اليوم العالمي لحرية الصحافة: وضع عربي أسوأ

اليوم العالمي لحرية الصحافة: وضع عربي أسوأ

03 مايو 2014
تراجع حريات الصحافة في العالم وأميركا ليست استثناء (Getty)
+ الخط -

صحافي يسقط. مسلح يصوب سلاحه تجاه مراسل. اعتداء على صحافية. وما لا يرصد عبر الكاميرات أكثر بؤساً. وتظهر النظرة المتفحصة أن الكثير من هذه الانتهاكات تحدث في دول تشهد حراكاً أو اضطرابات تتبعه، كما هو الحال في دول "الربيع العربي".

وهذا ما تؤكده تقارير الأمم المتحدة ومؤسسات حقوقية أخرى عن وضع حرية الصحافة في العالم. وهكذا كلما تصاعدت أصوات المواطنين مطالبة بالحرية تم التضييق على حرية الصحافيين الذين يريدون إيصال هذه الأصوات وصداها إلى العالم.

وفي هذا الصدد افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، جلسة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة" الذي يصادف الثالث من مايو/ أيار، وعقدت الفعالية بمقر الأمم المتحدة تحت عنوان "حرية وسائل الإعلام من أجل مستقبل أفضل: تشكيل جدول التنمية في مرحلة مع بعد عام 2015" وركز في كلمته على ضرورة الربط بين أهداف التنمية ومحاربة الفقر المدقع وبين حرية الصحافة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفعاليات تأتي ضمن الجهود الجارية في الأمم المتحدة بغية العمل على تحقيق جدول أعمال التنمية الجديدة التي من يفترض أن تحل محل الأهداف الإنمائية التي تم تبنيها عام 2000، وتضمنت أهدافها الحد من الجوع والفقر المدقع وخفض وفيات الأمهات والرضّع ومكافحة الأمراض وزيادة فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية بحلول عام 2015.

وليس الحديث عن حرية الصحافة بمنأى عن الأهداف الأخرى، بل يصبّ باتجاه تحقيقها ومحاربة وكشف الفساد على مستويات عدة. وكان الأمين العام قد نوّه الى أن استهداف الصحافيين يجري بسبب كتابة حقائق غير مريحة، ويتعرض الكثيرون منهم إلى الاختطاف والاحتجاز والضرب والقتل.

الصحافيون في إحصائيات الأمم المتحدة

وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، شهد العام 2013 مقتل 70 صحافياً، اضافة الى خطف واعتقال اكثر من 200 صحافي.

وشهد العام الجاري منذ مطلعه، مقتل أربعة عشر آخرين. ونفي، منذ العام 2008، 456 صحفياً. وقتل حوالي ألف صحفي منذ عام 1992، أي ما يعادل صحفي كل أسبوع .

وقال بان كي مون، في معرض تعليقه على هذه الأرقام، "إنها أرقام مخيفة، ووراء كل إحصائية هناك حياة لرجال ونساء يريدون تأدية عملهم المشروع".

واعتمدت الجمعية العامة في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 لأول مرة في تاريخها، قراراً يدين جميع أنواع الهجمات وأعمال العنف التي تمارس ضد الصحافيين والإعلاميين. وأقرّت الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، يوماً عالمياً للمطالبة بإنهاء الجرائم ضد الصحافيين.

ولا يقتصر استهداف الصحافيين على الدول القابعة تحت أنظمة ديكتاتورية أو فاسدة، فنظرة سريعة على تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" لعام 2014، حول "التصنيف العالمي لحرية الصحافة" تكشف هبوطاً "كبيراً" في مستوى حرية الصحافة في بعض الدول "الديموقراطية"، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

ويشمل التقرير 180 دولة تحتل بينها الولايات المتحدة الترتيب الـ46، حيث هبط ترتيبها في ما يتعلق بحرية الصحافة بـ 13 درجة مقارنة بالعام الذي سبقه. ويجري تقييد الإعلام في دول كالولايات المتحدة وبريطانيا تحت بند مكافحة الإرهاب والأمن القومي. ويعاني الصحافيون العاملون في الصحافة الاستقصائية، بصورة خاصة، الكثير من الصعوبات في الفترة الأخيرة في هذه الدول، بحسب تقرير "مراسلون بلا حدود". وتشير المنظمة إلى أن "الولايات المتحدة سجلت أحد أكبر التراجعات وأكثرها إثارة للانتباه في سياق يتميز بملاحقة شرسة لمصادر معلوماتية ومتابعة أشرس لكاشفي الفساد".

والهدف من الملاحقة هو تحذير شديد اللهجة تحت مسمى "الأمن القومي" أو "مكافحة الإرهاب" لكل من ينوي تسريب ونشر معلومات حساسة، كما حدث في ما يخص إدانة الجندي برادلي مانينغ ومطاردة موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن.. وغيرها من القضايا التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخراً.


موريتانيا الأفضل عربياً

وفي اليوم العالمي للصحافة تقف الكثير من الدول العربية في أسفل السلم في مستوى الحريات. حيث باتت سورية (مرتبة 177 /180) تُعدّ البلد الأخطر على الصحافيين والأكثر تهديداً لحرية الإعلام. ويؤثر الوضع في سورية على دول الجوار في المنطقة عامة. فتشير تقارير الأمم المتحدة وتقرير "مراسلون بلا حدود" إلى تشديد الخناق على حرية الصحافة في الأردن (مرتبة 141/ 180) والعراق (مرتبة 153/ 180).

أما في مصر (مرتبة 159/ 180) فأشارت المنظمة في تقريرها "إلى تزامن وصول الإخوان في صيف 2012 مع إخضاع وسائل الإعلام لسلطة الجماعة بشكل منهجي إلى أن توقف ذلك بعد عام. لكن اضطهاد الإخوان منذ عودة الجيش إلى السلطة، بات يشغل بال الصحافيين المصريين ونظرائهم الأتراك والفلسطينيين والسوريين على حد سواء". والأمر ذاته ينطبق على عدد من دول الخليج بحسب التقرير.

أما أحسن مرتبة تحتلها دولة عربية في هذا الخصوص فهي موريتانيا، التي تأتي بالمرتبة الستين، تليها الكويت في المرتبة الواحدة والتسعين.

 

المساهمون