصة". ويلفت إلى أن فرص العمل في اليونان قليلة، وإن كان يتحدث الإنكليزية بطلاقة. كما أنه لا يستطيع تعلم اللغة اليونانية في الوقت الحالي، ولا يملك إذن عمل أيضاً أو إقامة رسمية في البلاد، وتقتصر خدمة اللاجئين وتقديم العون لهم في اليونان على المنظمات الدولية والمحلية.

المساهمون