الفنون والثقافة في فلسطين 48 تواجه "الأسرلة"

الفنون والثقافة في فلسطين 48 تواجه "الأسرلة"

09 مارس 2015

جدارية في مخيم الدهيشة للاجئين تدعو إلى مقاطعة إسرائيل(Getty)

+ الخط -

لا تنتهي طموحات الدولة العبرية، في "أسرلة" الفلسطينيين الباقين في ما يدعى دولة "إسرائيل"، وفي مختلف مجالات حياتهم، بل في صميم هويّتهم، بعد أن فشلت في طردهم من أرضهم ومساكنهم، على الرغم من أن قانون "تهويد إسرائيل"، الذي عُرف في السنوات الأخيرة، يتيح لدولة إسرائيل طرد عرب 48، إضافة إلى أنه يدفع في اتجاه تهويد كل شيء، والتعامل بقسوة مضاعفة مع شركاء الكيان الصهيوني. ويبدأ التهويد بالاستيلاء على الأراضي، ولا ينتهي بالتجنيد الإجباري في الخدمة العسكرية. وما يقال في السياسة الإسرائيلية و"أسرلة" فلسطين، مكاناً وجغرافيا، ينطبق أيضا على الثقافة.

وفي سبيل الوصول إلى غرضها، متمثلا في إلغاء الهوية العربية للفلسطينيين الصامدين في أرضهم المحتلة عام 1948، تستخدم دولة الكيان الغاصب وسائل وأساليب عدة، تندرج جميعها تحت ثلاثة مصطلحات، تُستخدم للتعبير عن الأمر نفسه تقريبا، أو أنها تهدف إلى الغاية نفسها، هي "الأسرلة" حيناً، و"العَبْرنة" حينا، و"التهويد" حيناً ثالثا. وثمة فوارق بسيطة جدا بين هذه المصطلحات/الأهداف، لكنها جميعا تصبّ في طاحونة التهويد و"الصهينة" لكل شيء هناك، فعملية "أسرلة" الثقافة والفن الفلسطيني، أو عبرَنته، أو غزوه والاستيلاء عليه، هي "إيديولوجيا" أو مشروع تتّبعه إسرائيل في مختلف المجالات، في محاولة لبلورة هوية جديدة تريدها هجينة هي "عربي إسرائيلي".

لا تهدف إسرائيل، بالطبع، من ذلك إلى جعل العرب إسرائيليين، لأن هذا سيلغي "يهودية" الدولة، الصفة التي تعمل على ترسيخها، بل ما تهدف إليه هو إلغاء الهوية العربية لهذه "الأقلية" التي تمثل شوكة في حلق الدولة العبرية، وشطب حقوقها. وهي تمارس كل ما من شأنه تحقيق غايتها، بما في ذلك أشد الممارسات عنصرية.

يرتبط هذا الموضوع بتفرعات وأسئلة كثيرة، منها سؤال التطبيع مع هذه الدولة ومؤسساتها، حدوده وآفاقه، سواء عرب فلسطين والدولة التي يعيشون فيها ويحملون جنسيتها، أو بين هذه الدولة وفلسطينيي الشتات، وكذلك في ما يخص العرب عموماً، ويبدو أن هذا السؤال، الذي غاب بحكم "عمليات السلام" مع هذا الكيان، عاد ليطرح بقوة منذ سنوات، حين تبيّن أن السلام غير واقعي وغير ممكن، وعادت أنشطة مقاومة التطبيع لتنطلق مجدّدا، ولكن من الداخل هذه المرة، وأحدث فصولها الحملة التي شُنّت ضد زيارة الشاعر المصري، هشام الجخّ، إلى الناصرة بتأشيرة إسرائيلية، زيارة وأمسية شعرية قوبلتا برفض كثير، لكنهما أوضحتا حجم الانقسام الداخلي تجاه مسألة التطبيع، وهذا موضوع يستحق معالجة مستقلة.


نسخة جديدة من "الأسرلة"
مناسبة الحديث الذي لا يتطلب مناسبة، صدور نسخة جديدة، أو صورة مبتكرة من صور العنصرية، ومن محاولات "أسرلة" كل ما هو عربي، في السياسة وفي الحياة الاجتماعية، وفي الثقافة أيضا، قرار صندوق "يهوشواع رافينوفيتش" للفنون، الذي يحصل على تمويله من وزارة الثقافة الإسرائيليّة لدعم الإنتاج السينمائيّ وفنون أخرى، لفرض استمارة جديدة على المخرجين المتقدمين للحصول على دعم لإنتاج أفلام.

