بحث أميركي يصف كيف ومتى ستكون نهاية الكون

بحث أميركي يصف كيف ومتى ستكون نهاية الكون

17 اغسطس 2020
فراغ هائل لا يمكن التعرف إليه (Getty)
+ الخط -

لطالما فكر الفلكيون في النهاية الأخيرة للكون. وتشير قوانين الفيزياء المعروفة إلى أنه بحلول زمن يقدَّر من الآن برقم واحد متبوعاً بمئة صفر، ستتوقف ولادة النجوم، وستظل المجرات مظلمة، وحتى الثقوب السوداء ستتبخر من خلال عملية تُعرف باسم إشعاع هوكينغ.

سيؤدي تمدد الفضاء إلى تبريد الطاقة إلى ما يقرب من صفر كلفن، أو الصفر المطلق، ما يشير إلى الموت الحراري للكون والإنتروبيا الكلية، كما تورد مجلة "ساينس" التي تنشرها الجمعية الأميركية لتقدم العلوم.

ولكن في أثناء تدريس فصل الفيزياء الفلكية هذا الربيع، أدرك الفيزيائي النظري مات كابلان من جامعة ولاية إلينوي أن المصير النهائي لم يحدد من قبل.

قبل أيام صدر بحث جديد في هذا الشأن نشرته مجلة Monthly Notices of the Royal Astronomical Society، أشار فيه كابلان وفريقه من جامعة إلينوي، إلى أنه في وقت ما خلال "التريليونات القليلة القادمة"، عندما يموت الكون كما نعرفه، ستستمر النجوم في الانفجار، ليس بانفجار عملاق، ولكنها "ستتلاشى ببطء شديد".

يقول كابلان في بيان نشره موقع فوكس نيوز: "سيكون الكون مكاناً حزيناً، منعزلاً، بارداً بعض الشيء، حيث سيكون في الغالب ثقوباً سوداء ونجوماً محترقة".

يوضح كابلان أن "النجوم التي تقلّ كتلتها عن 10 أضعاف كتلة الشمس ليس لديها الجاذبية أو الكثافة لإنتاج الحديد في نواتها بالطريقة التي تعمل بها النجوم الضخمة، لذا لا يمكن أن تنفجر في مستعر أعظم في الوقت الحالي". "عندما تبرد الأقزام البيضاء على مدى التريليونات سنة القادمة، فإنها ستصبح باهتة وتتجمد في النهاية، وتصبح أقزاماً سوداء".

يذكر أن الأقزام البيضاء نوع من النجوم في مجرتنا، مجرة درب التبانة، ذات حجوم صغيرة في حدود حجم الكوكب، ولكن كثافتها عالية.

أما المستعر الأعظم (سوبر نوفا)، فهو حدث فلكي يحدث خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، حيث يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيه النجم بغلافه في الفضاء عند نهاية عمره، وأخيراً الأقزام السوداء هي المرحلة النهائية من تطور النجوم في الفضاء، عندما تتوقف عن بث أي حرارة أو ضوء، ويستغرق تحولها من أقزام بيضاء إلى سوداء ملايين السنين.

ووفق البحث ستذهب أكبر الأقزام السوداء إلى مستعر أعظم أولاً، تليها الأقزام الصغيرة، وفي ذلك الوقت من المحتمل أن يكون الكون عبارة عن فراغ هائل، لا يمكن التعرف إليه تماماً.

من ناحيته، أشاد عالم الفيزياء الفلكية في جامعة ييل غريغوري لافلين، بالبحث، باعتباره تجربة فكرية ممتعة. فقيمة التفكير في هذه الجداول الزمنية المحيرة للعقل هي أنها تسمح للعلماء بالنظر في العمليات الفيزيائية التي لم يكن لديها الوقت الكافي لتتكشف في العصر الحالي، على حد تعبيره.

ومع ذلك، يضيف: "نظرتنا للمستقبل البعيد للغاية هي انعكاس لفهمنا الحالي، وسيتغير هذا الرأي من عام إلى آخر".

دلالات

المساهمون