العثماني يوضح موقف المغرب من "صفقة القرن"

بعد تصريحات بوريطة... العثماني يوضح موقف المغرب من "صفقة القرن"

08 فبراير 2020
موقف المغرب ينطلق من ثوابت القضية الفلسطينية (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -
في أول ردّ على الجدل، الذي أثارته تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بمجلس الغرفة الثانية للبرلمان المغربي، الثلاثاء الماضي، والتي قال فيها إنّ المغاربة "يجب ألا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم"، أكد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن موقف حكومته مما يعرف بـ "صفقة القرن" ينطلق من ثوابت المملكة، ملكاً وحكومةً وشعباً، في تعاملها مع القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه، وفي مقدمتها إنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ورفض كل محاولات تهويد القدس، والاعتداء على الحرم القدسي والمسجد الأقصى.

وقال العثماني، في خروج إعلامي لافت، اليوم السبت، عبر وكالة الأنباء الرسمية، إن "هذا الموقف هو الذي تتبناه الدبلوماسية المغربية، وعبّر عنه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة القاطنين بالخارج، وأكدته المملكة في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية، والاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي".

وبحسب رئيس الحكومة، فإن هذا الموقف "يتماشى مع قرار جامعة الدول العربية التي سجلت موقفاً إيجابياً في آخر اجتماع لها على مستوى وزراء الخارجية برفض "صفقة القرن"، وبالتأكيد على الثوابت الفلسطينية وبدعم الشعب الفلسطيني"، مذكراً بأن هذا الموقف المغربي "حظي بكل التقدير من الجانب الفلسطيني بكل أطيافه ومكوناته".
وخلص العثماني إلى أن "كل شيء غير هذا هو مزايدة مرفوضة، وتأويل خاطئ، وفهم مغلوط، لذا وجب الحذر من التدليس، والكذب، وافتعال ضجة إعلامية للتشويش على الموقف المغربي الواضح والثابت".
ويأتي خروج العثماني، بعد أن طالبت الهيئات المغربية الداعية إلى المسيرة الاحتجاجية الشعبية ضد خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية "صفقة القرن"، المزمع تنظيمها يوم غد الأحد، في العاصمة الرباط، بوريطة بتقديم اعتذار للشعب المغربي عن تصريحاته.
وعبّرت الهيئات، في ندوة صحافية، نظمت أول من أمس الخميس بالرباط، عن إدانتها لـ"كلّ المواقف المتخاذلة الخارجة عن إجماع الشعب المغربي، ورفضها كل الصفقات والمؤامرات التي تُحاك ضد فلسطين"، معتبرة أنّ "الدفاع عن القضية الفلسطينية والوفاء لها لا يختلف عن مساندة قضية الصحراء".


واعتبر المنسق العام لـ"المؤتمر القومي الإسلامي" خالد السفياني، تصريحات بوريطة "إهانة للشعب المغربي المجمع بكل مكوناته وأحزابه ومنظماته، على التصدي لما يُسمّى بصفقة العار، والانخراط في معركة تحرير فلسطين، كل فلسطين، والقدس، كل القدس، لا شرقية ولا غربية"، مطالباً إياه بتقديم اعتذار.

وقال السفياني، في كلمة ألقاها بالندوة: "إذا كان ناصر بوريطة لا يريد أن يكون مدافعاً عن القضية الفلسطينية، فنحن فلسطينيون، والمغرب يتحمل مسؤولية جسيمة بصفته رئيس لجنة القدس".
وتابع: "من صرّح على هواه ولم يكن وفيّاً للموقف الرسمي والشعبي المغربي، عليه أن يراجع حساباته، وأن يتراجع عن موقفه، فنحن لا نتوسل أحداً، بل ننطلق من الثوابت، ومن يُخل بها فهو ساقط"، مشيراً إلى أنّ الرسائل الملكية السابقة بشأن موقف المغرب من القضية الفلسطينية، وكذلك ما عبّر عنه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، تجعل موقف وزير الخارجية المغربي "معزولاً".