تنصّ الاستمارة التي رفضها الفنانون الفلسطينيون، في بيان شديد اللهجة، على أن المُنتِج والمُنتَج الفنيّ الذي يمكن دعمه هما إسرائيليّان، ووضِعتْ لها صيغة محددة تؤكد ذلك كما يأتي: "أنا مخرج الفيلم (اسم المخرج واسم الفيلم)، أعرّف نفسي مخرجًا إسرائيليًا لعمل إبداعيّ إسرائيليّ، وألتزم بأن أقوم بتسجيل وعرض وتعريف نفسي بهذا الشكل أمام كلّ محفل وكل وسيلة إعلام تتطرق بأي شكلٍ من الأشكال للفيلم وصانعيه ومنتجيه".

وفيما تُعتبر هذه سياسة دائمة واستراتيجية لدى حكومات الاحتلال المتعاقبة، يرى بعضهم أنّ قرار فرض الاستمارة هذا، جاء بعد قضية المخرجة الفلسطينيّة، سهى عرّاف، التي رفضت أن تعرّف فيلمها الجديد "فيلا توما" فيلماً إسرائيليّاً، وبعد موجة تحريض أثارتها وزيرة الثّقافة الإسرائيليّة، ليمور لفنات، وسياسيون آخرون، وضغوط مارسوها على صناديق الدعم، ومطالبتها باستعادة التمويل.

جاء البيان الذي وقّعه عشرات من الفنّانين العرب داخل الخطّ الأخضر متضمّنا رفض ما حملته الاستمارة، وتأكيدا لعروبة هؤلاء الفنانين وفلسطينيّتهم، وإصراراً على أن إنتاجهم الفنّي فلسطينيّ مثلهم، إذ رأى الموقّعون في هذه الممارسات "استمرارًا لنهج المؤسّسة الإسرائيليّة في إنكار الحقوق الثقافيّة والقوميّة الجمعيّة للعرب الفلسطينيّين، وفرض الأسرلة وتشويه الهويّة، ورهن الحقوق بالانصياع للهيمنة الإسرائيليّة، وردع المبدعين الفلسطينيّين عن التعبير عن ذاتهم وهويتهم العربيّة والفلسطينيّة ومواقفهم السياسيّة بحرية واستقلاليّة". وأكّدوا أن "حصول المبدعين الفلسطينيّين على موارد دعم من الصناديق الإسرائيليّة - الدعم الذي هو، أيضًا، محلّ نقاش مبدأي وفكريّ وسياسيّ، وبغضّ النظر عن السعي إلى الحصول عليها من أفراد أو مؤسّسات - هو برأينا حقّ نابع من كوننا مواطنين دافعي ضرائب، نسترد بهذا الدعم جزءًا يسيرًا من الموارد التي نستحقها، من دون منّة من أحد، ونرفض أن يكون هذا الدعم أداة إرضاخ سياسيّة وثقافيّة وإهانة لهويتنا وانتمائنا. كما أنّ الحصول على هذا الدعم لا يتنافى مع قواعد ومعايير المقاطعة الثقافيّة لإسرائيل.."، مصرّين، كما جاء في البيان،
على أننا "لن نعرّف أنفسنا إلا بكوننا عرباً فلسطينيّين أمام كلّ محفل، ونتاج إبداعنا مثلنا يمثّل ذاتنا وهويتنا وتاريخنا وما نورّثه لشعبنا وللثّقافة الإنسانيّة عمومًا"، مع التركيز على صيغة "إننا نطالب كجماعة قوميّة".


مواقف إسرائيلية تفضح السرقات

يرتبط موقف الفنانين هذا بممارسات بدأت مع نشوء دولة الاحتلال، وهو يعكس حدّة الضغط والقهر، وبالتالي، حدّة المواجهة. وهنا، لا يسعنا إلا العودة إلى ما يجري من وجهة نظر كتّاب ومثقّفين يهود وإسرائيليّين ممّن تناولوا هذه الممارسات أيضا، حتى لا نتكئ على مواقف الفلسطينيين فقط. ومن دون العودة إلى ما قدّمه "المؤرّخون الجُدد"، نجد جيلاً جديداً من "المنتقدين" للعنصرية ومحاولات "الأسرلة"، من أبرز ممثّلي هذا الجيل الكاتبة رحيلا مزراحي، التي كتبت، من بين كتابات كثيرة، أن "الحركةُ الصهيونية، وبعد ذلك دولة إسرائيل، قامت بجهودٍ كبيرةٍ لربط ثقافة مهاجريها الأوروبيين بالتراث المحلّي، الذي هو جزءٌ من تراث المنطقة العربية، ولذا، تبنّت الحركةُ الصهيونيةُ عناصرَ مختلفةً، أصلُها في التراث الفلسطيني، أو أنها، بلغةٍ نقديةٍ ما، استملكتْها لمصلحتها".

