انفلات التطرف في أوروبا

انفلات التطرف في أوروبا

28 اغسطس 2016
دول خذلت شعارات الإنسانية التي تتشدق بها(Getty/ سيان غالوب)
+ الخط -

كان الفلسطينيون، في بداية الثمانينيات، على قلتهم في الدنمارك، يوصفون من الدوائر المتصهينة بـ"الإرهابيين". لم يرق لهذه الدوائر أن ترى لاجئين منهم، يذكرون الشعوب بمأساة صُمت عنها مطولا. مرت سنوات قبل أن تنقلب الصورة رأسا على عقب.

منذ سبتمبر/أيلول 2015، كان آلاف السوريين، وغيرهم، يتخذون من محطة بودابست مأوى باتجاه ألمانيا. بدت الصورة مأساوية، قبل أن تقرر المجر الرضوخ للأمر الواقع. وبالرغم من أن اللاجئين قلة فيها، ما يزال البعض في أوروبا الشرقية يأخذ النقاش نحو جهات أخرى لا تكتسي ولا حتى ذرة من الإنسانية.

من يقترح تعليق رؤوس خنازير على الحدود بالتأكيد أبله، لكنه أبداً ليس منفرداً. المشهد الكلي في دول خذلت شعارات الإنسانية التي تتشدق بها تركت لـ6 أعوام القاتل يفعل ما يشاء. منذ البداية، لم يكن بوارد السوريين لا الذهاب إلى الحدود القريبة ولا البعيدة. لكن الخذلان يفعل فعلته بمن لم يبق له شيء سوى النجاة بحياة أسرته.

لم يمنع موج البحر ركوبه، مثلما لم تصنع العنصرية الاستعلائية ما أرادته الحركة الفاشية في الغرب. فكيف يعتقد صاحب اقتراح أبله بأن رأس خنزير سيمنع هؤلاء؟

تذكر الحكاية بمقترحات فاشية صهيونية لمواجهة المقاومين الفلسطينيين. فالفاشية، التي تستنبط أشد أنواع التطرف والسقوط الإنساني، تبحث لها دوما عن حلول لمآزقها في "الآخر".


المساهمون