وللدخول في تفاصيل عمليات "الأسرلة"، وأدواتها، يمكن ملامسة الظاهرة على غير صعيد، منها ما جرى ويجري على مستوى الفنّ التشكيلي الإسرائيلي، وبحسب مزراحي، أيضا، حيث "الحادثةُ الأبرزُ والأكثرُ بحثا ربما، هي تحويلُ القرية الفلسطينية "عين حوض" إلى مستعمَرة الفنّانين الإسرائيليين "عين هود،" بعد تهجير سكّانها عبر التطهير العرقي لفلسطين عامَ 1948.

وتنقل مزراحي عن الباحثة سوزان سليموفيتش، أستاذة الأنثروبولوجيا في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا في بالولايات المتحدة، وصفها منهجَ مصادرة قرية عين حوض بمضامينه كافةً: أسلوب البناء، والعناصر، وطُرق المعرفة، وتحويلها جميعِها، عبر وسائلَ مختلفة، من أجل خدمة مستعمَرةِ فنّانين إسرائيليين، واستملاكِها بوصفها آثارًا من حياة الشعب اليهودي في عصور قديمة، وذلك كجزءٍ من الرواية الصهيونية. إذ حلَّلتْ سليموفيتش ما قام به مرسيل يانكو، وهو من منشئي حركة "الدادا" الأوروبية الطليعية، والحاصلُ على "جائزة إسرائيل"، من تهجين بين أفكار حركة دادا وأفكار الحركة الصهيونية، وهما حركتان أوروبيتان بامتياز، تَسْكنان معا، على نحوٍ متمِّمٍ، في القرية".

وتضيف سليموفيتش، في تحليلها "إنّ تحويلَ فنٍّ وأسلوبِ بناءٍ فلسطينيّيْن وعربييْن، واستملاكَهما، انسجم تمامًا في عدة إستراتيجيات سياسية صهيونية جوهرية. وفي نظرة إلى الوراء، زَوّدت الدادا الصهيونيةَ بذريعةٍ ثقافيةٍ وفكرية، وبنوعٍ من التهكّم العبثي، وبغطاءٍ جماليّ، وظيفتُه حجبُ سلب الحقوق، الذي لا يمكن غفرانُه، عن كلّ ما كان عربيّا".

وتقع قرية "عين حوض" جنوب مدينة حيفا، وتبعد عنها نحو 14.5 كم، أقام الصهاينة على أنقاضها مستعمرة "عين هود" عام 1954. وينتسب إليها عدد من الكتّاب البارزين في المشهد الثقافي الفلسطيني بعد النكبة، موزّعين بين الداخل والشّتات، من عائلة أبو الهيجاء. وفد جرى تناول هذه القرية ومصيرها في أعمال أدبية، شعراً ورواية، من أبرزها ربما رواية "جنين 2002"، للروائي والإعلامي أنور حامد (مواليد طولكرم 1957)، ورواية " صباح في جنين" (بالسويدية)، وهي الرواية الأولى للكاتبة الفلسطينية – الأميركية سوزان أبو الهوى (المولودة في الكويت عام 1970) تحكي قصة عائلة، من قرية عين حوض، تمتد أربعة أجيال.

سرقة السينما

وبالانتقال إلى عالم السينما، نقرأ للباحثة إيلّا حبيبة شوحَطْ (مولودة لعائلة عراقية بغدادية عام 1959، تعرف نفسها بأنها "عربية يهودية"، أكملت دراستها الجامعية في جامعة بار إيلان في إسرائيل، وأستاذة الدراسات الثقافية في جامعة نيويورك)، فهي تصف في كتابها "السينما الإسرائيلية: تاريخ وإيديولوجيا"، ظاهرةً شبيهةً في أفلام "الموجة الفلسطينية"، فترى أن هذه الموجة في السينما الإسرائيلية، هي أفلامٌ تهتمّ بوضع الفلسطيني، مثل "خربة خزعة" لرام ليفي، "الطبق الفضيّ" لجاد نِئيمان، "خماسين" لدنيئيل فاكسمان، "وراء القضبان" لأوري باراباش، "جسر ضيّق جدّاً" لنيسيم دايان، "ابتسامة الجدي" لشمعون دوتان (بحسب ديفيد غروسمان)، "إستير" لعموس غيتاي، "إصبعان من صيدا" لإيلي كوهين، والمنتِجُ هو الجيش الإسرائيلي! (تمّ إنتاجُ هذه الأفلام بين 1978 و1986). فـ "مع أنّ هذه الأفلام تقترح صورًا متقدّمةً في تاريخ العرض الإسرائيلي للصراع، فإنّها تَعْمل ضمن إطار المقولات العامة للصهيونية".

وتشير شوحَطْ إلى مضامين تلك الأفلام النقدية المزعومة، التي تُمكِّن مُنتِجها من تحصيل الدعم المالي الحكومي لها، وإلى حقيقة أنّ فنّاني السينما هم غالبًا من الأوساط الاجتماعية والأمكنة والأصول الإثنية التي يتمتّع بها أعضاءُ لجان الصناديق الحكومية. لذلك لم يعدّوهم تهديدًا، بل إنّ لهم، في مسألة الصورة الذاتية، دوراً مهمّا في نظر المؤسّسة الإسرائيلية، التي تمتصّ جزئيّاً دعمَ الغرب، على أساس أنها نموذجُ "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". وتعتقد شوحط أن" الصهيونية خلقت القمع المزدوج نحو الفلسطينيين و"اليهود العرب/ المزراحيين"، حيث قُمعتْ المجموعتان من المجموعة المهيمنة على الصهيونية، "الأشكناز"، من خلال القضاء على الثقافة الشرقية اليهودية."

في هذا السياق، لا تقتصر عنصرية الدولة الإسرائيلية، هنا، على التمييز ضد العرب، بل تمتد لتطاول فئات وشرائح واسعة من "اليهود"، يرتبط بهذه الممارسات، ما كشفه رئيس حزب شاس اليهودي الشرقي، آريه مخلوف، من تمييز عرقيّ تمارسه دولة الاحتلال، ويعاني منه اليهود الشرقيون المهاجرون من دول عربية. وكان مخلوف قد تحدث في شريط دعائي، قائلاً "إن التمييز ضد اليهود ذوي الأصول العربية يشمل نواحي مختلفة، ويتّخذ صورا شتّى، مثل عدم وجود قضاة شرقيين في المحاكم ومحاضرين جامعيين، وإن الشرقيين يكونون الأغلبية داخل السجون فقط، وإن "المظالم" التي يتعرض لها هؤلاء دفعتهم إلى تبديل أسماء عائلاتهم الأصلية لأسماء غربية، خوفا من معرفة أصولهم وخجلا منها. وهو أشار إلى عائلات غيرت أسماءها، هي "شوكرون" أصبحت "شارون"، و"دهان" تحولت إلى "دان"، و"صباغ" إلى "سيغيف"، و"أبوطبول" إلى "أبيتال"، و"صيبوني" إلى "ريغيف".

هذه عينة من أنماط محاولة أسرلة الثقافة الفلسطينية، وحتى العربية، ويعلم متابع هذا الشأن، ما فعلته الدولة العبرية، ومؤسساتها الفنّية وغير الفنية، بالدبكة الفلسطينية، التي جعلت منها "جزءًا من الرقص الإسرائيلي الشعبي، بل من الرقص الذي يمثِّل إسرائيلَ في مناسباتٍ دولية". بل تمّت سرقة أفلام مصرية قديمة، خصوصًا التي تضم ممثلين يهود مصريين، وأخرج بعضها أيضًا يهود مصريون، وعرضها في تلفزيوناتهم وسرقة حقوق البث، بزعم أنها "تراث إسرائيلي"، بل تمّت سرقة أغان لأم كلثوم ثم أغان لفيروز. فضلا عن مصادرة موادّ غذائية هي من قلب المطبخ الفلسطيني (والشامي/ اللبناني) مثل الحمّص والفلافل وزيتِ الزيتون. كما تمّت مصادرةُ الأزياء، إذ ارتدى صهاينة أوائل ملابس فلسطينية، واستَخدمتْ شركةُ الطيران الإسرائيلية "إلعال" الثوبَ الفلسطينيّ المطرَّز أساسًا لتصميم ملابس مُضيفاتها.

"تأسرل" عربي
وإلى جانب ظاهرة "الأسرلة"، هناك ظاهرة أقل حدّة، لكنها حاضرة في المشهد، وهي "التأسرل/ العمالة"، لكنها باءت بفشل ملحوظ، لسبب بسيط ومهمّ، يتمثل في أن الدولة اليهودية والحركة الصهيونية لم توفّرا لعرب البلاد أيّة وسيلة، أو أية إمكانية حقيقية للانخراط الحقيقي في الدولة والتأثير فيها، ومن علامات هذه العمالة الخارجية التحدّث بالعبرية، أو بعربية، مطعّمة حتى التخمة، بألفاظ وعبارات عبرية. ولا ننسى ظواهر الانخراط الكامل في المجتمع الإسرائيلي التي تبلغ حدود العمل في "الجاسوسية"، وهو ما تشير له دراسات وتقارير كثيرة، لكنه أمر يقاومه الأهل في الداخل بقوة للحد من آثاره السلبية.

1ABD8876-861C-4681-992B-42B06602DA93
عمر شبانة

كاتب وشاعر وصحافي من الأردن، عمل في حقل الصحافة الثقافية لصحف ومجلات عربية، ناقدا أدبيا وفنيا، ومتابعا للقضايا الثقافية العربية في أقطار الوطن العربي. أصدر مجموعات شعرية.